أحمد عاطف (واشنطن، القاهرة)
يقترب الجمهوريون من السيطرة على مجلس النواب الأميركي، ما سيكون عاملاً حاسماً في تنفيذ سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب عندما يعود إلى البيت الأبيض في يناير المقبل.
ومع استمرار فرز الأصوات في الانتخابات العامة التي جرت في الخامس من نوفمبر، أشارت توقعات مؤسسة إديسون للأبحاث إلى حصول الجمهوريين على 213 مقعداً من أصل 435 في مجلس النواب.
ويحتاج الجمهوريون الآن إلى الفوز بخمسة مقاعد أخرى للاحتفاظ بالسيطرة على مجلس النواب، وذلك بعد أن حققوا بالفعل انتصارات انتخابية كافية لانتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ من الديمقراطيين.
وأعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس، إنه لن يدعو السفيرة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي أو وزير الخارجية السابق مايك بومبيو للانضمام للحكومة الجديدة، مضيفاً «لقد استمتعت بالعمل معهما سابقاً وأقدر عملهما، وأريد أن أشكرهما على خدماتهما لبلادنا».
وقال تشارلز باومان، المحلل السياسي الأميركي، إن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ تُعد عنصراً رئيسياً، حيث تسهّل على ترامب تعيين الأشخاص الذين يريدهم في حكومته، وتمكنه من اتخاذ قرارات تنفيذية دون معوقات.
وقال باومان في تصريح لـ«الاتحاد»، إن لمجلس الشيوخ القول الفصل في تعيين قضاة المحكمة العليا، مما يعني أنه إذا شغر مقعد، سيكون بإمكان ترامب تعيين قاضٍ محافظ بسهولة تامة، وبالتالي ترسيخ الاتجاه المحافظ في القضاء.
وأوضح أن مجلس الشيوخ يلعب دوراً أكبر في السياسة الخارجية، رغم أن تأثيرهم محدود لأن التصديق على المعاهدات يتطلب موافقة ثلثي أعضاء المجلس، إلا أن تقديم المشورة في الشؤون الخارجية يبقى ضمن صلاحياته.
وعن تقدم الجمهوريين في انتخابات مجلس النواب، أشار المحلل السياسي إلى أنه في حال سيطر الجمهوريون على كل من المجلسين، فإنهم سيسهلون على ترامب تمرير التشريعات التي تتوافق مع سياساته، مع وجود ميل محافظ في المحكمة العليا يعزز من احتمالية تنفيذ وتشريع قوانين محافظة بصورة أكبر.
في السياق نفسه، أوضحت نيكول تارديف، المحللة السياسية الأميركية، أنه لدى ترامب فرصة لتشكيل مستقبل البلاد لعقود قادمة في حال تحقيق سيطرة ثلاثية للجمهوريين في واشنطن، حيث سيتمكن من تمرير إصلاحات ضريبية تاريخية وإصلاحات جذرية في نظام العدالة الجنائية.
وقالت تارديف في تصريح لـ«الاتحاد»، إنه يمكن توقع أن يعمل ترامب على المزيد من الإصلاحات المالية المحافظة، والكثير غيرها في العامين المقبلين.
من جانبه، يرى فيصل الشمري، المختص بالشأن الأميركي، أن سيطرة الجمهوريين على المجلسين في حال تحقق فإن ذلك يجعل الكونغرس داعماً لتمرير سياسات تمثل توجهات الحزب الجمهوري مثل الإصلاح الضريبي وتخفيف القيود التنظيمية، وتعزيز استقلال الطاقة.
وقال الشمري، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الكونغرس الجمهوري يمكن أن يمنح ترامب دعماً إضافياً على الصعيد الدولي خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، من خلال اتباع نهج السلام من خلال القوة لموازنة خصومه الإقليميين، وتدعيم علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها بما يتماشى مع المصالح الأمنية الأميركية.