منير رحومة، رضا سليم، مراد المصري (دبي)
فتحت النسخة الأولى من «مؤتمر ومعرض دبي الرياضي للذكاء الاصطناعي»، الذي نظمه مجلس دبي الرياضي، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، على مدار يومين، بقاعة الشيخ راشد بمركز دبي التجاري، تحت شعار «معاً نصنع مستقبل الرياضة»، آفاقاً كبيرة لمستقبل تقنية المعلومات، واستخدام الذكاء الاصطناعي، لتطوير رياضتنا، من خلال استخدام التقنيات في إعداد لاعبي المنتخبات، وعمل قياسات بدنية وفنية لهم قبل البطولات، وأيضاً استخدامها في تدريب الصغار، وعمل قاعدة جديدة من الرياضيين وفق قياسات فنية صحيحة.
وكشف المؤتمر، عن تجارب عدد كبير من الرياضيين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وأصحاب الشركات العالمية الكبيرة وتجارب الدول، وهو ما يمثل رصيداً لرياضة الإمارات في الاستفادة من خبرات هذه الدول.
كشفت الجلسة الأولى، التي حملت عنوان «الابتكار والتطوير في الذكاء الاصطناعي»، عن التكنولوجيا المتطورة في الرياضة العالمية، خاصة كرة القدم، من خلال محاضرة كولن ويبستر رئيس الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية، وجوهانس هولز ميولر رئيس إدارة التكنولوجيا والإبداع في الاتحاد الدولي، وأليسو روسي عميد كلية التقنيات في جامعة بيزا الإيطالية.
وأكد جوهانس هولز ميولر، أن «الفيفا» يقوم بعمل كبير لتغيير العقلية مع تغيير رئيس الاتحاد، الذي طلب أن نواكب العصر ونستخدم التكنولوجيا لتطوير اللعبة، وتغيير العقلية من أجل كرة قدم أفضل للعالم، وأيضاً التغيير يطال قوانين اللعبة، وظهر الذكاء الاصطناعي بقوة في «مونديال روسيا 2018»، وبطولة العالم للسيدات «فرنسا 2019»، من خلال استخدام تقنيات عالية لمساعدة الحكام في إدارة المباريات، بالإضافة إلى مراقبة اللاعبين في كل تحركاتهم داخل الملعب.
وكشف عن أن «الفيفا»، قام باستبيان كبير للجمهور عن استخدام التكنولوجيا، ووجدنا تجاوباً كبيراً من الجمهور، وطالب 81% باستخدام التكنولوجيا لتحسين اللعبة والمشجعين.
وأضاف: نهتم بقاعدة البيانات في كرة القدم، ولدينا 4 ملايين نقطة بيانات خلال المباراة، ونركز على أمور، منها جمع البيانات وجودتها وبيانات التتبع، وهناك أجهزة متخصصة وتحويل البيانات إلى معلومات للتحسين المستمر، لتقديمها إلى الأشخاص المناسبين، وجوجل لديها جميع البيانات، والهدف الأكبر هو دمج البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التكنولوجيا الخاصة بكرة القدم والبيانات، تفتح لنا أبواباً جديدة للاعبين والمدربين والجمهور.
التكنولوجيا تستنزف 30% من «الميزانيات الأولمبية»
أكد لازلو وجدا، المستشار الأول لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية «بكين 2022»، أن التكنولوجيا تستنزف حوالي 30 % من الميزانيات في تنظيم الألعاب الأولمبية، بفضل التطور في التكنولوجيا، خلال السنوات الأخيرة، والحاجة إلى استثمار ذلك في إنجاح الألعاب الأولمبية، وإظهارها بالصورة المنتظرة.
وأضاف: «الذكاء الاصطناعي يسهم في إيصال معلومات دقيقة، وبالتالي يتم استخدام أفضل ما يمكن من التطور التكنولوجي، مثل ما يحدث في الصين وكوريا الجنوبية حالياً، بتقديم أولمبياد شتوي بلا أخطاء أو مخاطر عام 2022، ونعمل على تقسيم العمل إلى قسمين، الأول يتعلق بالجماهير والمسابقات، والثاني يخص كل ما يتم خلف الستار، ونحرص على أن تكون المسابقات عبارة عن عروض آمنة».
أما فيما يتعلق باختيار الدول المستضيفة لدورات الألعاب الأولمبية، أشار إلى أن الأمر لا يتعلق بالتميز التكنولوجي، لأن هناك العديد من الأمور الأخرى الجغرافية والأمنية التي تتداخل في عملية الاختيار، وبالتالي إذا كان للذكاء الاصطناعي دخل في الأشياء التي تتعلق بالمسابقات والمنافسات، فإنه لا يمكن أن يكون دقيقاً بالنسبة لاختيار المدن المستضيفة، لأن التكنولوجيا لن تكون فاصلة بالشكل المطلوب في عملية الاختيار.
ميسي أفضل من رونالدو بـ «تقنية الذكاء»
أشار البروفيسور جيسي ديفس، من جامعة ليوفان البلجيكية، المتخصص في أبحاث تطوير الذكاء الاصطناعي وعلوم تحليل البيانات والتعلم الآلي، إلى أن التطور الذي تشهده ملاعب كرة القدم جعل التفكير في استخدام الذكاء الاصطناعي يتدخل في الأمر، إلى أن وصلنا لمرحلة المقارنة بين اللاعبين من خلاله، حيث تم توظيف الذكاء الاصطناعي في المقارنة على سبيل المثال بين ميسي ورونالدو.
وأضاف خلال الجلسة الثانية، التي شارك فيها، وحملت عنوان رياضات المستقبل: من خلال تحليل البيانات كان هناك تفوق نسبي لميسي من خلال تحقيق الأهداف، ما جعله يتفوق في بعض الأمور داخل الملعب بفارق بسيط على رونالدو، وهناك نهج تنبؤي من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحدد الفريق الفائز في اللقاء، من خلال التحليل بالذكاء الاصطناعي.
قيادة الجو جيتسو إلى آفاق واسعة
كشفت الجلسة، التي عقدت حول دور الذكاء الاصطناعي في استمرارية الأداء الفني، مدى أهمية هذا المجال، في تعزيز التطور لدى اللاعبين، من خلال تغيير أساليب التدريبات، وكيفية التعامل مع الظروف المحيطة.
وتصدر الجلسة، ريجن ماشادور، أحد أساطير رياضة الجو جيتسو، الذي سبق له الفوز بلقب بطولة العالم للجو جيتسو البرازيلي 8 مرات، إلى جانب ألقاب عالمية أخرى، وإنجازات، من أبرزها خوض 365 نزالاً متتالياً دون خسارة. وقال: أرى أن الذكاء الاصطناعي هو مستقبل الرياضة، وتحديداً في الجو جيتسو، بسبب قدرتها على قيادة الرياضة إلى آفاق أوسع ومراحل أخرى، من خلال العمل بذكاء. وأضاف: أجد دائماً أن التدريبات الصباحية تمنح الفائدة الأكبر للاعبين، فيما تمتد فترة التدريبات 6 ساعات عند اقتراب المنافسات، ومع وجود هذه التقنية التحليلية، يمكن مراجعة الحركات.