التقت صحيفة الجمهورية اليمنية الصحفية سمية المير، التي يعتبرها مسؤولو التلفزيون البحريني بمثابة “ورقة الجوكر” التي يمكن الرهان عليها في كل الأماكن والمهام الوظيفية المسندة إليها بدليل وجودها الآن لتغطية بطولة “خليج 20”،
فقد كانت البداية في “خليجي 18” في أبوظبي، والتأكيد على الظاهرة حدث في “خليجي 19” في عمان، وها هي بطولة “خليجي 20” تؤكد على قرار غير رسمي اتخذه الرجل الخليجي بمصالحة المرأة ومنحها الفرصة للوجود في ميادين بطولات كأس الخليج، والوجود يشمل الحضور في المدرجات لتشجيع مختلف المنتخبات دون إخلال بمبدأ المحافظة على كرامة المرأة، كما يشمل وجود المرأة في العمل الإعلامي إلى جوار الرجل الذي يسيطر بصورة شبه مطلقة على مجال الإعلام الرياضي، وهي ظاهرة عالمية بكل تأكيد.
وتقول سمية: “هذه أول تغطية لي خارج بلادي (تغطية يومية مكثفة في المجال الرياضي)، تخصصت في دراستي بمجال نظم المعلومات الإدارية ولكنني قبل الالتحاق بالدراسة الجامعية أحببت عمل المذيعات وكانت لدي هواية بأن أصبح مذيعة، لذلك انتصرت الهواية على التخصص العلمي والدراسة الأكاديمية.
وتضيف: “أحياناً أقول لنفسي ما دام أنني اشتغلت مذيعة وتعبت ودرست نظم المعلومات الإدارية وهو مجال صعب يتعلق بتقنية المعلومات وإدارة الشبكات، وبعيد أيضاً عن مجال العمل كمذيعة، فكنت أحتاج إلى طاقة كبيرة وجهد مضاعف لكي أكمل دراستي الجامعية على العكس تماماً لو تخصصت في الإعلام سيكون أسهل وأقل تعباً بالنسبة لي.
عن تجربتها الحالية في “خليجي 20” تقول المذيعة البحرينية: “كنت أجري اللقاءات مع المسؤولين في اتحاد الكرة البحريني وأعد التقارير التلفزيونية لقناة “دبي الرياضية”، كنا نتحدث عن الهواجس الأمنية وكيف سيذهب المنتخب إلى اليمن بناء على تقارير وسائل الإعلام وما ينشر في الصحف”. وتضيف: “تفاجأت باختياري لمهمة تغطية “خليجي 20” من قبل التلفزيون البحريني قبل يوم واحد فقط من قدومي إلى اليمن، وافقت على المجيء إلى اليمن خدمة لبلادي ومنتخب البحرين، ولو كانت خدمة بلادي تتطلب وجودي في المريخ لن أتردد لحظة واحدة إطلاقاً، ومع هذا كنت متأكدة أن الشعب اليمني سيحافظ على ضيوفه ولن يقبل بأي حادثة بسيطة تؤثر على سمعة اليمن وتسيء إلى الاستضافة لهذا العرس الخليجي الذي ننتظره بشوق كل عامين”.
كما وجدت سمية معارضه شديدة من شقيقتها الكبرى حول سفرها إلى اليمن .. تقول: “في ذات الليلة التي قررت فيها السفر كانت هي قد شاهدت تقريراً من قناة الجزيرة و أخبرتني فيما كنت أجهز حقيبتي استعداداً للرحيل عن ضرورة البقاء ومحاولة الضغط علي لإثنائي عن هذا القرار وقالت لي بالحرف الواحد “أنتي عندك طفلين وأشلون تروحين مكان خطر وبلد حرب كل يوم ناس يموتون وأشلون تقبلين تروحين”.
تواصل سمية حديثها: “لم أرضخ لرغبتها ولن أرضخ حتى لو كان الوضع الأمني سيئاً، سأكون في خدمة بلدي ومنتخبه حتى في أحلك الظروف لتغطية الصورة الحقيقية ولنقل الصورة كاملة وبوضوح، ولن أستطيع القول إنه يشرفني أن أنقل للجميع سواء بحريني أو عربي حقيقة الصورة في اليمن التي يحاول البعض تشويهها لكي يعرفوا أنها مجرد فقاعات إعلامية ومبالغات، فالوضع الأمني مستتب”.
لم تقتصر أساليب منع سمية من السفر لليمن على شقيقتها، والدتها كانت أشد خوفاً عليها .. تقول: “والدتي قبل موعد سفري حاولت منعي من السفر بحجة أن اليمن ساحة حرب والمخاطر كبيرة، وبأنها ستضطر لأن تحاسبني في المنزل من خلال إقفال بابه، لكن أمام إصراري الكبير المضي فيما عزمت عليه اضطرت هي للرضوخ مجبرة”.
تقول سمية المير: “تمنيت أن “أخزن” أي أتناول القات، وقد راودتني هذه الفكرة حينما ذهبت إلى مجمع عدن التجاري لعمل تقرير مصور حي من هناك بهدف طمأنة المشاهدين بأن الأمن والأمان لا يقتصر على أماكن إقامة البطولة فقط، أريد أن أخوض تجربة القات لمعرفة الشعور الذي ينتاب المخزنين من جراء تناولهم لهذه النبتة”.