الأربعاء 27 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أرباب العمل الأميركيون لا يحتاجون إلى «الخبرة»

أرباب العمل الأميركيون لا يحتاجون إلى «الخبرة»
20 أغسطس 2018 00:44

الأميركيون الذين يتطلعون إلى الحصول على وظيفة للمرة الأولى، أو اقتحام مهنة أحلامهم، لديهم أفضل احتمالات النجاح مقارنة بالسنوات الماضية. ويتخلى أصحاب العمل حالياً عن تفضيلاتهم للشهادات الجامعية ومجموعات محددة من المهارات لتسريع التوظيف وتوسيع نطاق مجموعة المرشحين للوظائف. وكانت شركات عديدة تشترط متطلبات محددة لشغل الوظائف خلال فترة الركود، عندما كان الملايين عاطلين عن العمل وأقسام الموارد البشرية مكدسة بسير ذاتية للباحثين عن وظائف.
وعبر مستويات الدخل والصناعات، يساعد الحد الأدنى من التوظيف على مساعدة المبرمجين الذين علموا أنفسهم بأنفسهم في الحصول على وظائف في سوق عمل هندسة البرمجيات في شركة «إنتل» ومؤسسة «جيت هاب»، وهي منصة للترميز، ما عمل على تحسين احتمالات توظيف خريجي المدارس الثانوية الذين يتطلعون إلى أن يصلوا في يوم من الأيام إلى منصب مدير فرع في «بنك أوف أميركا».
وقالت أيمي جلاسر، نائبة رئيس مجموعة أديكو، وهي وكالة توظيف تضم نحو 10 آلاف شركة من الباحثين عن موظفين: «لدى المرشحين خيارات كثيرة اليوم»، «فإذا كانت الشركة تتطلب شهادة علمية، وجولتين من المقابلات الشخصية واختبارات صعبة للمهارات، فيمكن للمرشحين البحث عن صاحب عمل آخر يقدم لهم عرض عمل في اليوم نفسه».
وتقدر جلاسر أن واحداً من كل أربعة من عملاء الشركة قام بتغييرات جذرية في عملية التوظيف منذ بداية العام، مثل تخطي اختبارات تعاطي المخدرات أو التحقق من الخلفية الجنائية، أو الاستغناء عن شرط للحصول على درجة أعلى أو شهادة الثانوية العامة.
وتم خفض المتطلبات الوظيفية في مدن مثل «دالاس» و«لويزفيل»، حيث تقل البطالة، كما تقول جلاسر، وكذلك عملية التوظيف في مراكز الاتصال والمخازن ضمن العمليات اللوجستية لتجار التجزئة مثل «وول مارت» وشركة «أمازون».
وفي النصف الأول من 2018، تراجعت حصة إعلانات الوظائف التي تتطلب الحصول على شهادة جامعية إلى 30% من 32% في 2017، وفقاً لتحليل أجرته شركة الأبحاث في سوق العمل «بيرنينج جلاس تيكنولوجيز» على 15 مليون إعلان على المواقع الإلكترونية مثل «إنديد» و«كريجلست».
وحسب التحليل تراجع توظيف المؤهلات الدنيا منذ عام 2012، عندما سعت الشركات لتوظيف خريجي الجامعات بنسبة وصلت إلى 34%.
كما تراجع شرط الخبرة المهنية الطويلة، حيث طلبت 23% فقط من الوظائف للمبتدئين أن يكون لدى المتقدمين لشغل وظيفة ما 3 سنوات أو أكثر من الخبرة، مقارنة بـ 29% عام 2012، ما يضع 1.2 مليون وظيفة إضافية في متناول أكثر من المتقدمين، حسب بيانات شركة بيرنينج جلاس.
وبنهاية العام الماضي، تم فتح مليون وظيفة جديدة لمرشحين «ليس لديهم خبرة تُذكر»، ما يجعل مهنا مثل محلل التجارة الإلكترونية، ومساعد الشراء والمعلم في مرحلة ما قبل المدرسة متوفرة للمبتدئين والذين لا يحملون شهادة.
كل ذلك يمثل انعكاساً حاداً بعد الأزمة المالية مباشرة، عندما وضع أرباب العمل الكثير من الضغوط على طالبي الوظائف. ويقول الاقتصاديون إنه من الصعب تتبع متطلبات التوظيف، لأن العديد من الشركات لم تنشر مواقعها بشكل علني ولم يتم تسليم العديد من السير الذاتية إلكترونياً.
والآن، يقول المتعاقدون، إن سوق العمل الأشد خلال عقود من الزمن ترك أصحاب العمل يبحثون عن تخفيض تكاليف التوظيف بثلاثة خيارات، تقديم المزيد من المال مقدماً، أو خفض المعايير، أو إعادة تدريب الموظفين الحاليين، في الترميز، والمشتريات، أو غير ذلك من المهارات الضرورية.
وقال رودني آبل، رئيس مجموعة «إس سي أو تالنت» بولاية نورث كارولينا، إنه إذا لم تحد الشركات حجم الخبرات المطلوبة أو الشهادات العلمية، فإن ذلك سيعمل على ابتعاد العاطلين عن التقدم لشغل الوظائف.
وأضاف: «بهذه الطريقة نحن نقول لهم: نحن نشعر بالأسف، لكن لا يمكننا مساعدتك في الحصول على القليل من الوظائف ذات الأجور المتدنية وهي وظيفة لعدد قليل من مقدمي الطلبات الذين يعملون في أماكن أخرى يتقاضون أجوراً». وتجد شركة «إس سي إم» وظائف لعشرات العمال لعملائها من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم التي تسعى لتوظيف مديري سلاسل التوريد ومشغلي الخدمات اللوجستية والمخازن عبر الولايات المتحدة.
وقال آبل إن نقص المواهب حالياً الأكثر تطرفاً مما شاهده خلال ما يقرب من 20 عاماً من عمليات التوظيف.
فقد ارتفع متوسط الأجور بشكل مطرد في العام الماضي، لكن ارتفاع أسعار السلع المنزلية جعل هذه الزيادة في الأجور أقل قيمة للعمال، مما يضغط على أرباب العمل لزيادة الرواتب أو إعادة تقييم الرواتب في المستقبل.ولجذب المزيد من الموظفين على مستوى المبتدئين، قام صانع الألعاب «هاسبرو» بتقسيم 4 وظائف تسويقية، والتي كانت صممتها سابقاً لخريجي كليات إدارة الأعمال، إلى 8 وظائف من المستوى الأدنى. وشملت الأدوار الجديدة على أساس التفرغ منسق تسويق، ومحلل تخطيط تجارة التجزئة، والتاجر التجاري، وكلها تشمل أنشطة روتينية أكثر تدعم الموظفين رفيعي المستوى في الشعبة.وقالت متحدثة باسم مديري التوظيف في «هاسبرو»، إن الشركة كانت تسعى في البداية للحصول على مرشحين للحصول على درجة وظيفية بشهادة جامعية لا تقل عن عامين، لكنهم في نهاية المطاف أسقطوا هذا الطلب.
ويعزز هذا التحول الجديد، الذي يطلق عليه «خفض المهارة»، نظرية كتبتها آليسيا موديستينو، وهي خبيرة في الاقتصاد في جامعة نورث إيسترن: عندما يبحث المزيد من الناس عن عمل، تستطيع الشركات تضخيم متطلبات العمل للعثور على أفضل شخص ملائم، كما فعلت ذلك مع ارتفاع معدلات البطالة عام 2008.
ومد خريجي الجامعات والمتخصصين في المهن الطبية أيديهم للمطالبة بوظائف مديري الفنادق وموظفي الكتب بعد الركود، وحصل الموظفون الذين يحملون مؤهلات أكثر على حصة أكبر من المناصب التي يشغلها عادة 75 مليون عامل في الولايات المتحدة يفتقرون إلى شهادة جامعية.
وبعد الركود، رفعت شركة «تيرمينكس» متطلبات عمل أكثر من 1000 وظيفة مسؤول مكافحة الآفات ومديري الخدمات، لتتطلب درجة علمية لمدة سنتين أو درجة البكالوريوس. وفي يناير الماضي، عكست مسارها، وجعلت الشهادات «أفضلية» لكنها غير إلزامية، حسبما قال بيتسي فينسنت، المدير الأعلى لاكتساب المواهب.
وعمل أنتوني وايتهيد لمدة 5 سنوات كمدير فرع شركة «تيرمينيكس» في فلوريدا قبل ترقيته إلى مدير إقليمي في أوائل يوليو. ويقبل هذا المنصب الآن مرشحين حاصلين على شهادات جامعية أو خبرة مماثلة، رغم قرار أنتوني السابق بدخول الجيش بدلاً من الكلية.
ويخفف الكثير من أرباب العمل أهمية الدرجة العلمية حتى مع استمرار ارتفاع نسبة الأميركيين الحاصلين على درجة البكالوريوس. وقال آندي ألدريدج المتحدث باسم «بنك أوف أميركا» إن لديه حالياً 7500 فرصة عمل في جميع أنحاء العالم وأقل من 10% يتطلب الحصول على مؤهل علمي. وقال ألدريدج إنه يمكن ملء عدد هائل من الوظائف من قبل غير خريجي الجامعات، بما في ذلك معظم الصرافين وموظفي البنك الذين يتعاملون مع خدمة العملاء ومكالمات حماية الاحتيال لحاملي البطاقات.
وفي يونيو، كشف البنك النقاب عن خطط لتوظيف 10 آلاف عامل إضافي من الأفراد ذوي الدخل المنخفض خلال السنوات الخمس المقبلة، مع أو من دون شهادات، حسبما قال كريس بايتون، رئيس اكتساب المواهب. لكن ليس كل الوظائف يمكن شغلها بتلك الطريقة، فهناك وظائف تتطلب مستويات عالية من الخبرة الفنية، مثل أمن المعلومات، وذلك يتطلب درجة من الخبرة والمعرفة المتقدمة. وكانت صناعة التكنولوجيا سريعة في توظيف أشخاص يتمتعون بالمهارة، لا سيما في المجالات الناشئة مثل تحليلات البيانات، حيث ارتفع الطلب على توظيف الموهوبين بشكل أسرع.
قالت شركة «جيت هاب»، التي اشترتها شركة «ميكروسوفت» مؤخراً، إنها لم تتطلب شهادات جامعية لمعظم الوظائف منذ سنوات. وكذلك تعتبر الدرجات اختيارية للعديد من الوظائف «ذات الخبرة العالية» في شركة «إنتل»، التي لديها أيضاً فئة وظائف «خريج فني» وهم كالمرشحين المناسبين من خلال الفصول الدراسية أو الخبرة العملية ذات الصلة من البرامج التقنية.
ويعلن موقع «إنتل» عن وظائف مختلفة، بما في ذلك موظف مختبر يقوم باختبار أجهزة تجريبية في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، وباحث يحسن عمل أشباه الموصلات في هيلسبورو، في أوريغون، وهذه وظائف متاحة للمرشحين الذين يمتلكون درجة علمية لمدة عامين فقط، أو تلقوا تدريباً عسكرياً أو غير ذلك.

بقلم /‏‏‏ كيلسي جي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©