(أبوظبي) - أعلنت “مصدر” أمس، أنها ستبدأ عام 2016 بإنشاء محطة تحلية مياه على نطاق تجاري في أبوظبي، تعمل باستخدام الطاقة المتجددة، على أن يتم إنجازها عام 2020.
ومن أجل ذلك، أطلقت الشركة برنامجاً تجريبياً يستمر ثلاث سنوات ونصف السنة، لاختبار وتطوير تقنيات متقدمة لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة في مجال تحلية المياه، تمهيداً لإنشاء المحطة.
وشهد الإعلان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ورزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، وعبدالله سيف النعيمي مدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وعدنان أمين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
جاء ذلك ضمن فعاليات القمة العالمية للمياه التي اختتمت أعمالها أمس، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، كإحدى فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
وسيتم تنفيذ البرنامج التجريبي بالتعاون مع مجموعة من المستثمرين وشركاء التكنولوجيا في ثلاثة مواقع مختلفة في دولة الإمارات.
ويهدف البرنامج إلى تحقيق خفض في استهلاك الطاقة من خلال الدمج بين التقنيات المتقدمة وعالية الكفاءة لتحلية المياه مع مصادر الطاقة المتجددة.
ويسهم البرنامج في بناء جسر بين التقنيات الواعدة لتحلية المياه، التي يجري تطويرها في الجامعات ومراكز البحوث حول العالم، ومحطات الإنتاج ذات النطاق الواسع والعاملة بالطاقة المتجددة.
وستتولى “مصدر” تنسيق البرنامج التجريبي بالتعاون مع الجهات المعنية في أبوظبي، مثل هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، ومكتب التنظيم والرقابة، وهيئة البيئة - أبوظبي، وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” خلال مؤتمر صحفي أمس “سيتم الانتهاء من الصيغة النهائية لتجارب المحطات الثلاث عام 2015”.
وأضاف “بحلول عام 2016، سيتم البدء ببناء محطة تحلية المياه على أن يتم إنجازها كمحطة تجارية لتحلية المياه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة في 2020”. وقال إن بناء المحطات بأبوظبي سيكون في مواقع مختلفة لاختبارها في بيئات مختلفة، حيث ستختلف القدرة من محطة لأخرى. وأضاف: “تنظر قيادتنا الرشيدة إلى أمن الطاقة والمياه كأحد أهم الأولويات الاستراتيجية، وذلك لدورهما المحوري في تحقيق التنمية المستدامة”. وقال: “يأتي هذا البرنامج استجابة لدعوة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى القيام بخطوات عملية بهدف ضمان أمن المياه”.
وأوضح: “منذ أن تفضل سموه بإطلاق القمة العالمية للمياه، التي نشهد حالياً دورتها الأولى، باشرت (مصدر) التعاون مع الهيئات والجهات المحلية والدولية المعنية بالقطاع للعمل على إيجاد الحلول اللازمة، وخلال هذه الجهود، لمسنا أن القمة تقوم بدور محفز ومشجع لكافة المعنيين بالقطاع”.
وأضاف الجابر: “في ضوء النمو الاقتصادي والسكاني الذي تشهده دولة الإمارات، أصبح من الضروري إيجاد حلول مستدامة لتحلية المياه من أجل تلبية احتياجاتنا على المدى البعيد”.
وبين أنه “لا شك في أن ربط تقنيات تحلية المياه بالطاقة المتجددة يتيح لنا الاستفادة من مواردنا الوفيرة، مثل الطاقة الشمسية، واعتمادها كحلّ لضمان الأمن المائي”. وقال: “باعتبارها شركة رائدة عالمياً وتركز على تطوير حلول الطاقة الجديدة والتنمية المستدامة، تتخذ (مصدر) خطوات جدية لمعالجة هذه المسألة بشكل مباشر، ومن هنا يأتي إطلاق هذا البرنامج الذي يمثل خطوة أولى وهامة نحو تطوير تقنيات فعالة من شأنها ضمان أمن المياه للأجيال القادمة”.
وأكد أهمية هذا البرنامج الحيوي لأبوظبي ولـ”مصدر” بشكل خاص في صناعة تحلية المياه، حيث يتم التعامل مع قضية شح المياه التي تعد من أهم التحديات على مستوى العالم. وقال: “نعي أهمية دمج المياه والطاقة المتجددة، ما جعلنا نقرر تطبيق مصادر الطاقة المتجددة كمنهاج متبع في قطاع تحلية المياه من خلال اتباع تقنيات جديدة”.
التمويل
وفيما يتعلق بحجم التمويل لهذا المشروع، قال الجابر، إنه “لم يتم تحديد حجم المبالغ المخصصة للمشاريع التجريبية حالياً، لكن الموارد الضرورية لدفع المشاريع قدماً وطرحها تجارياً متوافرة”. أوضح أن 50% من التمويل سيكون من “مصدر” و50% من الشركاء التكنولوجيين في المشروع، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد الشركات التكنولوجية التي ستعمل في تلك المشاريع التجريبية.
وقال إن المشروع “طموح جداً”، مبيناً أن الشركة تلقت طلبات من مئات الجهات التي عبرت عن اهتمامها بالمشروع، ولديها التكنولوجيا الضرورية لتحقيق أهدافه.
تأسيس لجان
وقال الجابر: “قمنا بتأسيس لجنة فنية تضم ممثلين من مصدر وخبراء تقنيين، وممثلين من قسم الموارد المائية في جامعة الإمارات، إضافة إلى ممثلين عن هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، إضافة إلى لجنة تجارية”، موضحاً أن اللجنتين ستقومان بتقييم الأبعاد والمقترحات.
وقال الجابر: “تم الحصول لغاية الآن على عروض من 48 شركة من أصل المئات التي أبدت رغبتها للعمل على المشروع التجريبي”.
وتوقع الجابر أن يتم التوصل إلى ملكية فكرية للمحطة التجارية التي ستكون جاهزة في 2020 وقابلة للتطبيق داخل وخارج الدولة.
وتعتزم “مصدر” إصدار طلب استدراج عروض للتطوير التقني، والذي سيدعو المعنيين بالقطاع إلى تقديم مقترحات بشأن التطوير المشترك لتقنيات تجريبية لتحلية المياه مع “مصدر”.
وأضاف: “نحن نواجه تحدياً كبيراً لضمان أمن المياه، والتصدي له يتطلب جهداً تعاونياً من القطاعين العام والخاص”، معتبراً أن “الابتكار المشترك والعمل الوثيق مع الجهات الشريكة، ستنتج عنه فرص حقيقية تزود السوق بالجيل التالي تقنيات تحلية المياه المستدامة”.
من جانبه، قال عبدالله سيف النعيمي مدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي: “إلى جانب الجهود التي تبذلها هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، فإننا نتعاون مع (مصدر) في تطوير تقنيات لتحلية المياه تتسم بالكفاءة العالية بالنسبة لاستهلاك الطاقة، وذلك في إطار التزامنا الدائم بالارتقاء بجوانب الاستدامة في كافة جوانب وأوجه عملياتنا”.
وأضاف: “يسرنا تقديم أوجه الدعم لإنجاح هذا التعاون ونؤيد جهود مصدر في ذلك المجال”.
وقال النعيمي لـ”الاتحاد”، إن إنتاج أبوظبي اليومي من المياه المحلاة حالياً يبلغ 912 مليون جالون، مؤكداً أهمية برنامج مصدر في الرفع من كمية الإنتاج، وذلك من مصادر طاقة متجددة.
وأوضح أن إنتاج أبوظبي اليومي سيزيد مع ارتفاع الطلب على المياه بشكل سنوي الذي يقدر بنسبة تتراوح بين 5 و6%.