خسر الوصل لقب بطولة الأندية الخليجية الـ 27 لكرة القدم بعد أن تعرض لهزيمة قاسية أمام المحرق البحريني أمس على ملعب الأصفر في دبي 1 - 3، وهي نفس النتيجة التي فاز بها الوصل في مباراة الذهاب بالمنامة لتبتسم ركلات الترجيح للمحرق 5 - 4 ليطير باللقب الذي كان قريباً من الوصل، لكن الفريق تأثر بطرد الحارس ماجد ناصر (10) وراشد عيسى (78) ليعاقبا فريقهما بالخسارة القاسية التي تعرض لها وفقدانه اللقب.
بدأ المحرق بالتسجيل عن طريق جمال أبرارو في الدقيقة 9 وتعادل للوصل ياسر سالم ثم نجح المحرق في تسجيل هدفين متتاليين عن طريق إسماعيل عبداللطيف وصالح عبدالحميد في الدقيقتين 51 و64 ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح وفيها سجل للمحرق حسين علي ومحمود عبدالرحمن وراشد الدوسري وإسماعيل عبداللطيف وداسيلفا في حين أهدر صالح عبدالحميد، وفي الوصل سجل أوليفيرا ودوندا وعيسى علي ودرويش أحمد وأهدر مارسير ومبارك حسن.
بدأت المباراة حماسية بين الفريقين في ظل رغبة الفهود في البدء بالتسجيل وحماس المحرق في تعويض ما فات من المباراة الأولى، وكانت بداية الفرص الضائعة من المحرق عن طريق المغربي جمال أبرارو الذي حول كرة برأسه مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى ماجد ناصر، وحاول الوصل السيطرة على منطقة الوسط من خلال دوندا وعيسى وراشد وسنحت فرصة لاوليفيرا من التمريرة التي وصلته من درويش أحمد وأخطأ دفاع المحرق في التعامل معها ووصلت الكرة إلى أوليفيرا الذي سددها بغرابة فوق العارضة.
هدف بحريني
في الدقيقة التاسعة ينجح جمال ابرارو في خطف هدف التقدم للمحرق من كرة عرضية من ضربة حرة مباشرة، قفز جمال من بين لاعبي الوصل وحولها برأسه إلى داخل شباك ماجد ناصر، ولكن ماجد ناصر تعامل مع الهدف بمنتهى السوء عندما أراد الحصول على الكرة من لاعبي المحرق الذين التفوا حوله، ولكن ماجد انفعل كعادته في مثل هذه المواقف، وقام بضرب إسماعيل عبد اللطيف في صدره برأسه ليقوم الحكم القطري فهد جابر بطرد ماجد ناصر.
اضطر مارادونا إلى إشراك راشد علي بدلاً من خليفة عبدالله بعد الطرد الذي طال ماجد ناصر، وهو تغيير لم يكن يتوقعه الوصلاوية، وكان هدف التقدم الذي سجله المحرق بمثابة الصدمة السريعة وغير المتوقعة لجماهير الوصل ولمارادونا نفسه الذي لم يصدق ما حدث في البداية المثيرة للمباراة من هدف ثم طرد حارس مرمى فريقه.
بعد الهدف حاول المحرق الضغط مستغلاً النقص العددي في صفوف الفهود، وكذلك الهزة التي أصابت الوصل نسبياً، خاصة في خط الوسط الذي كانت عليه أعباء كثيرة في مثل هذه المباراة، مثلما حدث في لقاء الذهاب بالبحرين.
هاجم المحرق بالثنائي إسماعيل عبد اللطيف وحسين علي “بيليه”، مع وجود قوة في خط الوسط مكونة من السيد محمود جلال وصالح عبد الحميد وسيد ضياء.
وفي الوصل حاول مارسير القيام بالمهام الدفاعية بشكل قوى مع تحركات متنوعة لكل من دوندا وراشد عيسى وعيسى علي، وأصبح أوليفيرا بمفرده في الهجوم بعد تراجع دوندا وراشد للقيام بالدور الدفاعي.
شهدت المباراة الكثير من التوتر بين اللاعبين في أرض الملعب مما دفع الحكم إلى توجيه الكارت الأصفر لأكثر من لاعب بالفريقين، حيث حصل مارسير في الوصل، واثنان من المحرق هما سيد ضياء وفهد الحردان على البطاقة الصفراء.
زاد الهدف من الضغط العصبي على لاعبي الوصل في أرض الملعب والجماهير في المدرجات، وهو ما جعل التوتر ينتقل أيضاً إلى دكة بدلاء الوصل، حيث اضطر مارادونا إلى القيام كثيراً اعتراضاً على بعض القرارات الخاصة من الحكم، وقام حكم اللقاء باستدعاء حميد يوسف لتوجيهه بأنه في حال تكرار الاحتجاجات من الجهاز الفني للوصل فإنه سوف يبعد أي شخص يقوم بأي تصرف. حاول مارادونا تغيير تحركات لاعبيه في أرض الملعب من خلال الثنائي دوندا وراشد عيسى، حيث تناوب الثنائي التحركات ما بين اليمين واليسار مع دخول أوليفيرا من عمق الملعب، وذلك لإحداث خلخلة في دفاعات المحرق، وفي الدقيقة 42 يصاب أوليفيرا بضربة خلفية من دفاعات المحرق كاد أن يخرج بسببها ولكن اللاعب تحامل وظل بالملعب.
فرصة ضائعة
في الدقيقة 44 قاد دوندا هجمة منظمة مع زميله أوليفيرا لتصل الكرة إلى دوندا الذي اندفع بها وسط دفاعات المحرق ثم وقف على الكرة وسددها بمهارة عالية في الزاوية البعيدة للحارس عبد الله الكعبي، والذي أنقذها ببراعة عالية.
هدف التعادل
كان واضحاً أن الوصل لن يستسلم حيث شن العديد من الهجمات، حيث أنقذ ياسر سالم الفهود في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للشوط الأول، عندما سنحت هجمة للوصل، وارتدت الكرة إلى ياسر سالم المندفع، والذي سيطر عليها وسددها رائعة في سقف شبكة المحرق، معلناً عن تصحيح الوضع في المباراة بتعادل جاء في توقيت مهم للغاية، وقبل أن يدخل لاعبو الفريق غرفة خلع الملابس بين شوطي المباراة.
ومنح هدف التعادل الثقة للاعبي الوصل، حيث ظهرت الثنائيات في أرض الملعب بين راشد ودوندا، في الوقت الذي حاول فيه دفاع الوصل السيطرة على الوضع حتى انتهى الشوط الأول بالتعادل1-1.
مع بداية الشوط الثاني لم تحدث أي تغييرات في صفوف الفريقين وحاول الوصل تهدئة اللعب في محاولة لامتصاص الحماس المتوقع من لاعبي المحرق، ولم تتغير الأمور كثيراً حيث كان الهدف الذي سجله الفهود قبل نهاية الشوط الأول بمثابة الشرارة التي أشعلت حماس الوصل سواء في الملعب أو بالمدرجات، وفي الدقيقة 50 سنحت فرصة للمحرق أهدرها إسماعيل عبداللطيف بتسديدها فوق العارضة بمسافة طويلة.
هدف للمحرق
في الدقيقة 50 سجل إسماعيل عبداللطيف الهدف الثاني للمحرق بعد تمريرة من حسين علي “بيليه” كانت في متناول قدم وحيد إسماعيل لكنه سقط على الأرض بسبب انزلاقه ليجد إسماعيل عبداللطيف نفسه منفردا بالحارس راشد علي ليراوغه ويحرز هدف التقدم ويعلن أن المباراة لم تنته بعد حيث سيمنح هذا الهدف المباراة حماساً واشتعالاً كبيرين، خاصة أن المحرق أصبح قريباً من تحقيق نفس النتيجة التي حققها الوصل في المنامة.
هدف التقدم للمحرق جعل الوصل يتراجع للخلف خوفاً من هدف ثالث يربك حساباته من جديد، وحاول رباعي الدفاع وحيد وياسر ومبارك حسن ودرويش أحمد الالتزام بالشق الدفاعي وعدم التقدم للأمام مع استغلال التحركات المستمرة من راشد ودوندا، في الوقت الذي يقوم فيه مارسير بالشق الدفاعي ومعه عيسى علي وحاول أوليفيرا التحرك بعرض وطول الملعب في محاولة لخطف أي كرة والانطلاق نحو الأمام.
حاول المحرق اللعب كثيراً على أخطاء الوصل حيث كان الهدف الثاني بمثابة الأمان النسبي للاعبي المحرق على أمل أن تسير معهم المباراة إلى ما يريدونه، وكان العدد الكامل للاعبي الفريق في أرض الملعب سلاحاً مهماً لمدرب الفريق عيسى سعدون للتعامل بشكل أهدأ مما كان عليه الحال بالنسبة لمارادونا.
وفي الدقيقة 60 ينقذ وحيد إسماعيل فرصة خطيرة للمحرق بعدما ظن الدفاع الوصلاوي وجود تسلل لينقذ وحيد الفهود من هجمة كادت أن تقلب المباراة، خاصة أن مهاجم المحرق إسماعيل عبداللطيف كان شبه منفرد بالحارس.
وأجرى المدرب البحريني تغييراً بإشراك محترفه دييجو داسيلفا بدلاً من سيد ضياء وهو تغيير هجومي للضغط على دفاعات الوصل التي بدأت الشروخ تظهر بين صفوفه بعد الجهد الكبير المبذول بين لاعبي الوصل.
في الدقيقة 64 ينجح صالح عبدالحميد في تسجيل الهدف الثالث للمحرق من ضربة حرة مباشرة، لتزداد المباراة تعقيداً بالنسبة للوصل خاصة أن معنويات لاعبي الوصل ولياقتهم بدأت في التراجع، وحاول مارادونا تحفيز لاعبيه بمزيد من التشجيع حتى لا ينهار الفريق، خاصة أن الفرصة ما زالت في الملعب.
وفي الدقيقة 72 أشرك مدرب المحرق راشد عبدالرحمن الدوسري بدلاً من فهد طارق شويطر في محاولة لتنشيط دماء الذيب البحريني واستغلال تراجع لياقة لاعبي الوصل ومعنوياتهم في نفس الوقت.
طرد راشد
في الدقيقة 78 قام حكم المباراة بطرد راشد عيسى لضربه راشد عبدالرحمن والذي ارتكب معه خطأ استحق عليه اللاعب البحريني بطاقة صفراء، لكن راشد عيسى لم يعجبه القرار وقام بالاعتداء على لاعب المحرق ليكون الطرد من نصيبه، ويعيش الوصل معاناة أخرى حتى نهاية الشوط بعد النقص الواضح في صفوف الفريق.
في الدقائق الأخيرة سنحت للمحرق العديد من الفرص التي كانت كفيلة بتحقيق التفوق بأكثر من ثلاثة أهداف، في ظل التراجع الذي وصل إلى مرحلة الانهيار قبل النهاية بـ 5 دقائق.
في الدقائق الأخيرة يحاول ياسر سالم استرجاع قواه وقوى فريقه ويقود هجمة انتهت إلى ركنية لتعيد الروح نسبياً للاعبين والجماهير في المدرجات ليعلن الحكم عن نهاية المباراة بفوز المحرق 3 - 1 وهي نفس النتيجة التي حققها الوصل في المنامة ليحتكم الفريقان إلى ركلات الجزاء الترجيحية، التي ابتسمت للمحرق البحريني ليخطف الكأس التي كانت قريبة جداً من الوصل.