1 يناير 2011 01:14
ارتفعت مياه الفيضانات التي اجتاحت شمال شرق أستراليا وغطت أمس مساحة تزيد على مساحة فرنسا وألمانيا معا حيث غمرت 22 بلدة وأدت إلى تقطع السبل بنحو 200 ألف شخص وتسببت بخسائر اقتصادية بمليارات الدولارات. وأغلقت الفيضانات واحدا من موانئ تصدير السكر الرئيسية في البلاد.
ولكن وبعكس هذه الفيضانات تسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف باندلاع حرائق غابات وفي ولايتي فيكتوريا وجنوب القارة، وحذرت السلطات من إمكانية اندلاع حرائق «كارثية» .
وتسببت الفيضانات بالفعل في إغلاق مناجم الفحم الرئيسية في ولاية كوينزلاند وإغلاق أكبر ميناء لتصدير الفحم فيها. وتعتبر الفيضانات التي تشهدها أستراليا حاليا الأسوأ منذ نحو نصف قرن ونجمت عن ظاهرة الطقس التي تعرف باسم «النينيا» التي رفعت برودة المياه في شرق المحيط الهادي وتسببت في هطول أمطار غزيرة على شمال شرق استراليا على مدى الأسبوعين الماضيين.
وقالت آنا بلاي رئيسة حكومة ولاية كوينزلاند للصحفيين أمس «هذه الكارثة لم تنته. «الآن لدينا 22 بلدة أو مدينة إما غمرتها مياه الفيضانات وإما عزلتها. وهذا يمثل نحو 200 ألف شخص في منطقة مساحتها تزيد على مساحة فرنسا وألمانيا معا».
وتفقدت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد مدينة باندابرج المنتجة للسكر التي اجتاحتها الفيضانات والتي أغلقت ميناءها أمس بعد أن دفعت مياه الفيضانات الحطام في مسارات السفن وأتلفت إشارات الملاحة. وقالت جيلارد وهي تعلن عن مساهمة الحكومة بمليون دولار أسترالي (مليون دولار أميركي) في المناشدة التي أطلقت لجمع المساعدات والتي حققت حتى الآن ستة ملايين دولار أسترالي «هذه كارثة طبيعية في كوينزلاند كلها».
وفي ولايتي فيكتوريا وجنوب استراليا تسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في اندلاع حرائق غابات. وحذرت السلطات من إمكانية اندلاع حرائق «كارثية» إذا تفاقمت الأحوال وطلبت من المسافرين في عطلات الاستعداد لإجلائهم في حالة الضرورة. وتمكن رجال الإطفاء من احتواء حرائق صغيرة الليلة الماضية وساعدهم على ذلك تراجع درجات الحرارة لكن خبراء الأرصاد توقعوا أن ترتفع الحرارة مجددا الى أكثر من 40 درجة مئوية خلال الأيام القليلة القادمة.
وتسببت عاصفة تاشا الاستوائية بفيضانات واسعة خلال فترة الأعياد في المنطقة المهمة اقتصاديا القريبة من مدينة بريزبن حيث وصل منسوب المياه في الأنهار الى مستويات غير مسبوقة فيما استمر هطول المطر غزيرا.
وفي الوقت الذي يستمر فيه ارتفاع منسوب المياه، غمرت الفيضانات 22 مدينة تقريبا. ويعتبر أربعة الاف منزل في روكهامبتون (شمال بريزبن) مهددا بالمياه. وأعلن رئيس بلدية روكهامبتون براد كارتر أن «الشرطة ستأمر سكان المناطق المنكوبة بمغادرة منازلهم». واختفت المتاجر والمنازل تحت المياه مما ارغم السكان على التنقل بواسطة قوارب صغيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفي ايمرالد، قامت مروحيات تابعة للجيش بإجلاء قسم من السكان البالغ عددهم 11 ألفا كما ألقت اليهم بمواد غذائية في الوقت الذي غمرت فيه المياه 80% من البلدة.
وصدرت الأوامر بإخلاء مدينة «كونداماين» بالكامل، لكن بعض السكان رفضوا المغادرة، إما لأنهم يخشون من النهب أو أنهم ليسوا مستعدين لترك حيواناتهم الأليفة.
وقدرت رئيسة وزراء مقاطعة كوينزلاند آن بلاي كلفة الكارثة «التي لا سابق لها» بمليارات الدولارات.
وأمس، اغلق مرفأ بوندابرج بسبب الحطام الذي يعيق الوصول اليه ومن المفترض ان يتم ايضا اغلاق مطار روكهامبتون خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتواجه مجموعتا «ريو تينتو» و»بي اتش بي بيليتون» للمناجم مشاكل انتاج. وتؤمن مناجم هاتين المجموعتين ربع صادرات أستراليا من فحم الكوك، خصوصا إلى آسيا.
وتخشى السلطات من جهة اخرى، ارتفاعا مفاجئا لأسعار الموز والمانجو والسكر بسبب الأضرار التي ألحقت بالعديد من المحاصيل. كما تخشى حصول نقص في المواد الغذائية في بعض المناطق المعزولة بالإضافة الى انتشار أوبئة إذا استخدم السكان مياها غير صالحة للشرب. وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية تشكل إعصار آخر قبالة الساحل الغربي في الجانب الآخر من البلاد.
المصدر: سيدني