الجمعة 1 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنهم يسرقون كل شيء..!

16 مايو 2010 22:39
(1)“مصيبة.. كارثة.. فضيحة”، اختاروا ما شئتم من هذه الكلمات الثلاث وضعوها عنواناً لما سيأتي من “خزي”، وربما تضطرون لاستخدامها كلها، لا بأس فالموقف يستدعي القيام بذلك فعلاً في زمن يعج بالسارقين والمزيفين وقراصنة الفن على امتداد الخريطة العربية. (2) بدأت الأمور بالتقليد أحياناً.. وشراء الأفكار أحياناً أخرى.. وشيئاً فشيئاً استفحل المرض وانتشر الوباء حتى صارت “السرقة” الأب الشرعي لكل ما يتمخض عنه “رحم” الفن العربي. (3) إنهم يسرقون كل شيء من بعضهم بعضاً - هكذا جرت العادة - وحين تحوّل العالم إلى قرية كونية صغيرة أصبحت السرقة من البعض الآخر تصرفاً يسيراً بما يكفي لاستغفالنا والضحك علينا والسخرية من قدرتنا على تقصي الحقيقة واقتفاء أثرها. (4) إنه أمر مهين حقاً.. وعلامة من علامات الجهل المبين.. وطريقة فجة لمنحنا بعض الازدراء الذي لا نستحقه..! (5) فحين يعجز رسام كاريكاتير عن السخرية مما يحدث داخل المجتمع الذي يعيش فيه والتعليق عليه بنكتة يومية مرسومة، ثم يتجرأ على سرقة مواطن أميركي دون أن يخجل من أحد، ودون أن يستحي - من نفسه على الأقل -.. فإن الأمر سيبدو محبطاً ومؤذياً وغير قابل لغض البصر..! (6) صار في الفن العربي بؤرة يقطنها زمرة من اللصوص لا يتوانون عن سرقة أي شيء..! كل ما عليهم فقط هو تصفح الانترنت.. ومشاهدة القنوات الأميركية وأفلام هوليوود والإنصات إلى الأغاني “الغربية والهندية والتركية والإيرانية” ففيها رزق وفير.. وإن انتشر خبر “الجريمة الفكرية” فعلى المسروقين اللجوء إلى القضاء الذي لن يأبه بهم..! وعلينا نحن “معشر الرافضين لهذا الانتهاك السيء” اللجوء إلى ما تبقى من الكرامة والعض عليها بالنواجذ. (7) وما فعله “بعض” رسامي الكاريكاتير في السعودية - بحسب وشاية الإنترنت - غلطة متعمدة لا يمكن السكوت عنها لأن فيها تقليلاً من شأننا.. واستهزاء بنا.. وتقزيماً فاحشاً لنا أمام الآخرين. (8) أحدهما سرق (16) كاريكاتيراً.. والآخر سرق واحداً.. “وما خفي كان أعظم”، تعرض علينا وكأنها لهما.. ثم يختبئان منا في ظلام الخطيئة.. الآن وقد بانت عورة ما اقترفاه في أي كذبة سيختبئان؟! (9) الاعتراف بالحقيقة.. ثم الاعتذار سيحميهما من شر النفس الأمّارة بالسوء.. سيحميهما أيضاً من غضب الناس وردة الفعل الساخطة. alfheed@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©