السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الطول».. مزايا عدة لا تخلو من الحذر

«الطول».. مزايا عدة لا تخلو من الحذر
9 سبتمبر 2018 01:41

أحمد السعداوي (أبوظبي)

كثيرة هي الكلمات الجميلة والأشعار التي تقال في طوال القامة ومنها «الطول فخر ولو كان من خشب»، ولكن احتفاء العالم بهذه السمة عبر اليوم العالمي لطوال القامة الموافق 9 سبتمبر من كل عام، يشعر الأشخاص الطوال بكم التقدير الذي يحظون به، خاصة أن الطول اقترن في كثير من الأحوال بحسن المظهر والأناقة، غير أن ذلك لا يمنع وجود بعض الصعوبات البسيطة التي قد يواجهها طوال القامة في حياتهم اليومية، أو المواقف الطريفة التي يتعرضون لها نتيجة عدم تهيئة بعض الأماكن لطول قامتهم المفرط.

أناقة ظاهرة
تقول دانيا عبدالمجيد، التي يتجاوز طولها الـ 180 سم بقليل، وتعمل موظفة استقبال بأحد الفنادق، إنها كانت في سن المراهقة والطفولة تشعر بشيء من الحرج كونها أطول من زميلاتها بشكل لافت، ولكن بمرور الوقت أصبحت تدرك المميزات الكثيرة التي يتمتع بها طوال القامة، كأن يكون وجودهم لافتاً في أي مكان ويتمتعون بقدر أكبر من الثقة في النفس، كما أن أناقتهم تكون ظاهرة قياساً إلى من هم أقل طولاً، أما عن المواقف الحرجة التي قد تواجهها، فذكرت أنها تكمن في عدم الجلوس بأريحية في مقاعد السيارات الصغيرة، وعدم وجود تنوع في الملابس ذات القياسات الكبيرة التي تناسب مثيلاتها من طويلات القامة بشكل زائد على الطبيعي.
غانم الطنيجي، ذكر من جانبه أن الطول نعمة كبيرة، حيث يدفعه الطول الزائد للحفاظ على رشاقته وقوامه، لأنه لو أصبح من أصحاب الوزن الزائد مع هذا الطول، فستكون حركته ثقيلة وصعبة، وهو ما عانى منه في بعض الأوقات، ويحرص حالياً على عدم العودة لهذه الفترة لينعم بحياة صحية، كما أن طوال القامة عليهم الحذر في كثير من الأحيان ليتجنبوا الاصطدام بالأشياء ذات الارتفاع المنخفض مثل بعض فروع الأشجار أو الأبواب، خاصة أنه سبق وأن حدثت له أكثر من واقعة ارتطم رأسه فيها بمثل هذه الأشياء، ولكنه الآن صار حذراً أكثر من ذي قبل، ويحرص على نفسه إذا دخل مكاناً جديداً مثل المحال التجارية، وغيرها من الأماكن التي ربما احتوت أسقفاً منخفضة في بعض أجزائها.

ذكريات سارة
لاعب كرة السلة الأطول في تاريخ الإمارات سالم مبارك، 209 سنتيمترات، والذي شارك في تحقيق العديد من البطولات المحلية والإقليمية، أكد من جانبه أن رحلته مع الطول مليئة الذكريات السارة، ويكفي أن طوله اللافت ساعده ليكون واحداً من أبرز لاعبي السلة في تاريخ دولة الإمارات، عبر قدرته على الوصول إلى الهدف وتنفيذ الخطط المطلوبة منه بشكل أسرع وأيسر من غيره من اللاعبين، فضلاً عن المزايا الأخرى التي شعر بها حين بدأ طوله يزداد في مراحله العمرية المبكرة.
واعتبر مبارك أن الطول أكبر نعمة، فقد جعله يتواصل مع الناس بأريحية وفتح له باباً واسعاً لعمل صداقات مع الآخرين، خاصة ممن يطلبون التقاط صور تذكارية معه، ولفت إلى أن الحفاظ على صحته وسلامة قوامه من أي أمراض خاصة بالعظام، لم تتطلب منه غير الالتزام بتناول الأكل الصحي، وعدم رفع أي أثقال إلا بشكل سليم وهو رفعها من وضع الجلوس وليس الانحناء. وبالنسبة للمصاعب التي قد يواجهها في بعض الأماكن أوضح أنه يحاول تجنبها بقدر الإمكان، فلا يجلس أبداً بالمقعد الخلفي لأي سيارة، وفي الطائرة يحرص على الجلوس في درجة طيران تحفظ مسافة كافية للجلوس بأريحية، أو اختيار المقاعد المجاورة لباب الطوارئ لمن لا يستطيع حجز تذكرة طيرانه في الدرجات المكلفة، وغيرها من الاحتياطات التي تجعله يستفيد من نعمة الطول التي تجعل حضوره قوياً في أي مكان يتواجد به وتمنحه قدراً كبيراً من الثقة بالذات.

مقياس للجمال
من ناحيتها تقول، الدكتورة ميساء محمود عباسي اختصاصية أمراض المفاصل والعظام والروماتيزم، بمستشفى الميدكلينك النور بأبوظبي: «لطالما كان طول الشخص أحد مقاييس الجمال في الماضي والحاضر، ولكنه في عالم الطب يعتبر من ضمن أهم معايير النمو السليم، خاصة عند الأطفال، نظراً لتأثرهم بعوامل هرمونية وجينية وغذائية متنوعة، علماً أن طول الإنسان يتفاوت بين الجنسين، ويكون الذكور في المتوسط أطول من الإناث، وليس هناك معيار محدد لتحديد بأن ذلك طويل القامة أو تلك طويلة القامة.
ومن الناحية الطبية، فإن أحد أسباب الطول الزائد المرضي عند الأفراد هو مرض العملقة الناجم عن زيادة إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية في مرحلة النمو، وهو مرض نادر الحدوث ولكنه يسبب آلاماً شديدة في العمود الفقري والمفاصل مع كبر في حجم المفاصل والعظام وملامح الوجه.
وعلى النقيض، فإن قصر القامة لا تصحبه أعراض ألم جسدي ولكنها تحدث عدم رضا عند أصحابها، وكثيراً ما يتم البحث عن أسباب لزيادة الطول عند الأطفال التي تكون في بعض الأحيان بسبب هرموني أو سوء تغذية، أو بعض الأمراض المزمنة، ويكون العلاج بتصليح الخلل الهرموني أو سوء التغذية أو علاج لمرض مزمن «مرض مناعي -داء سكري- داء رتياني...». إضافة إلى بعض التمارين الرياضية كتمارين التمدد وتمارين التعلق «Hunging bars»، والسباحة وكرة السلة.
وتظل المتابعة الطبية عند الأطفال ومراقبة العلامات الحيوية والوزن والطول من أهم الأمور التي تضع الطفل على العلاج والتمارين المناسبة لتحقيق نمو متوازن وجسم سليم، لتجنب مشكلات تؤثر على نموه أو على طول قامته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©