إبراهيم سليم (أبوظبي)
اختتمت أمس فعاليات منتدى أفكار أبوظبي في جامعة «نيويورك أبوظبي»، الذي نظمته شركة «تمكين» المؤسسة المعنية بتقديم مشاريع لتحقيق رؤية أبوظبي في التطور القائم على المعرفة من أجل إثراء المشهد الاجتماعي والثقافي والتعليمي في الإمارة، وذلك بالتعاون مع معهد أسبن، وهو مؤسسة تُعنى بالدراسات التعليمية والسياسية وتتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقراً لها، حيث عقدت أمس 8 جلسات متنوعة تناولت العديد من الموضوعات، منها الفضاء الإلكتروني والثقوب السوداء، والهجمات الإلكترونية وعمليات القرصنة، ومستقبل النقل والمواصلات وغيرها من القضايا المهمة.
وتناولت الجلسات موضوع تقنية «الهايبرلوب» الحديثة في العالم، حيث تحدث جوش جيغل المؤسس المشارك والمدير التقني لشركة «فيرجن هايبرلوب ون». الهايبرلوب، كفكرة ومساهمتها في مستقبل النقل، مشيراً إلى أن العديد من الأعمال الهندسية والتقنية العظيمة على مر التاريخ وعلى مستوى العالم كانت مرفوضة في بدايتها، كما تحدث عن منافع تقنية الهايبرلوب التي تتيح السفر لمسافة أطول بـ 10 مرات خلال الوقت ذاته، بحيث يمكن مثلاً السفر بين أبوظبي والرياض في غضون 48 دقيقة بالمقارنة مع 8.5 ساعة، مؤكدا أنها ستوفر آفاقًا هائلة لمنطقة الخليج العربي وتحقق انتعاشاً في الناتج المحلي الإجمالي وتحوّل المنطقة إلى قوة تصنيعية في طليعة سلسلة التوريد العالمية لتقنية الهايبرلوب الجديدة.
وتطرّق جيغل بالتفصيل إلى كيفية عمل التقنية المستحدثة، حيث يمثل الهايبرلوب وسيلة وفئة نقل جديدة بالكامل تنقل الأشخاص والبضائع بسرعة وأمان حسب الطلب وبشكل مباشر من نقطة إلى أخرى. وتعمل شركة «فيرجن هايبرلوب ون» على تحويل هذه الفكرة إلى حقيقة، وهي الشركة الوحيدة التي نجحت في وضع هذه التقنية موضع التنفيذ. فمع الهايبرلوب يمكن للمركبات التي تدعى «الحجرات» الانزلاق بآلية الرفع الكهربائي المغناطيسي من دون أي تماس لتصل إلى سرعة الطائرات باستخدام محرك الشركة الكهربائي الخطي الخاص. وستوفر الحجرات التي تتسع لنحو 16-28 راكباً رحلات مباشرة من نقاط الانطلاق إلى الوجهات بتواتر عالٍ لتنقل أكثر من 12 ألف راكب في الساعة في كلا الاتجاهين، علماً أنه بإمكان هذا النظام إعادة تحديد حجم أسطول الحجرات المتاح للنقل بحيث يتوافق مع حجم الطلب عليه.
وختم جيغل حديثه بالتأكيد على أنه حينما تصبح تقنية الهايبرلوب متاحة في نهاية المطاف كوسيلة نقل جديدة كلياً، سيكون لها أثر أكبر بكثير من مجرد الانتقال من نقطة إلى أخرى بسرعة وكفاءة استثنائيتين، ذلك أنها ستفسح آفاقاً اقتصادية واجتماعية وبشرية هائلة بكسرها حواجز المسافة والزمن من أساسها.
وخصص الملتقى جلسة لمناقشة مستقبل النقل والمواصلات تناولت الدخول في العصر المتسارع للمواصلات والنقل، والذي يعد تحدياً عالمياً، وتحول أسرع وأبعد للجميع، في مستقبل النقل والمواصلات، وأنه بات من الضروري معرفة حدوث ثورة في الطرق التي نتنقّل بها بدءاً من السيارات ذاتية القيادة، وصولاً إلى المركبات الفضائية التجارية وحتى السفر عن طريق الهايبرلوب. وناقش هذا المسار ما إذا كانت التكنولوجيات المستقبلية التي ترتكز عليها هذه الثورة قابلة للتطبيق، وكذلك أثرها المحتمل والتحديات التي تطرحها في ظلّ ارتفاع عدد السكان وتغير المناخ والازدحام الحضاري.
وتحدث فيك كاشوريا، الرئيس التنفيذي لشركة «سبايك إيروسبايس» عن مستقبل الطيران في جلسة بعنوان «الطائرات الأسرع من الصوت: مستقبل الطيران القريب.. نقل مستدام ومسؤول ورائد» تناول خلالها أهمية النقل وتأثيره على الإنسان وطموحاته من خلال تجربته الشخصية، ومساهمة النقل السريع والموثوق والآمن في تغيير العالم وتقريبه. كما تناولت الجلسات الفضاء الإلكتروني وتهديداته واستراتيجياته، وهل أصبح ساحة لحرب جديدة؟ وناقش المشاركون النمو الهائل في الاتصال بالإنترنت من الهواتف والمنازل إلى شركات المرافق والحكومات - إلى خلق عالم خفي شاسع من الأخطار والتهديدات للسلامة الشخصية والوطنية. كما تناولت الجلسة الهجمات الإلكترونية وعمليات القرصنة التي تضرُّ بالملكية الفكرية الخاصة للشركات في الشبكة العنكبوتية، وخرق بيانات الخصوصية، وسرقة الهوية، وما الذي يمكننا فعله لجعل الفضاء الإلكتروني مكانًا آمنًا؟
وتحدث الأدميرال مايك روجرز، المدير السابق لوكالة الأمن الوطني الأميركية عن العديد من القضايا في الأفق السياسي لمنطقة الشرق الأوسط في جلسة مغلقة.
واختتم الملتقى فعالياته بجلسة تناولت الثقوب السوداء، حيث تحدثت لوسي هوكينج ابنة عالم الفيزياء البريطاني الراحل ستيفن هوكينج عن تجربة والدها المثيرة والرائعة مع الثقوب السوداء .