الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

في العالم.. المشجع سلاح .. وجمهورنا دائماً «غير متاح»

في العالم.. المشجع سلاح .. وجمهورنا دائماً «غير متاح»
29 نوفمبر 2018 00:09

علي الزعابي (أبوظبي)

التشجيع في عالم كرة القدم لا يتوقف عند مجرد الحضور في المدرجات ومشاهدة المباراة فحسب، التشجيع ثقافة يجب أن يعرفها كل رواد ملاعبنا ومدرجاتنا، لاسيما أن الحضور الجماهيري من دون دعم الفريق وتشجيعه يفقد الجمهور دوره المؤثر.
إن تشجيع الكيان الذي تنتمي إليه، والزحف خلف الفريق في كل ملعب، والوجود خلفه في حالة الفوز والخسارة، هو أمر واجب على كل مشجع عاشق، لا يمكن أن توجد مع فريقك فقط عند فوزه، وتتوارى عن الأنظار في حال سقوطه متذرعاً بالنتائج السلبية، حيث إن كرة القدم صنعت من أجل المشجع الذي يساند فريقه.. هذا هو المشجع الحقيقي، مشجع الفريق والكيان لا مشجع الانتصار فقط!
ملك قلباً جعله يقهر الجغرافيا، ويضع ناديه على خريطة التاريخ، ويكفيه أنه كان سبباً في أن يتعرف العالم على اسم ناديه، فهو لا يطارد ريال مدريد أو البارسا في إسبانيا، ولا يقف خلف يوفي إيطاليا أو ليفربول إنجلترا، ولكن يذوب عشقاً في فريق يدعى «بويرتو مونت».
إنه التشيلي سيباستيان كاريرا الذي رشحه الفيفا لجائزة أفضل مشجع في العالم لعام 2018، والذي ضرب مثلاً حياً في كل معاني الولاء والانتماء والوفاء والحب والعشق، فلم تقف ظروفه الاقتصادية أمام رغبته في السفر خلف فريقه قاطعاً أطول المسافات، حيث تحمل على نفقته الخاصة، تكاليف الحافلة التي تقله لمسافة قد تتجاوز 1500 كم، وتذكرة حضور المباراة، ويكفي أنه تعرض للسرقة من قبل، حينما كان يأخذ قسطاً من الراحة في أحد الشوارع، ولكنه لم يندم في حياته على شيء أكثر من شعوره بالألم لعدم امتلاكه ثمن تذكرة حضور مباراة فريقه الذي يعشقه، في أحد الأيام، ليكافئه القدر بانتشار صورته وهو يقف وحيداً في المدرجات يدعم فريقه، ليتضح فيما بعد أن هذه المدرجات التي لا يوجد بها سواه، تم فتحها من أجله هو، حينما اكتشف المنظمون أنه قطع مسافة 1500 كيلومتر بالحافلة ليكون خلف فريقه، وعقب المباراة هرع اللاعبون الذين حققوا الفوز 2-1 على أصحاب الأرض من أجل تحية هذا المشجع، الذي اعتبروه ملهماً لهم، فقد بث فيهم روح الحماس بعشقه للفريق وتضحيته من أجله.
وبات كاريرا فارس المشجعين في 2018، ونموذجاً تحتاجه كرة القدم في زمن أصبحت شاشة التلفاز هي عالم الغالبية الكاسحة من جماهير كرة القدم، والمقاهي ملعبها، و«تويتر» أرضها الخصبة التي تمنحها الفرصة لإطلاق الانتقادات في جميع الاتجاهات، ووضع نظريات تدريبية يعتقدون أنهم ينافسون بها جوراديولا ومورينيو.
كاريرا توافق تماماً مع طبيعة كرة القدم كرياضة، فلا قوانين تجبر جماهير الفرق أن تحضر إلى المدرجات للتشجيع، لكن تلك القوانين يمكن أن تمنعها من الحضور، كنوع من العقاب وإذا اتخذ الاتحاد الدولي أو القاري أوحتى المحلي هذا النوع من العقاب في حق أي نادٍ، يصبح أشبه بالصاعقة التي تضرب جدران هذا الكيان، وتعتبر هذه العقوبة الأشد والأشرس في حق كل نادٍ حول العالم، على عكس ما صار في دورينا، فهذه العقوبة لا تستخدم في ملاعبنا المحلية، وإذا ما تم استخدامها فهي ليست بعقاب أو أشبه بعقوبة لذيذة ليس لها تأثير، كون الجماهير بالأصل لا تملأ مدرجاتنا ولا تؤثر كثيراً على أنديتنا واللاعبين، فما الجدوى من تنفيذها؟ ويبقى السؤال إذا كانت أعداد الجماهير في الخارج كبيرة وغفيرة ولا يمكن مقارنتها بجماهيرنا من حيث التعداد السكاني، فكيف لنا أن نقيس تأثير الجماهير الحقيقي في مدرجاتنا وعلى ملاعبنا وما يستطيعون فعله، لمساندة الأندية ليس فقط للفوز بالمباريات والبطولات المحلية، وإنما للفوز على المستويات الخارجية؟ فالعالم كله يردد مقولة أن الجمهور هو اللاعب رقم 12، والبعض يصل به الدرجة لوصفه باللاعب رقم 1، مما يعني أن الجمهور دائماً ما يعطي لفريقه أفضلية، الوضع مختلف والوصول بالجماهير في ملاعبنا لهذه المرحلة يحتاج للكثير من العمل وسنوات من التخطيط، مع الوضع بالاعتبار أن أعداد الجماهير في ملاعبنا لا تتخطى 7000 مشجع في أفضل الأحوال، فإن أكثرهم يبقى في حالة هدوء وركود، لا يتفاعلون سوى في بعض الفرص الخطرة وعند تسجيل الأهداف لهم أو عليهم، بينما في بقية الوقت الأحاديث الجانبية هي سيدة الموقف، بينما تترك هذه الفئة الكبيرة الأمر بيد «رابطة المشجعين»، الذين يأتون محملين بأسلحتهم الموسيقية والمكبرات الصوتية لشد أزر الفريق وتشجيعه طوال المباراة خدمة للفئة العظمى واسم النادي، ولو لم تكن روابط المشجعين حاضرة في ملاعبنا لأصبحت مبارياتنا هادئة خالية.
وعند التطرق إلى مدرجاتنا وملاعبنا فالأمر لا يطال الفئة الجماهيرية في الحضور فحسب، فهذه الجماهير لديهم مشاكل يمكن أن يتعرضوا لها أو تعرضوا لها في السابق، دفعتهم للعزوف عن الحضور في ملاعبنا، ورغم أن قضيتنا الأساسية لا تتعلق بأسباب عدم الحضور في المقام الأول، بل في كيفية الحضور بما يتماشى مع «جماهير للفوز»، وهي الفئة التي تنتظر فريقها ليحقق الإنجازات أو يبدأ في المنافسة لتبدأ بالتحرك بعد ذلك، إلا أن ذلك لا يجعلنا نغفل احتياجات الجماهير التي ناقشنا بعضها وتطرقنا إليها في قضيتنا، حيث أثبتت التجربة على مدار سنوات، وتحديداً منذ تطبيق الاحتراف في ملاعبنا، أن الجمهور لدينا يحتاج تنفيذ أو تلبية بعض الطلبات، أو ربما إزالة بعض المعوقات، قبل الحكم على الحضور الجماهيري وحتى جماهير الفوز، لنخرج ببعض التوصيات التي يمكن من خلالها أن تعالج مشكلة الجماهير أو جماهير الفوز كما وصفناها، فالبعض طالب بضرورة وضع خطة استراتيجية من قبل المسؤولين لتطوير منظومة كرة القدم على جميع الصعد، التي من خلالها يمكن جذب الجماهير، وهذه الاستراتيجية تحتاج لصبر طويل في مدة لا تقل عن ثلاثة أعوام، فيما يرى آخرون أن أسلوب التشجيع وروابط المشجعين أصبحت قديمة الطراز ومستهلكة بصورة كبيرة، وعلى الجميع أن يبتكر أساليب جديدة بهدف إنعاش المدرجات، كما تطرق البعض لنظافة المقاعد ودورات المياه وتجهيزها بصورة جيدة، فيما نادى آخرون بأن مسؤولية التسويق على الأندية ولجنة المحترفين ضرورية لجذب الجماهير، وتساءل البعض عن كيفية جذب الجاليات الأخرى إلى مدرجاتنا، وإذا لم يكن لحساب نادٍ معين فيكون لحساب كرة القدم، وأشار آخر إلى أن آلية بيع التذاكر في ملاعبنا قديمة ويجب تطويرها أسوةً بالدوريات الكبرى، وما بين مطالب جماهيرنا وقضيتنا نرى أنه يمكن أن تكون هذه المطالب واقعية في حق جماهيرنا، لكن السؤال الأهم يبقى، هل تنفيذ هذه المطالب يضمن أن تمتلئ مدرجاتنا، أم أن الأمور تحتاج لتفسير أعمق؟

..ويبقى السؤال: أين هؤلاء في ملاعبن؟
تزدهر مدرجات كرة القدم في كل العالم بالجماهير من جميع الفئات، ونشاهد خلف شاشات التلفزيون تفاعل الرجال والسيدات والصغار والكبار، حتى أن بعض هؤلاء لا يمنعه الكرسي المتحرك من الحضور بالمدرجات، لمساندة وتشجيع ناديه أو منتخب بلاده، لأنه يدرك تماماً أهمية جلوسه بين المدرجات، حتى لو كان بالكرسي المتحرك، والأمثلة على الوفاء بعيداً عن المعوقات كثيرة وكبيرة، فالتشجيع والانتماء لا يفرق بين العجائز والصغار ولا بين رجل وامرأة، فالكل في العشق سواء، في أوروبا أو في مجاهل أفريقيا، في الشرق الأدنى أو الأقصى تبقى الساحرة، ساحرة للقلوب تخطف العقول قبل الأبصار.
فمشاهد الجماهير لا تراها إلا في الملاعب سواء كانت كرة القدم أو غيرها من الرياضات، كهول بأعمار تتجاوز الـ80 توارثوا الحب لأنديتهم عبر سنوات طوال، فهم يعتبرون مشاهدة المباريات من المدرجات أمر واجب عليهم، وقد نشاهد أيضاً الأطفال من كل مكان يحضرون رفقة عائلاتهم، الذين يعلمونهم ويربونهم على حب هذا الفريق وتشجيعه حتى يكبروا تحت ظله، وبرغم وجود الصغار في دورينا إلا أن مفهوم العائلة مختلف لدينا برغم أن هنالك أماكن مخصصة لحضور العائلات في ملاعبنا، وكما لاحظنا في الموسم الماضي عندما تم السماح بدخول العائلات أو السيدات لمدرجات الدوري السعودي فإن الحضور كان كبيراً، ووجودهم دليل على أن العائلة السعودية بالمجمل العام عاشقة لكرة القدم، والدوري هناك يمتلك شعبية جبارة لا تقف عن الرجال أو الشباب، بل تطال حتى السيدات، ونلاحظ وجود العائلات في الملاعب السعودية الآن بصورة دائمة، ومن العائلات السعودية إلى عجائز الكراسي المتحركة، مروراً بالأطفال، أين هؤلاء عن ملاعبنا ؟ فالمدرجات المخصصة للعائلات في دورينا موجودة، والإقبال عليها قليل، ويكاد يكون معدوماً أحياناً، فلماذا لا تحضر العائلات إلى ملاعبنا، على الرغم من مشاهدتنا التفاعل الكبير من قبل السيدات في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال المناقشات والتعليقات وغير ذلك.

رفضت بيع النادي فاستعادوا الهيبة بعد صبر 7 سنوات
عشق كرة القدم والفريق لا يتوقف عند الحضور والوجود فوق مقاعد المدرجات، ولا يمكن الحديث في هذا الإطار من دون إغفال أو الإشارة إلى جماهير بروسيا دورتموند الألماني، فهم أعظم من ضربوا الأمثلة في حب النادي والوفاء والوقوف بجانبه، في عام 2003 عندما كان النادي يعيش أتعس سنواته، برغم أنه كان بطلاً متوجاً على أوروبا قبل سنوات قليلة في ذلك الوقت، إلا أنه تعرض لضائقة مالية ضخمة، كانت ستؤدي لبيع النادي لأي مستثمر، إلا أن الجماهير كان لها رأي آخر، رفضت هذا الخيار وأصبحت تداوم على حضور المباريات بمدرجات مملوءة، بل وصل الحال لدعم النادي من خلال شراء أطقم الفريق وما يقدمه متجر النادي قبل كل مباراة، حتى أنهم كانوا يدفعون ضعف مبلغ التذاكر، ليصل معدل الحضور السنوي لـ 80 ألف متفرج كأكبر معدل حضور جماهيري في أوروبا ولا يزال حتى يومنا الحالي، كما أن النادي يضمن في كل موسم بيع تذاكر موسمية لأكثر من 50 ألف مقعد.
ما حدث في 2003 لم يجن النادي وجماهيره نتائجه سوى بعد 7 سنوات تقريباً، عندما عاد بروسيا دورتموند مرة أخرى إلى الواجهة بتتويج ببطولة الدوري في عامين متتاليتين 2010-2011 و2011-2012، كما أنه وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2012-2013 لكنه خسره أمام غريمة التقليدي بايرن ميونيخ الألماني، وما يقال على دورتموند، ينطبق مع بعض الاختلافات على ناديي القمة في الأرجنتين، فرغم التعصب الأعمى الذي أصاب مشجعي الناديين ريفربليت وبوكا جونيور الأرجنتينيين، والذي تضاعف بعد وصولهما إلى نهائي كوبا ليبرتادوريس بأميركا الجنوبية، يبقى جمهور الناديين عاشقاً برغم المناوشات الدائمة بين الجماهير والشغب المتواصل.

وليد الهناوي: انظروا إلى الدوريين الهندي والماليزي
أعرب وليد الهناوي مشجع نادي الإمارات عن تأييده الصارخ لظاهرة المشجعين الذين يحضرون في حالة الفوز، فيما شدد على أن جماهيرنا تنقسم لفئات كثيرة وتتفرع لما هو أكثر، مؤكداً على حديثه بعدة براهين تم رصدها في السنوات الطويلة ما قبل الاحتراف وفي عصر الاحتراف حتى يومنا الحالي.
وقال: هناك فئة كبيرة من الجماهير تحضر في حال تفوق فريقها في المباراة السابقة أو عدة مباريات سابقة أيضاً لضمان النجاح، وهذا أمر واقعي لا شك فيه، ولننظر إلي التفاوت الكبير ما بين الحضور الجماهيري من جولة إلى أخرى، لنبرهن على هذا الكلام، لكن الأمر لا يتوقف عند الحضور الجماهيري في حالة الفوز فقط، فهناك فئة تحضر أيضاً نكاية بالفريق الآخر، خصوصاً في مباريات القمة والديربيات، وهنا تحضر هذه الفئة فقط للتفاخر وزيادة العدد وليس بهدف التشجيع الحقيقي للفريق، فلا نشاهدها تحضر بعد ذلك في المباراة المقبلة لفريقها، فالتشجيع الحقيقي يعني أن تحضر خلف فريقك في أي مباراة وأمام أي منافس، ولذا أرفض هذا النوع من الجماهير.
واستطرد: الحديث عن هذا الأمر قد لا ينتهي، فهنالك عوامل كثيرة تحسب على الجماهير وأخرى للجماهير، فبعض الملاعب ليست مجهزة لاستقبال جماهيرنا، هناك أمور كثيرة يجب أن توضع في الحسبان والمنظومة الكروية التي تنتظرها كرة الإمارات، فإذا تحدثنا عن أهمية الحضور والتشجيع الحقيقي للفريق، يجب أن تكون الملاعب مهيأة لاستقبالهم على مستوى نظافة المقاعد، ودورات المياه وتنظيم مواقع لصف السيارات.
وأضاف: أتابع عدة مباريات في الدوري الماليزي والهندي، وأعتقد أننا يجب أن نتعلم كثيراً من الدولتين رغم أننا متقدمون على مستوى كرة القدم وبالمقارنة مع شعبية هذه الرياضة في بلدنا مع بلدانهم والتي تعتبر كرة القدم متأخرة في ترتيب الأهمية لدى هذه الشعوب، إلا أن الحضور الجماهيري هنالك كبير، ويرجع هذا للتسويق الصحيح للدوري مقارنة مع دورينا.

سعد الحتاوي: خسارة الوصل بطولتين لم تقلل دعمي
أوضح سعد الحتاوي أحد مشجعي نادي الوصل القدامى، أن قانون جماهير الفوز متفاوت في معظم الأندية وحسب كل نادٍ، هناك جماهير للفوز وجماهير حقيقيون، مبرراً أن الذين لم يعاشروا البطولات القديمة والتاريخ العريض لا يحتملون الخسارة في هذا الوقت، وأوضح في الوقت ذاته أن هذا المعتقد خاطئ، ويجب تشجيع الكيان والبطولات قادمة لا محالة. وأضاف: هذه الظاهرة متواجده وبقوة في دورينا فنحن نشاهد التفاوت الكبير والتباين في مدرجات الأندية، خصوصاً في حال الإخفاق والابتعاد عن البطولات لدى الأندية، وفي نادي الوصل نشاهد هؤلاء أيضاً، فهذه الفئة لم تشهد الوصل في أيام البطولات السابقة ولم تشاهد فريقها يحمل أي بطولة ولذلك فإنهم لا يحتملون الخسارة، وعلى سبيل المثال في الموسم الماضي نجحنا في الوصول إلى نهائيين، ولكننا لم نوفق في تحقيق لقب أي منهما، فانعكس ذلك على الجماهير حتى الآن، لأن الجماهير تبحث دائماً عن الألقاب وتحضر في وجودها وإذا لم يحقق ناديها النتائج تغيب مع الأسف. وأكمل: يجب أن يعلم المشجع أن دوره هو دور تشجيعي للنادي، فهو لا يشجع لاعباً، هو يجب أن يشجع الفريق ويعطيه الدعم المطلوب في كل الظروف، حتى لو خسرنا مباريات كانت كفيلة بتتويجنا بالألقاب كنهائي الكأس، حيث وصلنا إلى هذه المباريات بعد 10 سنوات عجاف، ورغم خسارتنا لها، إلا أننا ما زلنا خلف الفريق، فالهدف واضح وصريح للمشجعين الحقيقيين، وهو الوقوف خلفه مهما كانت الظروف.

حريز المنهالي: أعشق اللون السماوي وأسانده دائماً
اتفق حريز المنهالي أحد مشجعي نادي بني ياس، أن ظاهرة جماهير الفوز موجودة وبنسبة كبيرة في دورينا، وكادت تتجاوز الـ 80% من الجماهير، مؤكداً أن مدرجات دوري الخليج العربي شاهدة على هذه الظاهرة عبر السنوات الطويلة، ومؤكداً أن هؤلاء لا يعتبرون مشجعين حقيقيين لكرة القدم، إذا ما كان السؤال هنا هل تشجع ناديك من أجل النادي؟
وقال: بصفتي مشجعاً لنادي بني ياس فإنني أشجع الفريق منذ الصغر، ورغم أنه لم يتوج سوى ببطولة واحدة هي كأس صاحب السمو رئيس الدولة في تسعينيات القرن الماضي، إلا أنني لا زلت متمسكاً بتشجيعه لأنني أعشق اللون السماوي وأسانده دائماً، سواء كان في دوري المحترفين، وحتى في الدرجة الأولى عندما هبط، فالتشجيع يجب أن يكون من أجل النادي وليس من أجل بطولاته، هنالك حب وانتماء، ويجب أن نقف معه في السراء والضراء، فكيف لنا أن نقف مع الفريق في أفراحه ونتجاهله في الأحزان؟
وأضاف المنهالي: هذه الفئة متواجده بجميع الأندية وكذلك في مدرجات بني ياس تتواجد، وسعيت كثيراً للتحدث مع البعض وإيصال لهم فكرة التواجد في المدرجات بشكل دائم، فمن البديهي أن يتعرض الشخص لبعض المشاغل التي تبعده عن المباريات، لكن الغياب المتواصل لا مبرر له، فهل يعتقد هؤلاء أنني لا أتمنى تحقيق بطولة ؟ وهل يعتقدون أيضاً أن اللاعبين لا يتمنون التتويج بالبطولات ؟ وكذلك مجلس الإدارة، من الطبيعي أن نسعى لتحقيق البطولات ولكن أي فريق يحتاج في المقام الأول إلى جماهيره التي تسانده وتعطيه الروح المعنوية داخل أرضية الميدان، فكيف تنتظر فريقك أن ينتصر واللاعبون عندما ينزلون إلى أرضية الملعب لا يشاهدونك تقف خلفهم؟

أحمد البلوشي: مثلث النجاح يقاوم الظاهرة
أبدى أحمد سبيل البلوشي مشجع اتحاد كلباء تحفظه على مسمى جماهير الفوز، مشيراً إلى أن التشجيع بشكل عام مرتبط بالعاطفة والميول، فهناك مشاعر من جماهير كرة القدم حول نادٍ وآخر، وأوضح البلوشي أن الحضور الجماهيري يعتمد على عناصر كثيرة وظروف مختلفة، يمكن أن تكون مقنعة أحياناً، لكنها تبدو غير ذلك في أحيان أخرى.
وقال: الفوز والخسارة هما ما يتحكمان في عملية الحضور في دورينا والعزوف، والأمر يختلف من مشجع إلى آخر، ولكل فئه طريقتها الخاصة، فكما أن هنالك جماهير عاشقة، توجد جماهير بالإيجار تستعين بها إدارة الأندية لتغطي عزوف جماهيرها، لكن المهم هو العمل الإداري الجيد، لأنه ما يجلب الجماهير بكل فئاتها سواء عشاق الشعار، أو ممن يحضرون بشكل موسمي في المناسبات، مثل المباريات المهمة فقط، فعندما تتوفر جميع أضلاع النجاح في أي نادٍ كان، وهي متمثلة بإدارة جيدة ولاعبين مميزين وجمهور واع، تتحقق المنافسة على البطولات وبالتالي قد لا نسمع مصطلح جماهير الفوز بعد ذلك.
وأضاف: نسبة كبيرة من الجماهير التي لا تحضر هم جماهير حقيقية، ولكن تحكمهم بعض الظروف ومتغيرات الحياة، وتقييمهم لمستويات فرقهم من حيث النتائج، لكن المهم هو استحداث آلية لإدخال بعض الخدمات الأساسية في المدرجات التي تجذب الجماهير، بالإضافة إلى التسويق الجيد للمباريات من المختصين سواء من رابطة دوري المحترفين، أو حتى إدارة الأندية، وتنظيم آلية بيع التذاكر أسوة بالدوريات العالمية واختيار توقيت المباريات، وغيرها من الأمور التي تعتبر أساسية ومهمة وتحتاج لبعض التعديل لتشجع الجمهور على الحضور.

يوسف بوكشة: فئة متابعة وليست عاشقة
نفى يوسف بوكشة مشجع نادي النصر، اتفاقه مع ظاهرة جماهير الفوز واصفاً الجماهير بأنها من تساند فريقها في حالة الفوز والخسارة، ومشدداً على أن الجماهير تبقى دائماً سر الانتصارات والبطولات التي تحقق في سجل الأندية، والحضور يجب أن يكون هو سبب الفوز وليس العكس أو بسبب تحقيق الفريق للفوز. وقال: أي فريق يحتاج للجماهير التي تصل به إلى النهاية السعيدة وليس فقط الجماهير التي تحضر في المرحلة النهائية، وبالتالي إذا لم تحضر الجماهير في المباريات السابقة فإن الفريق لن يتمكن من الوصول إلى النهائي بسهولة دون المساندة الجماهيرية، ولا يمكننا مقارنة من يتابع فريقه ويسانده بشكل مستمر، مع من يحضر بمجرد فوز الفريق، فهؤلاء من الفئات التي يمكن تسميتهم بالمتابعين وليسوا عاشقين.
واستطرد يوسف، رغم أن الأندية استقطبت نجوماً لامعين أمثال فابيو كانافارو وجورج ويا وغيرهما من اللاعبين، إلا أن العقلية لدى الجماهير لم تتغير، كما أن الجاليات المتواجدة في الدولة كبيرة لكنها لا تحضر، فلماذا لا يتم العمل على استقطابها لملئ المدرجات.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©