هناء الحمادي (أبوظبي)
يمثل جناح أفغانستان مشهداً نابضاً بالحياة لدولة تقع في آسيا الوسطى، وتحدها الجبال والسهول والوديان من كل مكان، وعرفت في التاريخ بكونها إحدى نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير والهجرات البشرية.
ويحمل الجناح بعضاً من ثقافتهم وعاداتهم وتاريخهم، وخلال مهرجان الشيخ زايد سعى المشاركون إلى إعطاء صورة عن شعب أفغانستان لا تنفصل عن تراثه، حيث تنوعت المحلات بتقديم الملابس التقليدية التي تمثل الفلكلور بتبايناته القبلية، إضافة إلى معروضات الجلد الطبيعي والصوف والأكسسوارات الفضية التي توزعت بشكل كثيف، فضلاً عن المكسرات التي يفتخر بها شعب أفغانستان، باعتبارها الأفضل عالمياً.
كل من يزور مهرجان الشيخ زايد لا بد أن يتوقف عند حضارة أفغانستان، تلك الدولة التي تمتلك الكثير من المنتجات فمن الماشية يأتي الطعام، ومن جلود الحيوانات تأتي التدفئة والملبس في شتاء هذا البلد، وتمتاز الملابس الأفغانية المصنوعة من الجلد الطبيعي والتي تعرض في الجناح، بكونها التدفئة المثالية لهزم الصقيع والجليد وعنوان لموضة عريقة قد تحاكي العصر.
الشال الأفغاني
ولمحبي الموضة، وخاصة «الشالات الشتوية الأفغانية»، لا بد أن يتوقف عند محل رقم 8 الذي يشتهر ببيع الكثير من الشالات الشتوية التقليدية والتي صنعت بحب بأيدي المهرة من الصناع، حيث يقول نصير أحمد الذي يشارك في مهرجان الشيخ زايد، من انطلاقة في الدورة الأولى وحتى الآن: تشتهر أفغانستان بالكثير من الصناعات المحلية، لكن تظل الشالات الأفغانية محط إعجاب الكثير وخاصة في مهرجان الشيخ زايد في الوثبة، حيث يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار لاقتناء الكثير من الشالات التي تمتاز بالبراعة والدقة في الزخارف الصغيرة المنسوجة والتطريزات الجميلة التي تتمازج فيها الألوان مع بعضها البعض، مبيناً أن أسعار الشالات تتفاوت حسب نوع التطريز واللون والأقمشة، التي تكون إما من أقمشة التورمة أو الكشمير، لكن رغم أسعارها المختلفة، فإن الكثير من الشباب يقبل على شرائها وارتدائها في مثل هذا الموسم الذي يشتهر بالبرودة، وأحياناً البعض منهم يجد الشال السادة هو الأجمل، وآخرون يجدون المطرز بالنقوش هو الأفضل، بينما الشماغ المصنوع يدوياً يظل له طلب آخر من الزبائن، لأنه مصنوع من خيوط طبيعية صنعت باليد.
اللوز الجبلي
تشتهر أفغانستان بزراعة القمح والحبوب وأنواع المكسرات والفاكهة التي تعرض مجففة ويتباهى بجودتها العارضون في الجناح الأفغاني، حيث يقول توريالي صادقي: تتنوع المكسرات في الجناح الأفغاني، وكل زبون يجد مراده في الجناح، فمن يعشق تناول المكسرات سيجد ضالته في اختيار ما يناسبه من المكسرات الشهية.. ويضيف: اللوز الجبلي يتميز بحباته الصغيرة وفوائده الكثيرة والأطيب هو الـ «نُقل» وهي الحلوى الأفغانية الشهيرة والمكونة من اللوز المغطى بحلوى السكر. ولا بد من تجربة الصنوبر الأفغاني بحباته الطويلة بالقشر، والجوز وأنواع التوت المجفف، الأبيض منه والأسود، والمشمش والزبيب الأسود والأخضر، إلى جانب التين والفستق وغيره مما تنبت الأرض من بقول وأطايب الثمار، أيضاً لمحبي التين تنوعت بأحجامها الكبيرة والصغيرة التي يزداد الإقبال على شرائها من الزبائن، ويتوفر في الجناح البيذام الجبلي ذات المذاق الجميل.
ويضيف سعيد مهديان: نظراً لعمق وأهمية الزعفران في حياة الكثير من الشعوب، فإنه يظل عنصراً جمالياً ومادة منكهة في الأطعمة ومازال متربعاً علي عرش التوابل، ولا يخلو أي منزل منه، على الرغم من سعرة الباهظ، حيث يقول: «تم استخدام الزعفران الذي يعد من أغلى أنواع التوابل في العالم كمادة منكهة، ولفت إلى أن الزعفران مكون رئيس في إعداد المأكولات، كالأرز وبعض الحلويات، ويجب استخدام كميات قليلة منه، ليس فقط بسبب تكلفته المرتفعة، ولكن استخدام الكثير منه يغير من الطعم.
خيوط ملونة
عند الاقتراب من المحل رقم «9» لمحبي أزياء أفغانستان، فتتنوع الكثير من الأزياء بنقوشها الجميلة والمرايات التي تزينها الفساتين لتضفي جمالاً على الملابس الأفغانية، يقول عبد المعين حاجي: يتسم الكشك بتنوع الملابس التي تتصف بالكثير من الجمال، مطرزة بالخيوط الملونة والزري، ويضيف: إلى جانب الملابس الملونة لا بد أن ترتدي الكثير من النساء الحلي الفضية والأكسسوارات التي تزيد جمالاً وأناقة للمرأة، وكل من يقترب من الكشك لا بد أن تقع عيناه على القطع الفضية الغريبة الشكل، كالخواتم والخلاخيل الثقيلة وقلادات يزيد وزنها عدة كيلوجرامات. ورغم ثقل الحلي وغرابتها، فإنها تعكس شخصية المرأة التي ما زالت تهتم بأناقتها وجمالها.
الزي الأفغاني
وتذكر لطيفة عبدالله «ربة منزل» أنها تزور مهرجان الشيخ زايد في الوثبة باستمرار، حيث تتنوع فيها الكثير من الأجنحة، لكن ما يلفت انتباهها هو الشال الشتوي الذي عادة ما تحب شراءه لأبنائها، مشيرة إلى أن جناح أفغانستان يتميز بالشال المصنوع يدوياً، حيث تتنوع نقوشه وزخارفه، وغالباً ما تكون أقمشته طبيعية 100%.
وترى ندى إبراهيم المرزوقي «موظفة» أن الجناح يزداد بالأزياء الأفغانستانية من الجلابية المصنعة من قماش «اللولان»، والفساتين الملونة، إلى اللباس المصنع من قماش «الشعرة» ذي الخيوط الحريرية الممزوجة بالقطن.