الأربعاء 27 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بدرية الجابر.. صاحبة الهمة معلمة الصم

بدرية الجابر.. صاحبة الهمة معلمة الصم
29 مايو 2019 00:01

هناء الحمادي (أبوظبي)

بدرية الجابر، امرأة صماء أخت من بيت 5 أخوة من الذكور والإناث، تحدت الصعاب، واستطاعت أن تكمل مسيرتها التعليمية، لتصبح مدرسة لغة إشارة بوزارة تنمية المجتمع في مركز دبي لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم، وإدارية أصحاب الهمم السمعية بنادي دبي لأصحاب الهمم.
استطاعت أن تحتوى زميلاتها الصم من الإناث، فكانت لهن الأم والأخت الكبرى لتقودهن لما هو صحيح في الحياة، تميزت واجتهدت إلى أن تم اختيارها لتصبح عضو بالمجلس الاستشاري لأصحاب الهمم لأول مرة «امرأة صماء» وهذا جعلها أكثر قوة وعطاء.
هي الأخت، الأم، الزوجة، الصديقة، المعلمة، حيث التحقت بمركز دبي لتأهيل المعاقين لتعمل موظفة إلى أن بدأ هدفها في التحقق، حيث شكل هذا لها دافعاً قوياً للاستمرار، لكي تثبت للجميع أن الشخص الأصم لا تنتقص إعاقته من تحقيق أهدافه وأنه لا بد أن يتم تحقيق المساواة له بأقرانه في المجتمع.
أكملت بدرية دراسة الصف التاسع في عمر 16 عاماً وتهيأت الفرص كي تثبت جدارتها في المجتمع وتوجهت إلى طلب الوظيفة في عمر 18 عاماً بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية «حالياً وزارة تنمية المجتمع» بمهنة الطباعة ثم إدارة البريد، ومن ثم إلى كاتب أول، تحدت خلالها الموظفة نفسها وأصرت على التسجيل في العديد من الدورات والمهارات الوظيفية إلى أن تم نقلها إلى العمل عام 2007 مدرسة حاسوب للصم، ثم إلى مدرسة تربية خاصة بمركز دبي لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم.
وفي عام 2004، انضمت بدرية إلى عضوية نادي دبي لأصحاب الهمم، وتم اختيارها عام 2009 لإدارة الشؤون الثقافية والرياضية لفتيات الإعاقة السمعية، وتم تكريمها ضمن مبادرة أوائل الإمارات «أول معلمة إماراتية للصم»، ساهمت في دمج الصم في المدارس الحكومية، وتولت منصب رئيسة لجنة الرياضة النسائية للصم، وعضوية لجنة اختبار مزاولي مهنة مترجمي لغة الإشارة.
وتعمل بدرية مع مجموعة من الصم وبالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع منذ عام 2013 حتى الآن، وعملت على إنشاء ووضع أول قاموس إشاري إماراتي، وتكمل حالياً تحصيلها الأكاديمي لنيل دبلوم إدارة الأعمال ضمن مبادرة تمكين في المدينة الأكاديمية.

شهر القرآن
الجابر شخصية قيادية استطاعت خلال السنوات من تحقيق الهدف الذي تسعى، تميزت وامتازت وتفوقت في الكثير من المهام التي كلفت لها، واستحقت أن تكون مدرسة لغة إشارة بمركز دبي لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم - وزارة تنمية المجتمع.
وبرغم المهام المكلفة بها، تعيش بدرية الجابر أيام جميلة وروحانية في شهر رمضان الكريم، وتقول عن ذلك «رمضان شهر القرآن ودائماً أحرص على حث أبنائي بأهميه الصيام والإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل أنسق مع طلابي بالمركز وأخواتي الصم بنادي دبي لأصحاب الهمم للقيام بتنظيم محاضرات دينيه تحت عنوان «ملتقى أصحاب الهمم السمعية - روحانيات رمصانية»، وهذا الملتقى ينظم سنوياً، أيضاً فعالية «تهادوا تحابوا».
وتشعر الجابر في شهر رمضان بنوع من الدفء الأسرى والعائلي، حيث تحرص دائماً على التجمع مع الأسرة والأصدقاء في شهر رمضان، ولا يكتمل ذلك التجمع إلا من خلال مبادرة «تهادوا تحابوا» بتوزيع الهدايا على أفراد العائلة، مما يؤثر ذلك بالإيجاب على الأسرة وإضفاء جو من السعادة والفرحة.
ولفتت إلى أن دعم القيادة الرشيدة بترشحها لتصبح عضو المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم أعطاها الدافع والتحفيز لإظهار دور المرأة الصماء في المجتمع وتوصيل صوتها لحل المشاكل والعقبات التي تواجهها في المجتمع، وقالت: «يعتبر هذا التحفيز قوة لي تدفعني دائماً للأمام، وحصولي على جائزة أوائل الإمارات كأول إماراتية صماء وسام على صدري وأعطى مجتمع الصم الأمل والدافع للعمل الجاد والتميز».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©