الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العلاج بالفن».. كيف نعيد اكتشاف ذواتنا بالألوان؟

«العلاج بالفن».. كيف نعيد اكتشاف ذواتنا بالألوان؟
2 يونيو 2019 02:20

نوف الموسى (دبي)

يقدم شهر رمضان المبارك مساحة تأملية، لخوض تجربة مباشرة وحيّة مع الصحة النفسية والعقلية وبالأخص الجسدية، فالأخير يعيد تركيز وعي الفرد نحو التحولات الفيزيائية لمتغيرات حجم ونوعية الأغذية، وتأثيرها على إنتاج الطاقة في الجسم، وتفصيلها بتجاه مسارات تدعم حالة «المشاعر» النفسية، وارتباطها بالمحتوى غير الواعي المتمثل بالمخاوف والإنهاك والقلق المستمر، وجّل ما يستنزف الإنسان فكرياً ومعنوياً. والمناقشة المستمرة حول طرق علمية وإبداعية، لممارسة القدرة على تجاوز تحديات الإنسان مع نفسه، وصولاً إلى اهتمام حقيقي بـ «الذات»، إحدى أهم الفرص التي يوفرها الشهر الفضيل، كما أوضحت كاميليا دسبالي القائمة على برنامج استوديو «The Jamjardubai» الفني، بدبي، في حوارها لـ «الاتحاد»، ما جعلهم يعقدون حلقة نقاشية مفتوحة، لمختلف الجنسيات والثقافات والأديان، تضمنتها ورشة تلقي الضوء على «الفن»، باعتباره ممارسة علاجية، تتماهى مع البعد الروحي للإنسان، وتمارس سُكون المواجهة مع النفس، أمام لوحة بيضاء، يُستخدم فيها اللون، للتعبير عن ما نجهله في ذواتنا، ولا يشترط فيه أن نكون موهوبين أو فنانين، بل مستعدين للبوح وطرح الأسئلة في بيئة آمنة، بعيداً عن إطلاق الأحكام المسبقة على أفكارنا وسلوكياتنا ومعتقداتنا الفكرية والدينية والأخلاقية والإنسانية.
شارك متخصصون في مجال العلاج بالفن أو ما يعرف بـ «Art THERAPY»، في الجلسة النقاشية، الشبيه بالملتقيات الرمضانية، المهتمة بالتباحث حول القيم والمعتقدات وقبول الاختلاف والتسامح وروحانية التواصل مع الذات، منطلقين في التجارب العلمية للورشة بأسئلة نوعية أبرزها: «ما هو تعريفك للحواجز في حياتك، كيف تتصورها، وما هو الرمز/‏‏‏الشكل الذي ستختاره للتعبير عنها؟»، في تلك اللحظة انطلق المشاركون، نحو لوحاتهم، وبدؤوا بالتفاعل معها تدريجياً، برز اللون الأحمر والأصفر والأزرق بوضح تام، مؤكدة حول ذلك كاميليا دسبالي، أن ما يحدث مع الأشخاص، هو ارتباط كليّ مع اللوحة أو حتى المنحوتة، في حالة استخدام وسائط فنية أخرى، والانسجام يكون فيزيائياً، بالدخول إلى الحالة الإبداعية، فيها يتوقف الشخص تماماً عن التفكير والتحليل وتفسير كل ما يدور من حوله.
من بين القيم الأسمى، التي يتمثل فيها «شهر رمضان»، هي الوصول إلى «التوازن» النفسي والعقلي والمادي، من خلال فهم طبيعة التحولات داخل النفس البشرية، ومنها تأتي أهمية فهم ردود فعل المشاركين في الورشة، وإدراك ما إذا يمكن إضفاء ممارسة الفن، كجزء من أسلوب حياتنا في الشهر الفضيل، مثل حضور «رياضة المشي». وجاءت إحدى المداخلات عبر سيدة مشاركة في الورشة، أوضحت فيها صعوبة التعبير عن تحدياتها الداخلية وتجسيدها في اللوحة، خوفاً من أن يتم الحكم عليها من قبل الآخرين حول ما تود رسمه. وفي هذا السياق، أشارت مريم الحلواني المتخصصة في العلاج بالفن إلى ضرورة جاهزية المدربين في هذه الورش النوعية، بالالتزام بمهارة واحترافية عالية تستوعب حاجات المشاركين، من خلال قدرتهم على بناء الثقة، وتهيئة بيئة حوار مطمئنة، تتيح للمتلقي حرية أكبر في التعبير عن نفسه. العمل ضمن مجموعات، إحدى المظاهر الاجتماعية الأبرز في «شهر رمضان»، وهي كذلك ما ارتكزت عليه أهداف الورشة، وهو إحداث التواصل المجتمعي، بأن يلتقي الجميع وسط هالة نقاش ممتدة. فمن جهتها اعتبرت نتاليا جوميز، متخصص في العلاج بالفن، أنهم لا يكتفون بتقديم الورش في الغاليرهات الفنية، بل إنها رحلة مستمرة، نحو المستشفيات والمدارس وغيرها. وكان السؤال الثاني الذي تم طرحه في الورشة للمشاركين وهو: «أن يعود المشارك للوحة، التي جسدت شكل الحاجز في داخله، ويرى ما الذي يمكن أن يغيره، وكيف يعيد بناء صورته لنفسه مجدداً؟»، وفي نفس الصدد، أوضحت سارة بويل، متخصصة في العلاج بالفن، أن الفن يقدم وسيلة لتطوير اللغة البصرية، وطبيعة تلك الورش، تبدل الصورة النمطية في أن الإبداع هو لناس معينين، بل هو احتفاء بكل شخص وإبداعه الخاص فيه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©