هناء الحمادي (أبوظبي)
سمى الأجداد هذه الفترة من السنة بموسم الخير، وكانوا يقولون عنها: «أولها صباغ اللون، وأوسطها طباخ التمر، وآخرها جداد النخل، وحرة الدبس التي تعمل على إسالة الدبس من التمر»، حيث يلاحظ ارتفاع درجات الحرارة التي تتعرض لها المنطقة خلال النصف الأول من سبتمبر، وترتبط باسم «حرة الدبس».
وأوضح إبراهيم الجروان، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك أن «حرة الدبس» تعمل على سرعة إسالة الدبس من التمر، ويطلق عليها أيضاً «حرة المساطيح»، حيث يفرش التمر ليستوي، كما يطلق عليها «وعكة سهيل» أو «وغرة سهيل» لكون الحرارة تكون بعد طلوع نجم سهيل، وعقبها يتم تلمس انكسار شدة الحر، حيث تعتبر آخر فترات الحر، وبعدها تستقر درجات الحرارة العليا نهاراً في عموم مناطق الجزيرة العربية، ثم تبدأ بالانخفاض تدريجياً ووصولاً إلى برودة الفجر في النصف الشمالي من الجزيرة العربية.
وقال إنه في معاجم اللغة جاء من معاني كلمة وغرة، سكون الريح مع شدة الحرارة، وشدة الحر وتوقده، وهذا ما نسميه وغرات سهيل أو وعكات سهيل، مشيراً إلى أنه في هذه الفترة تُرص جربان التمر «أكياس مصنوعة من السعف» فوق بعضها البعض على البخار، «المكان الذي يتم تجميع التمور فيه»، ويتم رصها رأسياً لتشكل ضغطاً، وتتم عملية «التدبيس في المدبسة»، والتي تكون دافئة ومغلقة، حيث تساعد على سرعة إسالة الدبس من التمور وزيادة الكمية المسالة، ويتزامن ذلك مع وقت «صرام النخل»، وهو إزالة العذوق المحملة بالتمر، حيث إن هناك أنواعاً من الرطب تخرف أولاً بأول، وهناك أنواع تترك في النخلة لتستوي تمراً ثم يقطع العذق كاملاً.
وذكر المزارع إبراهيم الحفيتي، أن هذه الفترة منذ القدم بالنسبة له موسم الخير، حيث تبدأ معه رحلة «جراب التمر»، صمام الأمان الذي يحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء للبيت، حيث لم يكن أهل الساحل يركبون البحر لرحلات الصيد والبحث عن اللؤلؤ، لو لم يوجد معهم تمر، وكان الشاب يقدم «جراب السح» أو خزانة التمر، مهراً.