عواصم (وكالات)
أعلنت مصادر دبلوماسية، أمس، أن أعضاء مجلس الأمن الدولي طلبوا عقد اجتماع جديد مغلق اليوم الأربعاء، حول الهجوم العسكري التركي في سوريا. وطلب عقد الاجتماع كل من بلجيكا وألمانيا وفرنسا وبولندا وبريطانيا. وكان اجتماع أول انتهى الخميس بانقسامات في مجلس الأمن وبصدور بيان من الأوروبيين فقط، يطلب وقف الهجوم التركي. ثم عرقلت روسيا والصين الجمعة نصاً قدمته الولايات المتحدة ويطلب أيضاً وقف العمليات التركية في شمال سوريا.
ورداً على سؤال حول إمكان اتخاذ مجلس الأمن موقفاً موحداً في هذا الاجتماع نظراً للتطورات في شمال سوريا، أعرب دبلوماسي رفض الكشف عن هويته عن شكوكه إزاء ذلك، مؤكداً أن من الممكن أن تعارض روسيا مرة جديدة هذا الإجماع. وأضاف «سيكون ذلك صعباً بسبب موسكو، لكن من المفترض أن يخرج بيان جديد من الأوروبيين في نهاية الاجتماع». وقال مصدر آخر «الهدف هو وقف العملية التركية بأسرع وقت ممكن عبر محاولة بناء ضغط دولي». وأضاف «سنواصل استخدام مجلس الأمن الدولي كعنصر لعرض عواقب العملية التركية وكعنصر للتعبير عن وحدة الأوروبيين».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أمس، تعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا التي يمكن أن تُستخدم في الهجوم الذي بدأته أنقرة الأسبوع الماضي ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا. وقال راب أمام مجلس العموم، إن صادرات الأسلحة العسكرية المخصصة لتركيا التي يمكن أن تُستخدم في هذه العملية، عُلّقت على أن يعاد النظر في الأمر.
وكان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أكد أمس، أن بلاده ستحظر صادرات السلاح لتركيا، وقال أمام البرلمان: «يجب أن يكون حل أزمة سوريا، دبلوماسياً لا عسكرياً».
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي أمس الأول، على الحد من صادرات الأسلحة إلى تركيا، بسبب هجومها على شمال سوريا.
وفي سياق متصل، حذرت فرنسا من عودة وشيكة لتنظيم «داعش» في شمال سوريا. وقال إدوار فيليب رئيس الوزراء الفرنسي، أمس، إن القرارات التي اتخذتها تركيا والولايات المتحدة في سوريا ستكون لها عواقب وخيمة على المنطقة، وإن إجراءاتهما ستؤدي لا محالة إلى عودة داعش في سوريا والعراق. ورداً على أسئلة البرلمان، قال فيليب «العودة الحتمية لداعش في شمال شرق سوريا وربما أيضاً في شمال غرب العراق تدمير لأمننا». كما اتهم فيليب واشنطن بالسماح بالهجوم التركي، بسبب قرارها سحب ألف جندي أميركي بصورة أحادية من سوريا.
إلى ذلك، دعت الصين أمس، تركيا، إلى وقف عمليتها العسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا، والعودة إلى الطريق الصحيح المتمثل بالحل السياسي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ للصحافيين: «يجب احترام سيادة واستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية والمحافظة عليها». وقال غينغ، إن «العمليات العسكرية تتسبّب في فرار إرهابيين». وقال: «يمكن لتنظيم داعش أن يحاول استغلال هذه المناسبة للعودة»، داعياً أنقرة إلى الوقوف إلى جانب المجموعة الدولية لمحاربة الإرهاب معاً.
وفي السياق ذاته، طالبت بلغاريا جارتها تركيا أمس، بوقف هجومها العسكري في شمال شرق سوريا قائلة إن العنف قد يؤدي لزيادة أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود ويزيد مخاطر حدوث أزمة إنسانية. وقال رئيس الوزراء بويكو بوريسوف للصحفيين بعد اجتماع المجلس الاستشاري البلغاري للأمن بشأن الوضع في سوريا «نصر على ضرورة وقف العمليات العسكرية، الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل هذا الصراع». وأضاف «نؤكد على ضرورة وقف العملية العسكرية وعلى أن خطر حدوث أزمة إنسانية كبير للغاية، إذا حدثت أزمة إنسانية فهذا يعني زيادة موجات اللاجئين».
وقال بوريسوف إن بلاده لا تواجه في الوقت الراهن أي ضغوط من المهاجرين طالبي اللجوء.
بدوره، انتقد أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية، أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم التنسيق قبل قراره فرض عقوبات على تركيا وقال إن الاتحاد الأوروبي يدرس خياراته وينبغي أن يتخذ موقفاً موحداً.
وأعلن ترامب، أمس الأول، فرض مجموعة عقوبات على تركيا بعد أسبوع من تغيير سياسته وسحب قوات أميركية مما مكن تركيا من مهاجمة حلفاء واشنطن في شمال سوريا. وقال شولتس خلال مقابلة مع رويترز «من المهم أن ننسق إجراءاتنا على المستوى الدولي، هذا هو أهم شيء في هذا الموقف، وهذا ينطبق كذلك على الاتحاد الأوروبي». وتابع أن التصعيد العسكري في سوريا يتعين أن يتوقف، وأضاف أن ألمانيا لن تجيز أي صادرات سلاح لتركيا في الوقت الراهن.
السعودية: العدوان التركي تهديد للأمن والسلم الإقليمي
جدد مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في جلسته أمس، إدانة الرياض للعملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وقال وزير الإعلام السعودي تركي بن عبدالله الشبانة إن مجلس الوزراء السعودي استعرض تقارير حول تطورات الأحداث ومستجداتها على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأضاف أن المجلس جدد إدانة المملكة للعدوان الذي تشنه تركيا على مناطق شمال شرق سوريا، وما يمثله من تهديد للأمن والسلم الإقليمي، وانعكاسات سلبية على أمن المنطقة واستقرارها.
وتطرق الوزير إلى ما تضمنه القرار الختامي لأعمال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية من مطالبة لمجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي بوصفه خرقاً واضحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا. وأشار إلى ضرورة اعتماد المسار السياسي سبيلاً وحيداً لتسوية الأزمة، وحل جميع تداعياتها بما يضمن التزام القانون الدولي ويحقق أمن سوريا ودول جوارها ودول المنطقة.
وكانت السعودية أعربت، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري السبت الماضي، عن إدانتها للهجوم التركي على سوريا.