*«رئيس فيسبوك زوكربيرج أخطر رجل في العالم»!
* "سكوت جالواي، أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك"
لا مجال لأي فترة «استراحة» لشبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» من الأزمات التي تمر بها، فاستهدافها يأتي من كل الاتجاهات، سواء عبر مسألة حماية معلومات مستخدميها، أو من جهة تهربها الضريبي، أو من خلال علاقاتها المضطربة مع الشركات المعلنة عبرها، أو استخدامها كمنصة لأعمال غير مشروعة، إلى آخر الأمور التي جعلت هذه المؤسسة في موقع دفاعي دائم. صحيح أن مالية «فيسبوك» لم تتأثر، نظراً لمداخيلها العالية والمتعاظمة، لكن الصحيح أيضاً، أنها تواجه حتى على الساحة الأميركية، طروحات تتعلق بالمدى التي يجب أن يسمح لحجمها بالتوسع. وهذه الطروحات ليست جديدة، وتعود لأكثر من عقد من الزمن، وبدأت تظهر بقوة أكبر في الآونة الأخيرة من فرط المشاكل التي تواجهها.
الضربات التي تتعرض لها هذه المؤسسة تنتج عنها دائماً غرامات مالية مرتفعة، لا قيمة لها في الواقع استناداً إلى الإيرادات الهائلة التي تتمتع بها. لكن تبقى هناك مؤشرات خطيرة لا يمكن لـ«فيسبوك» الاستهانة بها. من بينها (على سبيل المثال) الدعوى القضائية الأخيرة المرفوعة ضدها من الوكالات الإعلانية، التي أثبتت تقديم إدارة «فيسبوك» معلومات مزيفة عن متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون في مشاهدة مقاطع الفيديو الإعلانية على المنصة. ولأن الإثبات القضائي كان قوياً، فقد اضطرت المؤسسة لدفع مبالغ تصل لـ40 مليون دولار كتسوية مبدئية. المثير حقاً، أن نسب التلاعب في مشاهدة الفيديو بلغت ما بين 150 إلى 900 في المائة، أو ما يصل إلى تسعة أضعاف المشاهدات الحقيقية! وهذه المبالغ لا تساوي شيئاً أمام غرامة واحدة فرضتها لجنة التجارة الفيدرالية على «فيسبوك» بلغت 5 مليارات دولار!
في ظل الضربات التي لا تتوقف، تعرضت المؤسسة لضربة موجعة حقاً أخيراً، بانسحاب شركات مالية مثل «ماستركارد» و«فيزا» و«آيباي»، من مشروع العملة الرقمية «ليبرا» التي أطلقتها «فيسبوك»، وتواجه مصاعب شتى. وهذه المؤسسة تبني آمالاً كبيرة على العملة المشار إليها، وكانت متأكدة من أنها ستمضي قدماً من دون معيقات أو مشاكل. وهذه الانسحابات من العملة، أبقتها في الواقع من دون شركة أميركية واحدة لتسهيل الدفع، وهو أمر شديد الخطورة عليها. والمشاكل كثيرة أمام المؤسسة المذكورة، وهي (على قوتها) قادرة على مواجهتها، إلا أنها تفقد شيئاً فشيئاً بريق «فيسبوك» ليس فقط على الساحة العالمية بل أيضاً على الساحة المحلية الأميركية التي تعتبر الأساس لها.
لن تكون هناك هدنة في هذا الصراع المتنوع، والمعارك تجري على مختلف الأصعدة، ومن أخطرها تلك المرتبطة بمعلومات المستخدمين، واستغلال بعض الجهات الإجرامية والإرهابية لهذه المنصة في إيصال خطاباتها القاتلة والمشينة. إنها حرب مفتوحة أعادت الحديث حتى عن حجم «فيسبوك» نفسها، والحدود الذي يجب أن تقف عندها.