عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
سلك عمر الذيابي طريق الخير في الكثير من المبادرات الخيرية، وبث السعادة في قلوب الآخرين من خلال أعماله الخيرية الإنسانية، تسابق لفعل الخير من دون انتظار مقابل، كرّس وقته لجانب العطاء من خلال احتضانه الشاب حمد الشحي من «متلازمة داون»، الذي كان حلم حياته أن يلعب الكرة رغم أنه من أصحاب الهمم، لكن اليد الحانية للمهندس الإماراتي الذيابي، الذي يملك أكاديمية لكرة القدم في مدينة خليفة في أبوظبي، حققت حلم حمد الذي طال انتظاره ليكون له بصيص الأمل في الحياة عندما زار نادي برشلونة والتقط صورة مع اللاعب بيكيه.
البداية كانت من المستطيل الأخضر في أكاديمية كرة القدم التي تستقطب الأطفال من عمر 4 سنوات، حيث استطاع عمر الذيابي أن يشكل مجموعة من المشاركين الصغار لممارسة كرة القدم، وأصبح للفتيات الصغار نصيب من الرياضة أيضاً.
وفي نهاية كل عام غالباً ما يخصص الذيابي وقتاً من مهمته الإنسانية بالترحال إلى الدول الفقيرة، حيث يحمل معه الملابس الرياضية وكُرات القدم التي يتم توزيعها على المحتاجين، ليشاركوا في أنشطة ومسابقات وبطولات رياضية، ثم توزيع الميداليات والهدايا، وذلك لادخال السعادة في قلوبهم.
مركز الأيتام
ويتواصل عطاء الذيابي في كينيا من خلال قيامه هو وزملاؤه بمبادرة لإعادة تطوير مركز الأيتام من حيث الإضاءة والصيانة وتوفير احتياجاته من الكتب وأجهزة الكمبيوتر بالإضافة إلى زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن لتوزيع الملابس الرياضية والكرات والهدايا.
وتعرف الذيابي على حمد الشحي أحد رياضيي الأولمبياد الخاص من متلازمة داون الذي كان يزور أكاديمية كرة القدم، فعيناه تراقب حركة الصغار وهم يلعبون بالكرة يميناً ويساراً، لتنطلق شرارة الأمل في حياة الشحي من خلال انضمامه للأكاديمية والتدرب بها، ورغم نظرات التعجب من وجود الشحي، إلا أنه سرعان ما تأقلم الجميع مع حمد الشحي.
ويقول: «حمد يمتلك موهبة جميلة في كرة القدم، وكان حلمه أن ينضم للأكاديمية وتحقق ما كان يطمح له، فقد أصبح أحد أعضاء النادي وتم دعمه وأصبح مواظباً على التمارين والحصص الرياضية والمباريات، ورغم أن عمره 28 عاماً، إلا أنه أصبح صديق الجميع، فهو شخصية اجتماعية تغيرت حياته وأسلوبه منذ التحاقه بالأكاديمية واستطاع الحضور في الأولمبياد الخاص الذي نظم في أبوظبي، وهو من عشاق نادي برشلونة.
حمد الشحي يتمنى أن يكون أحد الأشخاص المشهورين والمعروفين سواء في السوشيال ميديا أو الإعلانات، ولتحقيق أمنيته لم يتوان عمر الذيابي في الإسراع بتحقيق ذلك، حيث راودته فكرة عمل ملصق بعدة أمتار ووضعه على جدارية الأكاديمية، وبالفعل كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة لحمد، حيث طلبت منه أن يضع يديه على عينية طوال الطريق، وبالفعل عند لحظة الوصول، تفاجأ بوجود الملصق تتوسطه صورته، حينها لم يتمالك نفسه وذرفت عيناه دموعاً من شدة الفرح.
