11 مايو 2011 21:56
نظم بيت الشعر في مركز زايد للبحوث والدراسات، التابع لنادي تراث الإمارات، أمس الأول، في مقره، بمارينا البطين في أبوظبي، أمسية شعرية للشاعرة المغربية منى وفيق، قرأت فيها منتخبات من قصائدها في مختلف مراحل تجربتها الشعرية.
وفي تقديمه للأمسية قال الشاعر والروائي الفلسطيني أنور الخطيب «منى وفيق مشاكسة في القصيدة وحادة جداً في موضوعاتها، حيث تبث فرحها وحزنها بجمل شعرية طويلة ولكنها سهلة، وهنا في شعرها تكمن الأنثى بكل جنونها وحنانها، شغفها وولعها، وهدوئها وانعطافاتها المفاجئة، وان الشعر الذي تكتبه يحمل هالات تتأرجح فيها كل الألوان».
واستعرض الخطيب أهم النتاجات الإبداعية للشاعرة منى وفيق، والتي وضعت علاماتها على خريطة الشعر، والقصة المغربية، عبر إصدارها مجموعتين شعريتين، وهما «فانيليا سمراء» و»نيون أحمر»، ومجموعتين قصصيتين، وهما «نعناع» و»شمع وموت».
واستهلت الشاعرة منى وفيق الأمسية بقراءة عدد من القصائد القصيرة والمتوسطة الطول، ولم تقرأ قصائد طويلة، وربما يأتي ذلك بفعل توجه أغلب الشعراء إلى تكثيف قصية النثر في اللمحة العابرة والأثر القوي بعيداً عن الفضفضة في القول الشعري.
وتقول في قصيدتها «تحية للشعراء»:
«الشعراء
يرفعون قلوبهم
رايات بيضاء
انتصاراً».
وتعتمد الشاعرة على المفاجأة في خواتيم قصائدها، حيث تقلب الصورة التي حاولت ترسيخها في القصيدة إلا أنها تناقضها في نهاياتها، وعلى كسر أفق توقع المتلقي، وتشير قصيدة «الشعراء» إلى هؤلاء الذين يرفعون الرايات البيضاء كونها دلالة على الاستسلام بدلالة الفعل «رفع» والصفة «بيضاء» إلا أنها تأتي بما يعاكس الدلالة فلم تقل استسلاماً بل قالت «انتصاراً»، وهي بذلك تكسر قاعدة المألوف إلى ألا مألوف والتوقع إلى ألا توقع.
وتكرس منى وفيق في قصيدة «كوقع صوتي» ظاهرة التكرار في مطالع الأسطر الشعرية عبر عبارة «لا أجيد»، والتي تظل مسيطرة على بناء القصيدة حتى خاتمتها التي تأتي مخالفة بالإثبات «أجيد»، وهذا نمط شعري يتكرر لديها إلا أنه لا يتكرر بصيغة واحدة نمطية بل تراها تنوع ما بين الاختلاف بين الخواتيم والمقدمات وبين التشابه بينهما، ويتكرر ذلك في قصائدها «تحت الثامنة والعشرين»، و«لم يفهمني يوماً»، و«بعد العشق»، و«مجرورة بموال» فتقول: «يوقظنا المطر/ ويهرب/ يوقظنا الموت/ ويهرب/ يوقظنا الحب/ ويهرب/ و/ بين الصحو والنعاس/ كان الإنسان». كما تقول الشاعرة في قصيدتها «الفاعلة بالمفعول، مفعولة بالفاعل»:
ويحدث أن يستقيل مني الدمع وكل الدم
أن تتنكر لي اللغة والنقطة السمراء في بؤبؤ العينين
أن يطير شعر الجلد قبل أن يجف الماء فوقه
أن يحدث لي هذا دون أن أتحدث عنه كثيراً».
وتعد تجربة منى وفيق فتية وغنية بالتجريب والمغامرة ولابد أن تجد لها موطئاً وبصمة مؤثرة ومستقبلية في خريطة الشعر المتغيرة دائماً.
المصدر: أبوظبي