مراد المصري (دبي)
دفع برشلونة حامل اللقب وريال مدريد منافسه المباشر ضريبة «أيام الفيفا»، بعدما ظهرا بصورة مختلفة عن آخر مباراة خاضاها قبل فترة التوقف للمباريات الدولية، لكن «الكتالوني» عرف كيف ينجو من فخ ريال سوسيداد ويعود بالفوز بنتيجة 2-1 لينفرد بصدارة ترتيب الدوري الإسباني، فيما وقع «الملكي» في الفخ بالتعادل مع أتلتيك بلباو بهدف لكل فريق. وبنظرة إلى الجولة الماضية نجد أن برشلونة وريال مدريد كانا في قمة جاهزيتهما، بعدما حصد كل منهما انتصاره الثالث، حيث دون برشلونة انتصاراً عريضاً على هوسيكا بنتيجة 8-2، فيما عاش ريال مدريد في نزهة بالفوز على ليجانيس بنتيجة 4-1، لتختلف الأمور عقب «أيام الفيفا»، حيث ظهر لاعبو الفريقين بمستوى أقل عن سابقه، وسط محاولة للخروج من حالة الإرهاق التي يدفعون ضريبتها بوصفهم أعمدة أساسية في منتخباتهم الوطنية.
وشكلت مواجهة برشلونة مع ريال سوسيداد، فرصة مميزة لتأكيد الفريق على مواصلة كسر عقدة ملعب «أنويتا»، إلى جانب إعادة اكتشاف الثنائي الأوروجوياني لويس سواريز والفرنسي عثمان ديمبلي، اللذين استعادا شهيتهما التهديفية في توقيت مميز للغاية، خصوصاً في ظل التركيز على تراجع أدائهما في الموسم الماضي، واعتبار هذا الموسم بمثابة فرصة أخيرة لهما لإثبات جدارتهما بتمثيل برشلونة الباحث عن استعادة أمجاده الأوروبية.
وأثبت سواريز الذي تألق مع منتخب بلاده مؤخراً، أنه الرجل الحاسم لبرشلونة خارج الديار، وذلك من خلال الشخصية القوية لـ«العضاض» الذي يعتبر أكثر لاعب اشتراكاً بالأهداف خارج ملعبه على صعيد «الليجا» منذ موسم 2014-2015، بعدما سجل 51 هدفاً وصنع 29 هدفاً، بمجموع 80 هدفاً بالإجمال العام، ليؤكد أنه كلمة السر لبرشلونة كلما تعقدت الأمور بعيداً عن «الكامب نو».
وأثبت فالفيردي أنه المدرب الذي كان يحتاج له برشلونة في المواسم الماضية التي عاش فيها بعيداً عن شخصية مدرب قوية، حيث يعتبر الفريق الأكثر نجاحاً في قلب خسارته إلى حصد للنقاط منذ الموسم الماضي، بعدما نجح بجمع 23 نقطة بعدما استهل المواجهة وهو متأخر بالنتيجة.
من جانبه، عاش ريال مدريد لحظات صعبة طرحت التساؤل حول قدرة الفريق على إيجاد الحلول في المواجهات القوية، وفيما يتعملق الفريق ويكتسح منافسيه الأضعف فنياً، فإنه لم يجد الحلول أمام منافسين أقوى، وذلك حينما خسر أمام أتلتيكو مدريد في كأس السوبر الأوروبي مطلع الموسم، وحالياً تعادل مع أتلتيك بلباو العنيد على ملعبه.
ونجح إيسكو في ترك بصمته كما اعتاد سابقاً، حينما يشارك من مقاعد البدلاء، حيث نجح في تسجيل هدف التعادل بعد مرور 178 ثانية على مشاركته بديلاً أمام بلباو، وهو ثاني أسرع هدف لبديل في الدوري الإسباني هذا الموسم. وأرجع لوبيتيجي، مدرب ريال مدريد، عدم قدرة فريقه على حسم المواجهة إلى الإرهاق الذي عانى منه لاعبوه الدوليون، موضحاً أن قراراته ارتبطت بالمباريات السابقة للاعبين وقدرتهم على تحمل الجانب البدني لموسم طويل وشاق.
وتحدث المدرب عقب المباراة، وقال: كنا بحاجة إلى هدف ثانٍ، حصلنا على عدة فرص لكن غاب عنا الحسم، عند النظر إلى الإحصائيات نجد أننا سددنا ضعف عدد تسديدات بلباو، أجرينا التبديلات التي تم تحضيرها لهذا الموقف، في الشوط الثاني، لعبنا بشكل أفضل وسجلنا هدفاً، كما صنعنا العديد من الفرص لتسجيل المزيد، لكننا افتقرنا للمسة الأخيرة أمام المرمى وخرجنا بنقطة التعادل.
وقال: ليست مسألة قوة منافس، لم نتمتع بالدقة في الفرص التي حصلنا عليها، بلباو فريق صعب، وهو ملعب صعب، لكن وضعنا كان جيدا عموماً.
وأوضح المدرب أنه بعد فترات التوقف للمباريات الدولية للمنتخبات، يتوجب على فريقه تقييم حالة كل لاعب، وقال: هناك سلسلة من الظروف التي تحتاج لتقييم وسنتخذ القرارات بناءً على ذلك، لا يجب التركيز على مودريتش فقط كونه عاش صيفاً معقداً لأسباب عديدة، لقد شارك في المباريات وفي التدريبات وهو مستعد بشكل كامل، وما كنا لنشركه في اللعب لو لم يكن كذلك، إنه مستعد لتقديم موسم كبير على الرغم من الظروف التي أحاطت باللاعب في عام طويل وشاق للغاية.