1 ديسمبر 2009 01:30
أشارت النتائج الأولية للاختبارات التي قام بها المركز الدولي للزراعة الملحية، إلى أن سلالات دوار الشمس تتحمل الملوحة بشكل أكبر من البسلة الهندية أو اللوبيا، حيث قام مختبر المركز بإجراء أبحاث ودراسات على 133 سلالة من البسلة الهندية، و100 سلالة من دوار الشمس، و6 سلالات من اللوبيا البلدية، عند مستوى ملوحة يبلغ(20,1 ديسيسيمنز/م).
قام بهذا البحث التطبيقي كل من الدكتور ناندوري راو خبير موارد البذور في المركز، بمساعدة الدكتور محمد شاهد الفني في برنامج المصادر الوراثية النباتية في المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، وقال الدكتور راو إن تحسين تحمل المحاصيل الغذائية والعلفية للملوحة يتطلب زيادة في التنوع الوراثي، وتطوير تقنيات جديدة لاختبارات الملوحة.
وأضاف أنَّ خبراء المركز الدولي استخدموا طريقة مخبرية تتميز ببساطتها وفعاليتها لاختبار تحمل السلالات النباتية للملوحة، وتجاوز العقبات والعوائق، وتعتمد الطريقة على استخدام وسط هلامي بتركيز من .,8-1,.% ، لإجراء اختبارات تأثير الملوحة على الإنبات وقوة التحمل، ويحضر هذا الوسط بإذابة بودرة الأغرة في الماء الساخن، ثم تترك لتبرد قليلا وتسكب في أطباق البتري الخاصة بالاختبارات الخاصة بالبذور الصغيرة.
ويوضح راو إن البسلة الهندية تعتبر أحد مصادر البروتين الهامة في شبه القارة الهندية، وتستخدم علفاً للماشية ومصدراً للطاقة، وتحتوي على معدلات فيتامين سي تفوق بخمس مرات المعدلات المتواجد في البازلاء الخضراء، كما تحتوي على مقدار يتراوح بين 14-24% من البروتين، وتزيد الإنتاجية العلفية للنبات عن 50طن/هكتار سنوياً، عند أتباع طرق الإنتاج المكثفة، وتشكل الأوراق مصدر للمواد العضوية والآزوت، فتبلغ كمية المواد المضافة منها في التربة بحوالي 40 كيلوجرام/هكتار. تستخدم طرق الإنبات المخبرية في ظروف محكمة بشكل واسع لتقييم تحمل السلالات النباتية للملوحة، وهي طرق أثبتت جدواها ولا تتطلب إلا إجراءات بسيطة وسهلة، وتعتبر أكثر الطرق شيوعاً، حيث تزرع البذور في هذه الأطباق فوق طبقة من الأوراق الخاصة بالترشيح والمبللة بمحلول كلور الصوديوم، بدرجات تركيز مختلفة.
هذه الطريقة يمكن أن ينتج عنها تشابك جذور البادرات النامية، مما يعيق فصلها لتقييمها، كما تتبخر المياه منها بسهولة، مما يؤدي إلى تراكم الأملاح فوق أوراق الترشيح المستخدمة وزيادة تركيز المحلول الملحي.
بدوره يقول الدكتور محمد شاهد إن المركز الدولي للزراعة الملحية قد حصل على مجموعة من الطرز الوراثية لنبات البسلة الهندية مكونة من 137 سلالة، تمثل التنوع الوراثي العالمي للنبات، وذلك من المعهد الدولي لبحوث محاصيل المناطق المدارية شبه القاحلة.
ويذكر شاهد أنه تم البدء في زرع هذه السلالات في محطة أبحاث المركز في عام 2006، ورويت بالتنقيط بمياه شبه عذبة، حيث تبلغ ملوحتها 3 ديسيسيمنز/م، وقد ظهرت اختلافات واضحة بين السلالات المزروعة سواء من حيث شكل الورق، أو الأزهار والبذور، وذلك يعود إلى أن المجموعة المنتخبة تمثل تنوعاً وراثياً، يصل لحوالي 13,000 سلالة محفوظة في بنك الأصول الوراثية في إكريسات.
ويفيد الخبراء أن اختبار طرق الزراعة في الوسط الهلامي يعتبر أسهل لاختبارات بذور النباتات، وهي توفر رطوبة مستمرة للنبات طوال فترة الاختبار لتحقيق التجانس، كما تتميز الأغرة بشفافيتها، مما يسهل من دراسة النمو الجذري، وتظل فيها الجذور رطبة لعدة أيام، مما يقلل الحاجة لترطيب الوسط البيئي باستمرار، ويقلل بالتالي من تراكم الأملاح الناتج عن تبخر المحلول الملحي.
وقد زرعت السلالات المتحملة للملوحة بعد ذلك في الحقل لاختبارها، حيث أشارت النتائج الأولية الحقلية إلى تحمل هذه السلالات للملوحة، وأكدت على النتائج التي تم الحصول عليها مخبرياً، وعموما تستخدم الأغرة كوسط إنباتي في زراعة الأنسجة، واختبارات تحمل الملوحة مخبريا للكائنات العضوية والأنسجة والخلايا، ودراسة سمية المواد الكيماوية، وهي أيضا تعتبر وسطاً معقماً لتحقيق التجانس في إنبات البذور، وخصوصا تلك الأصناف التي تحتاج إلى فترة إنبات طويلة نسبياً
المصدر: دبي