الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد كاظم على نهج مسيرة الولادات الفنية الأولى

محمد كاظم على نهج مسيرة الولادات الفنية الأولى
15 أكتوبر 2018 02:28

عبير زيتون (دبي)

ماهو التغيير الذي طرأ على تجربة الفنان التشكيلي الإماراتي محمد كاظم في معرضه الفردي الأخير المقام حالياً في غاليري Isabelle vaden Eynde في السركال آفنيو؟ خاصة أن أعمال كاظم الفنية تميزت منذ بداياتها بدينامية الاختبار، والانحياز نحو التجريب، بحثاً عن أفق لسؤال جديد؟
يلفت نظر الداخل إلى صالة المعرض الذي يحمل عنوان (النشاط الرئيسي) A prime Activity والمستمر حتى بداية الشهر القادم، توليفة متعمدة من عدم التجانس، في طبيعة الأشكال الفنية المتحركة في أدواتها التعبيرية، والتي شاء القائمون على الصالة، استثمار اختلافها، لسرد مسيرة الولادات الفنية الأولى للفنان محمد كاظم منذ التسعينيات حتى الآن، وإظهار مقدار اشتباك خيال الفكر، رغم تبدلات أدواته التعبيرية، قبل أن تستقر على أسلوبه المعاصر كأداة تعبير مفضلة، يرى فيها كاظم أكثر قدرة على اختزال إحساس الوجود بحرية، والتعبير عن حمولة مخيلة الفنان في حساسية تقاطعات صورها بين الذاتي والموضوعي.
بين لوحات الرسم بالإكريليك والحبر، الكبيرة والصغيرة في أحجامها، ولوحات المجسمات الشكلانية الموحية بجدران لبيوت وفلل ملتقطة بعين الفنان من بيئة الحياة، يضعنا كاظم في قلب معادلة لانهائية من التأمل، والتأويل المتحرك حسب زاوية النظر في تقاطعات الأشكال، وهي مرتبة بعناية جمالية قائمة على البساطة، وهندسة الشكل، والتنسيق فيما بينهما، مع فضاء اللوحة، والفضاء المحيط بها، تفتح قريحة المتفرج، على تأويلات جمالية لانهائية.
ولكن كيف يمكن للمتفرج العادي اليوم، أن يفهم عملاً بصرياً، لم يعد يخضع لمفاهيم ساكنة، اعتاد عليها مع مفهوم اللوحة التقليدية؟ يقول كاظم لـ«الاتحاد»: إن الأساليب المعاصرة التي يمارسها في تجاربه الفنية، هي نافذة مفتوحة له وللمتفرج، على سؤال الحياة، وأداة تنقيب مرنة في تأويلها واختزالها وإمكانات الإبداع فيها نحو قراءات متنوعة فيها مطلق الحرية لأي متفرج في كشف عوالمها الطاقية الواسعة بين المرئي وغير المرئي، والتي يحاول من خلالها تقديم افتراضات فنية خاصة، وموضوعية من وجهة نظره ولكن، لا تلغي حرية تأويل الناظر إليها. ولكن أليس الإفراط في التجريب، والشكلانية البصرية التي يتميز بها الفن المعاصر اليوم، قد يُلغي أي أثر جمالي لجوهر الفن، ولدوره الاجتماعي، وهو يبحث عن تحول يُلغي أي علاقة له بالموروث المتتبع في مفاهيم العمل الفني؟
يرى كاظم أن على الفنان أن يكون تجددياً مع عالمه الداخلي، ومع المحيط، لاكتشاف مدى حساسية تكيفه مع متغيرات اجتماعية، وبيئية وثقافية، باتت جزءاً أساسياً من نسيج الهواء الذي يتنفسه إنسان اليوم، ولتحقيق ذلك على الفنان أن ينسى كل قواعد إستاتيكية جامدة لمفهوم، ودور التصوير، ليبدأ النظر إلى عالم الأشياء حوله، مهما كانت هامشية، على أنها قابلة لأن تأخذ وظيفة جمالية في أبعاد فكرية، إذا وضعت في سياقات جديدة مخالفة للمألوف لها.
لا يؤمن محمد كاظم في عمله الفني بمفهوم (الإلهام) كما نقرأه في تعبيرات الكتّاب، والشعراء، كشعلة لازمة، يعيش المبدع عمراً، وهو ينتظر أن تقدح بألمعية في أعماقه، بل هو ابن الإحساس والحدس باللحظة المعيشة التي يعتبرها مفتاحاً أساسياً لتشكيل سرديته البصرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©