خولة علي (دبي)
فن، إبداع، وابتكار.. رؤية تنتهجها جمعية إبداعات التعاونية الحرفية، لدعم وتطوير مفهوم العمل الحرفي، من منتج بسيط تقليدي، إلى منتج مبتكر، وأكثر إبداعاً ورواجاً في السوق المحلي والعالمي، ضمن خطوة جديرة بالاهتمام، في ظل تكاتف المجتمع والمؤسسات، لبناء وتطوير الفرد باعتباره نواة الأسرة الواحدة، التي يشكل بها هيكل المجتمع، وأعمدته الثابتة، ليتحول المجتمع من مجرد مستهلك إلى منتج قادر على أن يقدم ويصنع وينافس.
أول جمعية حرفية
حول جمعية إبداعات التعاونية الحرفية، تقول نعيمة الأميري رئيسة الجمعية ورائدة الأعمال الإماراتية: تعتبر جمعية إبداعات أول جمعية حرفية على مستوى الإمارات، وقد صدرت بمرسوم وزاري من قبل وزارة الاقتصاد، لاحتضان الحرفيين من المواطنين من كلا الجنسين، ممن تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، حيث يحق لهم الدخول كمساهمين في الجمعية، فكل من لديه حرفة يدوية ما له الحق في أن ينضوي تحت مظلة هذه الجمعية التي أسست لاحتواء الموهوبين والمهرة من الحرفيين، وتشجيعهم ودعمهم وتذليل كافة العقبات التي قد تحد من تطوير مهاراتهم الحرفية والإنتاجية، فالجمعية تكرس وتعزز مفهوم الحرف وكيف يمكن أن تتحول هذه الحرفة أو الموهبة، إلى استثمار حقيقي في سوق الأعمال.
تسويق المنتجات
وكشفت نعيمة الأميري عن عزم الجمعية على تنفيذ حزمة من البرامج التخصصية والمتميزة، في سبيل تأهيل الراغبين في تطوير مهاراتهم، أو تعلم حرفة ما يبدؤون بها مشروعاتهم التجارية، مع تدريبهم على طرق ووسائل الإنتاج الحديثة من خلال الاطلاع على ما تقدمه المصانع من خامات وموارد يمكن أن تساعدهم في رسم وتشكيل ملامح منتجاتهم، لتكون قادرة على دخول حيز المنافسة، إضافة إلى تأهيلهم لعملية تسويق وترويج هذه المنتجات، من خلال المشاركة في المعارض، والمنصات التي يتردد عليها الزوار والسياح، إضافة إلى إكسابهم خبرة لتفهم مجال التسويق الإلكتروني، من خلال فتح قنوات على شبكة التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على ابتكار سلع جديدة ومتميزة تفرض وجودها بالأسواق.
أفكار خلاقة
وتذكر الأميري أن أهم مشاريع الجمعية البارزة، صناعة العطور، الملابس، التوابل، تحضير القهوة بنكهات مختلفة، وتطوير مشغولات تراثية، وغيرها. وتضيف: وجدنا حرفيين متميزين في صناعة مجسمات ونماذج مصغرة للمنازل التقليدية التراثية، وهذه المنتجات يقبل عليها السياح الذين يرغبون في الاحتفاظ بقطع تذكارية تخص ثقافة البلد وتقاليده، وتلفت الأميري قائلة: «حرصنا على دراسة السوق المحلي والاطلاع على أكثر البضائع طلباً، وقمنا بتوجيه الأعضاء المنتسبين لجمعية إبداعات، لتطوير منتجاتهم الحرفية، من خلال تقديم أفكار إبداعية خلاقة تجد لها مكانا بين البضائع والمنتجات الأخرى».
وتشير قائلة: وجدنا الكثير من المنتجات المتميزة، في فكرتها وجودتها، وحققت شهرة في أسواق أوروبا، وهذا بحد ذاته نجاح لأصحاب هذه المشاريع، الذي قدموا منتجاتهم التراثية من البيئة المحلية.
فرصة ثمينة
تشير نعيمة الأميري، قائلة: «نسعى تحت مظلة جمعية إبداعات التعاونية الحرفية، على تشجيع الأفراد في ممارسة العمل الحر وكيفية إدارة مشروعاتهم، وتداول سلعهم والعمل على إكسابهم الخبرة لينطلقوا بكل ثقة وثبات للتعريف بمنتجاتهم وعمل الصفقات مع الشركات والمؤسسات التجارية، وتمكينهم من المشاركة في المعارض المحلية والعالمية، وهي فرصة ثمينة ومهمة للاحتكاك للتعرف إلى طبيعة ومنتجات الأسواق العصرية، ليبقى الحرفي دائماً في طور الإبداع والابتكار للمنتجات المتميزة».