محمد عبدالسميع (الشارقة)
استضافت قاعة الفكر بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ37 أمسية «الحاضر الذي لم يحضر» لتأبين الكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، مؤسس وعرّاب الرواية الكويتية والخليجية.
شارك في تأبين إسماعيل، الذي رحل في 26 سبتمبر الماضي، كوكبة من المثقفين: الكاتب العراقي محمد جواد، والروائية الكويتية ميس خالد العثمان، والناشرة الكويتية شمايل بهبهاني، والباحث الكويتي عقيل يوسف عيدان.
وقدم الأمسية الكاتب الإماراتي محسن سليمان، قائلاً: رحل أبو الرواية الكويتية عن الدنيا، لكنه رحيل نسبي، فهو الحاضر الغائب، كان شغله الكلمة وبلورة المواقف المبدئية من خلال النص والكلمة التي طارت في سماء الرواية العربية، وذلك في مسافة زمنية بدأت في «البقعة الداكنة» عام 1963، وانتهت قبل وفاته بـ«صندوق أسود آخر» عام 2018، العام الذي ودّعناه فيه، وكتب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل في مختلف أنواع الفنون الأدبية، فله مجموعتان قصصيتان هما: «البقعة الداكنة» (1965)، و«الأقفاص واللغة المشتركة» (1974). كما أن له مسرحيتين: «النص» (1980) و«العرض لم يبدأ». أما أبرز مجالات إنتاجه فهو الرواية، إذ كتب عدداً كبيراً من الروايات، أما عمله الروائي الضخم، فهو السباعية الروائية الموسومة بـ«إحداثيات زمن العزلة» (1996)، وأرخ فيها روائياً ليومياته خلال فترة الغزو العراقي على الكويت، وعنون كل جزء منها بعنوان مستقل.
وقال محمد جواد: «كانت آخر رواياته بعنوان«صندوق أسود آخر»، وتحدث عنها قبل وفاته بيومين في إحدى الأمسيات التي تم انعقادها وتحدث حول الرواية، التي اعتبرت امتداداً لروايته السابقة«في حضرة العنقاء والخل الوفي»، التي أصدرها قبل نحو خمسة أعوام وتطرق فيها إلى قضية«البدون»، كما أن موت إسماعيل هو غياب للجسد فقط، فأمثاله لا يرحلون عنا ويبقون معنا من خلال ما تركوه من أعمال خالدة ومبدعة يترك أثراً جميلاً أينما حل.
وقالت ميس خالد العثمان:«لم يكن سهلاً علينا أن نقرر الذهاب لمكتبه وهو لم يعد موجوداً هناك كل شيء تغير منذ رحيله، حتى مشوارنا من غيره كان بارداً وباهتنا، كنا نصل إليه والشمس فاتحة، ولكن هذه المرة لم تكن الشمس فاتحة، ذهبنا ونحن في حالة حزن شديدة، وكأننا جئنا لنحيي حضوره، وهو هنا روحه تعيش في المكان».
وقالت شمايل بهبهائي:«إسماعيل للمرة الأولى أكتب فيك، احتار من أنا لأكتب فيك، لا أدري سيتقلد هذا الحدث بأي قلادة»، مضيفة كان مكتبك ملاذي الآمن اجلس على كرسيك الأسود وكنت تقول (الكتابة لا تحرقها ورقة وقلم). وقال عقيل يوسف:«لم يكن إسماعيل كاتباً أو روائياً أو مثقفاً فقط ملتزماً بقضايا الإنسان في الكويت والمنطقة، بل كان جزءاً أصيلاً منا، كما أنه لم يكن عادياً، فقد كان مصدراً للطاقة والإبداع والتفاؤل لكل من حوله، فهو كالبحر الواسع، الذي تصب فيه كل الأنهار على اختلاف مشاربها».