مخطط لإقامة مدينة للمستوطنين في الخليل

حذر باحثون من مخططات استيطانية شرعت سلطات الاحتلال بتنفيذها مؤخراً تهدف إلى إقامة مدينة للمستوطنين في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث تجري مشاريع بنى تحتية على قدم وساق داخل البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة بالخليل، وكان آخرها وضع حجري أساس لمدرسة دينية وروضة أطفال وشق شارع استيطاني، وتهدف تلك المخططات لإنشاء مدينة متواصلة بضم البؤر الاستيطانية في قلب المدينة مع مستوطنتي كريات أربع وخارصينا وعزل الحرم الإبراهيمي، بالإضافة إلى تفريغ المنطقة من سكانها الفلسطينيين. واكد الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش ان اسرائيل تخطط لضم اجزاء من الخليل إلى مستوطنة كريات أربع وتحويلها إلى كتلة استيطانية واحدة، مشيرا إلى أن عملية الضم تعدّ مخططا تهويديا. واضاف أن الطريق الاستيطاني الذي أعلن الاحتلال الموافقة على شقه يأتي من مستوطنة كريات أربع مرورا بحارة جابر في البلدة القديمة، وصولا إلى الحرم الإبراهيمي، واشار الى أنَّ شق الطريق يجعل الفلسطينيين عرضة للطرد من أجل تفريغ المنطقة بالكامل، وتطبيق ما يسمى بالمدينة اليهودية المتواصلة والخالية من العرب. واضاف الخبير في شؤون الاستيطان قائلاً: إن “المشاريع تجري الآن على قدم وساق داخل أحياء مدينة الخليل المحتلة، برعاية جمعية يهودية تدعى “جمعية تطوير الأحياء اليهودية في قلب مدينة الخليل” ومقرها القسم المحتل من المدينة”. وأكد أنَّ البناء الجديد وجلب عائلات يهودية لقلب الخليل، يستهدف خلق موازنة ديمغرافية يهودية مقابل السكان العرب في المنطقة، والوصول إلى عددٍ كافٍ من السكان اليهود باعتباره جزءا من مقومات المدينة اليهودية، ولفت إلى أن مخطط المدينة يقضم أكثر من 15 كيلو مترا مربعا من حدود بلدية الخليل. واكد رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي، رفض البلدية السماح للاحتلال بفتح أي شارع استيطاني في المنطقة، لافتا إلى أن الاتفاقيات مع “الاحتلال الإسرائيلي” نصت على أن فتح أي شارع بالمنطقة الجنوبية لمدينة الخليل يحتاج إلى موافقة وزير الدفاع الاسرائيلي ورئيس بلدية الخليل، وأوضح أنَّ الشارع يأتي على هدم عشرات المباني والبيوت القديمة التي تعود للعصر العثماني والمملوكي، وتهجير حوالي 500 عائلة فلسطينية.