ظلت مشاكل المياه حول العالم حاضرة منذ عقود شهدت سنواتها تفاقم الأزمة. وبالرغم من الجهود التي بذلت هنا وهناك، للحد من المخاطر الناجمة عن شح المياه عموماً، إلا أن المخاوف لا تزال باقية بصورة أو بأخرى، وتنذر (في بعض الأحيان) حتى بمواجهات عسكرية، لا أحد يرغب فيها.
من هنا، يمكن النظر إلى «مبادرة محمد بن زايد للماء»، التي تتعامل مع المسألة على أساس التحديات المتنامية والعاجلة لندرة المياه على مستوى العالم، وهي تطرح الحلول على قواعد مبتكرة، تضمن عوائد سريعة.
الكل يعرف، أن الحلول المتاحة حالياً غير كافية، ولا بد من آليات جديدة ومفاهيم متجددة للوصول إلى الأهداف المرجوة في هذا الميدان الحيوي.
تتمتع الإمارات بالبنية التحتية المتكاملة وبخبرات واسعة، لتكون منطلقاً لاختبار تقنيات المياه الواعدة، إلى جانب السعي الدائم للوصول إلى منظومة متكاملة، لتوفير أعلى معايير الجودة في عمليات معالجة شح المياه عموماً.
إلى جانب ذلك، يركز الحراك الإماراتي في هذا الصدد، على تكريس أهمية الوعي في أوساط الأجيال المقبلة، بالتحديات التي تتركها مشاكل المياه على الساحة الدولية.
فالهدف الرئيسي، يبقى دائماً توفير المياه المستدامة للجميع، بما في ذلك تلك المستخدمة في الزراعة، التي تعد محوراً رئيسياً للتنمية حول العالم.
وحول هذا القطاع، هناك حراك متنامٍ إماراتياً، ليس فقط في توفير المياه، بل في تطوير تقنيات الزراعة برمتها، بما في ذلك سلسلة من المبادرات الكبرى.
«مبادرة محمد بن زايد للماء»، لا تتوقف عند حدود معينة، فهي تستهدف بالدرجة الأولى تطوير وتسهيل واختبار الحلول التكنولوجية الفعالة، ما يسرع الوصول إلى الأهداف المرجوة. كما أنها تشمل محوراً مهماً يتصل بالعوائد العالمية لهذه المبادرة مباشرة، وهي توفير الدعم للمجتمعات التي تواجه مشاكل من نقص المياه حول العالم. فتقديم التقنيات اللازمة لهذه المجتمعات، يختصر كثيراً من المصاعب في المرحلة المقبلة. ومن النقاط المهمة، أنها تركز على التوعية من خلال التواصل الدولي. فأزمة المياه عالمية، ولا يمكن بلوغ الحلول الناجعة لها، إلا من خلال التعاون في كل المجالات، ولاسيما تلك المرتبطة بالابتكارات والحلول التكنولوجية المتقدمة والمتجددة.