يمهد تزايد عدد الفنادق الجديدة وقيد الإنشاء في أبوظبي لتراجع أسعار الغرف، ويعزز قدرة القطاع على تلبية الطلب المتزايد على الخدمة السياحية في الإمارة التي تستقبل 1.5 مليون نزيل العام الحالي، بحسب خبراء.
وقدر خبراء وعاملون في القطاع السياحي أن يتطلب الأمر 3 أعوام، إلى حين إنجاز جميع الفنادق قيد الإنشاء، التي ستضيف إلى أبوظبي 17 ألف غرفة فندقية بحلول العام 2011.
وقال ناصر النويس رئيس مجلس إدارة “مجموعة روتانا” للفنادق إن زيادة عدد الغرف الفندقية خلال السنوات الثلاث المقبلة سيساهم في زيادة المنافسة بين الفنادق، ما يجعلها تقدم عروضاً على أسعار الغرف.
وأكد أن ارتفاع المعروض من الفنادق مقابل العرض سيساهم في انخفاض الأسعار، مشيراً إلى أن هذا “وضع طبيعي”، بينما يقل المعروض عن الطلب في أبوظبي الوقت الحالي.
وكانت هيئة أبوظبي للسياحة أكدت في وقت سابق أن عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء يبلغ 17 ألف غرفة، منها 10 آلاف غرفة قيد الإنشاء سيتم تسليم بعضها العام الحالي والبقية العام المقبل، فيما سيصار إلى تسليم 7 آلاف غرفة خلال العام 2011.
وتشير تقارير عالمية مستقلة إلى أن متوسط سعر الغرفة في أبوظبي يعتبر الأعلى في الشرق الأوسط، وتنافسها في ذلك دبي، الأمر الذي يرجعه خبراء في القطاع إلى تفوق حجم الطلب على العدد المعروض من الغرف.
ومؤخراً، حلّت أبوظبي في المركز الثاني ضمن أغلى 10 مدن في العالم، من حيث أسعار الغرف الفندقية خلال النصف الأول من العام الجاري بمتوسط بلغ نحو 253.4 جنيه استرليني (1390 درهماً)، متقدمة 7 مراكز عن ترتيب العام الماضي، بحسب دراسة حديثة أعدتها مؤسسة هوج روبنسون جروب البريطانية.
وقالت الدراسة وقتذاك إن أبوظبي جاءت المدينة الوحيدة التي حققت أسعار الغرف بها نمواً بـ5%، وكانت العاصمة الروسية موسكو تصدرت القائمة مجدداً، بينما جاءت باريس في المركز الثالث، تلتها مدينة نيويورك رابعة بـ 200 جنيه استرليني للغرفة.
وتقدر مصادر في القطاع عدد الغرف الفندقية في أبوظبي حالياً بنحو 13 ألف غرفة.
ومن جهته، أكد هاني خورشيد سكرتير عام مجلس رجال أعمال السفر والسياحة (أتاك) أن أسعار الفنادق في أبوظبي ستنخفض بالمعدل مع افتتاح عدد كبير من الفنادق خلال السنوات الثلاث المقبلة، لا سيما في ظل احتدام المنافسة بين الفنادق.
وشدد على أن انخفاض أسعار الغرف الفندقية في أبوظبي ينعكس إيجاباً على وكلاء السفر والسياحة، حيث يواجهون في الوقت الراهن صعوبة في إيجاد غرف فندقية للعدد المتنامي من السياح، الأمر الذي شكل عائقاً أمام استقطاب عدد كبير من السياح.
وقال إن 80% من التحديات التي تواجهها شركات السياحة والسفر هي نقص الغرف الفندقية مقارنة بالطلب من الحجوزات من خارج الدولة، وبالتالي ترتفع الأسعار.
واتفق رئيس تحرير مجلة “أسفار” السياحية إبراهيم الذهلي مع سابقيه حول انخفاض أسعار الغرف مستقبلاً.
وأكد أن أبوظبي بحاجة إلى الغرف الفندقية لتلبية الطلب المتزايد على السياحة.
وبين أن أوقات الذروة بالنسبة للطلب السياحي، والمتمثلة في المعارض والمؤتمرات الضخمة، يعاني القطاع السياحي من نقص الغرف. وقال إن جهود هيئة أبوظبي للسياحة في الحد من ارتفاع أسعار الغرف الفندقية خلال المعارض والأحداث الهامة كـ”الفورمولا وان” ساهم بشكل رئيسي في جعل الأسعار مناسبة.
وحددت هيئة أبوظبي للسياحة أسعار فنادق أبوظبي، إضافة إلى فنادق جزيرة ياس خلال سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا- 1 الذي ستحتضنه جزيرة ياس نهاية الشهر الحالي.
ويأتي ذلك تماشيا مع قرار الهيئة الذي أعلنت عنه في السابق المتمثل في تنظيم أسعار الغرف الفندقية خلال الفعاليات والمعارض الكبرى في أبوظبي، بعد طلبات متكررة من قطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض والاجتماعات الذي عبر عن مخاوفه بشأن الزيادة المتصاعدة في أسعار الغرف الفندقية التي شهدتها بعض الفنادق أثناء إقامة الفعاليات الكبرى في العاصمة أبوظبي.
وتستعد هيئة أبوظبي للسياحة لحدثين ضخمين خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إضافة إلى خططها المعتادة من الفعاليات الكبرى، وهما سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 2009 وهو حدث عالمي بكل المقاييس، فضلاً عن بطولة كأس العالم للأندية في ديسمبر.
ومن المتوقع استقطاب عدد كبير من الحضور لمشاهدة هذين الحدثين مباشرة للمواطنين والمقيمين في الإمارة والإمارات المجاورة، إضافة إلى أبناء دول مجلس التعاون الخليجي والزوار القادمين من أنحاء العالم ووسائل الإعلام والمنظمين.
ويرى مسؤولون في القطاع السياحي أن اعتدال الطقس واستضافة إمارة أبوظبي عدداً من الفعاليات العالمية خلال الربع الأخير من العام الحالي، سيرفعان نسب إشغال الفنادق إلى 100%.
عدد اليوم
