الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شباب: خبرات «القطاع الخاص» طريقنا إلى «العام»

شباب: خبرات «القطاع الخاص» طريقنا إلى «العام»
29 يناير 2020 01:50

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

شدد مواطنون ومواطنات باحثون عن العمل على أهمية تغيير الشباب للنظرة النمطية للوظائف وعدم إهدار الفرص في سوق العمل بغية البحث عن الوظائف ذات الرواتب المرتفعة، مشيرين إلى أن الخبرات التي يمكن الحصول عليها من الوظائف، لاسيما في القطاع الخاص وإن كانت ذات رواتب أقل من الحكومي، إلا أنها تكسب المزيد من الخبرات وتفتح الباب للحصول على وظائف برواتب أفضل في المستقبل.
وأكد مواطنون ومواطنات تواجدوا في معرض «توظيف 2020» الذي يختتم فعالياته اليوم في مركز أبوظبي للمعارض، أهمية حضور المعرض للتعرف على الوظائف التي يطلبها سوق العمل، سواء في الشركات الخاصة أو الحكومية، مشيرين إلى أن بعض الشركات لا تتيح معلومات كافية عن الشواغر الوظيفية التي يجب أن يقدموها خلال أيام المعرض.
وقالت زينب حسن النعيمي، (باحثة عن العمل): «أحضر المعرض للمرة الأولي ولكن أبرز ما لاحظت هو أن بعض ممثلي الشركات الموجودين في المعرض ليس لديهم معلومات كافية عن الشواغر الوظيفية، ويكتفون بالرد على تساؤلاتنا بالتسجيل عبر المواقع الإلكترونية».
وأضافت: «تخرجت عام 2019 من كليات التقنية العليا قسم أمن المعلومات وزرت خلال وجودي في ثاني أيام المعرض أربع شركات إلا أن هذه الجهات لم توافر لي معلومات واضحة عن الوظائف، وكان ردهم بأن أقوم بالتسجيل عبر موقعهم الإلكتروني».
وأشارت إلى أن الراتب ليس محدداً رئيساً لقبول الوظيفة، حيث إن الوظائف ذات الرواتب المرتفعة تتطلب خبرات وهو ما لا يمتلكه حديث التخرج، الأمر الذي يحتم قبول الوظائف أو منح التدريب التي تزيد على ستة أشهر مقابل مكافأة تدريب نظير اكتساب الخبرات التي تؤهل المواطنين فيما بعد للحصول على وظائف أفضل.
فيما قالت اليازية المسكري، (خريجة أمن المعلومات من جامعة زايد): «لم أعمل حتى الآن والسبب إنني كنت أبحث عن العمل في جهات بعينها وبرواتب مرتفعة إلا أنني الآن غيرت من هذه القناعة، حيث إن الوقت يمر ومن الخسارة عدم التعرف على التغيرات في الوظائف، خاصة مجال تكنولوجيا المعلومات الذي يتغير بشكل سريع، وأصبحت الآن مستعدة لقبول وظيفة براتب 7000 درهم أو 9000 درهم شهرياً نظير الحصول على الخبرات».
وأضافت: «إن التدريب الوظيفي من أهم الخطوات التي يجب أن يتخذها المواطنون حديثو التخرج وذلك لاكتساب خبرات تساعدهم في اقتناص الفرص والشواغر الوظيفية في المستقبل»، مشيرة إلى أن فترات التدريب القصيرة غير مجدية ولكن من الأفضل أن تتراوح فترات التدريب بين ستة أشهر وعام.
وتحدثت لولو عبدالله النعيمي، (خريجة تقنية معلومات من عام 2013)، قائلة: «لم أحصل على عمل منذ تخرجي على الرغم من الفرص المتاحة أمام هذا المجال الحيوي، وكنت أفكر فقط في وظائف ذات رواتب مرتفعة كانت تتطلب خبرات لم أكن أكتسبها، وبالتالي أصبحت الآن أفكر في الوظيفة التي تكسبني أكبر قدر من الخبرات حتى وإنْ كانت براتب متواضع».
وأضافت: أن الشركات الموجودة في المعرض يمكن أن تسهل عملية تدريب المواطنين والمواطنات الباحثين عن العمل كما يجب أن توافر معلومات كافية عن الشواغر الوظيفية حتى يمكن التقدم إليها.
بدوره، قال محمد علي (25 سنة)، خريج ثانوية عامة: «إن المعرض يخدم حملة المؤهلات الجامعية بشكل أكبر، حيث إن أغلب الشواغر الوظيفية، تتطلب بكالوريوس وماجستير أما حملة الشهادات الأقل تتضاءل فرصهم».
من جانبه، قال حميد أحمد الشامسي (25 سنة)، حاصل على ثانوية عامة: «إنني اعتقد أن المعارض يمكن أن توافر وظائف برواتب قليلة علاوة على التدريب الوظيفي الذي يعد مهما لتطوير مهارات الباحثين عن العمل، وإذا حصلت على فرصة تدريبية لن أهدرها ولن أفكر في الراتب المرتفع».
وقال أحمد جمعة الحمادي (18 سنة): «حصلت على شهادة الثانوية العامة وأبحث عن وظيفة في المعرض الذي أحضره للمرة الأولى، والراتب محدد مهم ولا يمكن أن أقبل براتب أقل من 20 ألف درهم ولكن إذا حصلت على وظيفة يمكن أن تكسبني مهارات مميزة وبراتب 10 آلاف فلن أتركها، حيث إن المهارات والخبرات تضيف للموظف وتفتح مستقبلاً أفضل».
وشهد ثاني أيام المعرض مشاركة واسعة من طلاب المدارس والمواطنات اللاتي حرصن على التوافد إلى المنصات التوظيفية المتنوعة التي يتضمنها المعرض، خلال الفترة النسائية المخصصة لهن من العاشرة صباحاً إلى الثانية من بعد الظهر.
وركّزت معظم جولات المواطنات الباحثات عن فرص توظيفية على المنصات التي توفر مختلف التخصصات، بما فيها التخصصات الفنية الدقيقة، إذ أقبلن بكثافة على منصات تقدم وظائف فنية ومهارية، مثل مجموعة شركات «إيدج»، بجانب منصة «صناعات» التي أتاحت فرصاً وظيفية وتدريبية في مجالات هندسية وفنية متعددة.
وفي إطار الحرص على تقليل الفجوة بين متطلبات سوق العمل والمؤهلات المتوافرة، يستقبل المعرض طلبة من مدارس ثانوية خاصة وحكومية اليوم لمساعدتهم على الحصول على فهم أفضل لسوق العمل والصناعات المتنوعة المطلوبة، من خلال تعريفهم بالشركات المشاركة وطبيعة عملها وأهم الوظائف المطلوبة في سوق العمل والمؤهلات الواجب توافرها فيهم للانضمام إليها. كما يقدم مديرو الموارد البشرية للشركات المشاركة النصائح والمشورة للطلبة حول كيفية إعداد أنفسهم أكاديمياً استعداداً لدخول سوق العمل بكل قوة، وذلك بهدف خلق كوادر مواطنة قادرة على تعزيز سوق العمل والارتقاء بمستوى القوى العاملة المواطنة في الدولة، بما يسهم في تعزيز الاستدامة في مجال التوظيف.
وقال تامر نحاس، مدير معرض توظيف: «إن إشراك طلبة المدارس في المعرض جاء تأسيساً على منتدى الأعمال الاستراتيجي الذي عقدناه في وقت سابق تحت عنوان أفضل الممارسات في التوطين، والذي شارك فيه أكثر من 80 مسؤولاً من الموارد البشرية في مؤسسات حكومية وخاصة رائدة في الدولة، وأجمعوا على ضرورة إشراك طلبة المدارس للتعرف على الفرص الوظيفية التي يقدمها كل قطاع صناعي حتى يتمكنوا من اتخاذ القرار السليم في شأن دراستهم والتخصصات الجامعية المناسبة لتطلعاتهم».
كما شهد اليوم الثاني للمعرض حضوراً لافتاً من الشباب من أصحاب الهمم، للبحث عن فرص عمل مناسبة لهم، حيث أتاحت المؤسسات المشاركة بالمعرض العديد من الفرص الوظيفية، بما يتناسب مع قدراتهم ومؤهلاتهم، كما خصص المعرض بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع مساحة خاصة لتعريف الزوار بمنصة الوزارة الإلكترونية، والتي صممت لتكون وسيطاً لتوظيف أصحاب الهمم، إذ تستهدف إنشاء قاعدة بيانات تجمع المواطنين من هذه الفئة لتعريف جهات العمل بمهاراتهم الوظيفية، من جهة، وتستقبل فرص العمل المتوافرة من جهات العمل لعرضها على المسجلين بالمنصة من جهة أخرى.
وأكدت بشرى الشحي، مديرة التوطين والتوظيف في مصرف أبوظبي الإسلامي، أن المصرف عرض على الزوار أهم الفرص الوظيفية المتاحة في تخصصات مختلفة.
وقالت الشحي: «يوفر المصرف العديد من المزايا للموظفين، منها البرامج التدريبية لتطوير وتعزيز مهارات الموظفين المواطنين، للمساهمة في تشكيل قادة المستقبل في مختلف أقسام المصرف».
وعرض بنك الفجيرة أهم الفرص الوظيفية المتاحة، والخدمات التي يقدمها، إضافة إلى تزويد الزوار بمعلومات عن أهم الشروط الواجب توافرها للالتحاق بالوظائف، وأيضاً المزايا التي تقدم للموظفين، فيما واصل مصرف الإمارات المركزي تقديم العروض التعريفية للمواطنين لليوم الثاني على التوالي، في ستة موضوعات مختلفة هي: مقدمة حول المصرف، وأهم الاستراتيجيات الخاصة به، التخطيط المالي، المنتجات المصرفية، وأخيراً محاضرة توعوية حول الاحتيال المالي.
وضمن مشاركتها في المعرض، واصلت منصة حديقة الحيوانات بالعين في المعرض، لليوم الثاني، استقبال مئات الباحثين عن عمل من الراغبين في التقدم، والاطلاع على الفرص الوظيفية والامتيازات التي تقدمها الحديقة في مجالات مختلفة.
وأكد العميد محمد سعيد الكعبي، مدير إدارة الاختيار والتعيين بقطاع الموارد البشرية في شرطة أبوظبي، أن استراتيجية شرطة أبوظبي تركز على استقطاب الكفاءات المواطنة للعمل في مجالات العمل الشرطي، والاستثمار الأمثل للموارد البشرية الوطنية، وتطويرها.
وأوضح الكعبي أن المشاركة في معارض التوظيف تعزز التواصل بين الشرطة ومؤسسات الدولة العامة والخاصة انطلاقاً من اهتمام شرطة أبوظبي بالعنصر البشري والتعريف بخدماتها وتكاملية أدوارها في الاستقطاب والتعيين المقدمة للمجتمع وفق أفضل الممارسات الشرطية والأمنية لشغل وظائف متخصصة، تماشياً مع سياسة الحكومة في توطين الوظائف.
كشفت وزارة تنمية المجتمع خلال مشاركتها بمعرض أبوظبي للتوظيف عن أن أصحاب الهمم العاملين على مستوى الدولة وفق إحصائية الوزارة حتى نهاية العام الماضي، بلغ عددهم 2089 شخصاً من فئات إعاقة مختلفة، يعملون في وظائف مختلفة ومجالات متنوعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©