عبدالله أبوضيف (واشنطن، القاهرة)
في الوقت الذي كسب فيه جون كينيدي الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية نظراً لأناقته، ومثلت أزياء بيل كلينتون دوراً رئيساً في شخصيته وتقبل الجمهور له، لا تقتصر الحملات الانتخابية على الخطابات في المشهد السياسي، بل تلعب الملابس دوراً حيوياً في التواصل غير اللفظي للمرشحين مع الناخبين، هذه التفاصيل البسيطة التي قد تبدو غير ذات أهمية للبعض، لكنها تسهم في تشكيل الانطباعات الأولى وتعكس رسائل ضمنية تحمل معاني تتجاوز الكلمات.
وأوضح المحلل السياسي الأميركي، عاهد الهندي، أن الملابس يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لإيصال رسائل تتعلق بالقوة والثقة أو حتى الضعف والارتباك، على سبيل المثال عندما يقوم المرشحون بزيارات ميدانية إلى المصانع أو الحقول يرتدون ملابس تتناسب مع البيئة المحيطة بهم، وهذه الخيارات تساعد في تعزيز التقارب بينهم وبين العمال والبسطاء مما يعزز من مصداقيتهم وقبولهم.
ويشير الهندي إلى أن الألوان تلعب دوراً لا يقل أهمية، حيث يمكن أن تعكس الانتماءات الحزبية أو تبث شعوراً بالتفاؤل أو التحفظ، من جهة أخرى.
وكان للرئيس جو بايدن استراتيجية مميزة في الرد على الانتقادات المتعلقة بتقدمه في العمر، فقد ظهر في مناسبات عدة وهو يمارس رياضة الجري في محاولة لإظهار أنه ما زال يتمتع بالحيوية والنشاط، وبالتالي رد على الانتقادات بطريقة غير مباشرة.
وكانت الأزياء محوراً دائماً في ظهور الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي الذي يعتبر رمزًا للأناقة الأميركية، ومن أوائل الرؤساء الذين تخلوا عن قبعة الـ«فدورا» التي كانت رمزاً للرئاسة في ذلك الوقت، واتجه للبدل الضيقة والمقصوصة بعناية، مما أضفى عليه مظهراً شبابياً وأنيقاً.
ويعتبر باراك أوباما أحد أبرز الرؤساء الأميركيين ارتداءً لبدل رفيعة ومجهزة جيداً، بألوان هادئة مثل الرمادي والأزرق الداكن مما أضفى عليه مظهراً حديثاُ ومتوازناً، وفي المناسبات غير الرسمية كان يرتدي قمصاناً دون ربطة عنق أو سترة، مما أعطى انطباعاً بأنه قريب من الشعب.
ويشير المحلل السياسي، جون دونفي، إلى أن دونالد ترامب اشتهر بارتداء ربطة عنق حمراء طويلة ولم يكن ذلك عشوائياً، بل يهدف من خلالها إلى تعزيز صورته كرجل أعمال قوي وثري لا يكترث بآراء الآخرين.
ويرمز اللون الأحمر إلى القوة والطموح في حين أن طول الربطة يعكس ثقته الزائدة، وعدم اكتراثه بالمعايير التقليدية.
وفي سياق آخر، اعتبر دونفي أن المرشحة كامالا هاريس تعتمد على البدلات القوية التي تفرض حضورها في أي مكان تتواجد فيه، وسيكون لفريقها الانتخابي دور كبير في اختيار العلامات التجارية ذات الطابع المحافظ مما يعكس صورة الاستقرار والاحتشام.
ومن المتوقع أن تختار أحذية أنيقة وحادة لتعكس توازناً بين الأناقة والجدية.
ومن المرجح أن تظهر هاريس في مجلات مثل «فوغ» و«تايم» بملابس مشابهة لتلك التي كانت ترتديها هيلاري كلينتون، حيث ستعمل على تقديم نفسها كـ«نسوية محافظة» تجمع بين القوة والاحتشام.