الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسؤولون بالعمل الإنساني لـ «الاتحاد»: «التكافل المجتمعي» .. قوة ناعمة في مواجهة «كورونا»

مسؤولون بالعمل الإنساني لـ «الاتحاد»: «التكافل المجتمعي» .. قوة ناعمة في مواجهة «كورونا»
28 مارس 2020 01:52

سامي عبد الرؤوف (دبي)

رحب مسؤولون بالعمل الإنساني والخيري في الدولة، بمبادرات القيادة الرشيدة لحماية المجتمع من مضاعفات وباء فيروس «كورونا المستجد»، الذي داهم العالم، مشيرين إلى أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي احتاطت لهذه الجائحة، مستندة إلى تعاون المجتمع من مواطنين ومقيمين، وثقتهم برؤية أصحاب السمو الحكام وسمو أولياء العهود، والتزامهم بالتعليمات.
وأكد هؤلاء المسؤولون، الذين تحدثوا لـ «الاتحاد»، أن ما تقوم به دولة الإمارات في الوقت الحالي في مواجهة ومكافحة فيروس «كورونا» المستجد، يقدم مثالاً واضحاً وجديداً على ما تتميز به دولتنا من قوة وقدرة على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص ملهمة وقصص نجاح.

ولفتوا إلى أن القرارات الكثيرة والمهمة التي أعلنت عنها القيادة الرشيدة في الأيام الماضية لدعم كافة الشرائح والقطاعات في مواجهة تداعيات فيروس «كورونا» المستجد، مثلت حافزاً وأعطت النموذج المشرف، مما نتج عنه تفاعل المؤسسات الخيرية ورجال الأعمال والشركات إلى القيام بدور في توفير الدعم والمساندة اللازمة.
وأفادوا، بأن من أبرز ما يميز دولة الإمارات عن كثير من دول العالم في التعامل مع أزمة انتشار فيروس «كورونا»، هو تكامل الأدوار وشمولية القرارات وحماية جميع الفئات والقطاعات من تداعيات هذا المرض، منوهين بأهمية المبادرات التي تقوم بها حالياً مؤسسة الهلال الأحمر ومؤسسة «معاً» الاجتماعية، لدعم جهود الدولة.
في البداية، قال أحمد المهيري، المدير التنفيذي لقطاع العمل الخيري بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: «دور المؤسسات الخيرية في هذه الظروف، جسد الدور المجتمعي الحيوي لتلك المؤسسات، وهو بعد آخر في مهامها التي كانت تقوم بها في داخل الدولة أو في الكثير من بلاد العالم».
وأضاف: «اليوم عندنا مؤسسات خيرية تسهم في دعم التعليم عن بعد من خلال توفير أجهزة الحاسب الآلي التي يحتاج إليها الطلبة غير القادرين على توفير هذه الأجهزة، أو ممن لا يملكونها، مما يعني أن دورهم تكاملي مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص».
وأشار المهيري، إلى أن رجال الأعمال وشركات القطاع الخاص أيضاً تضطلع في الوقت الراهن بدور حيوي، يجسد المعدن الأصيل لأبناء الوطن ويظهر فزعتهم من تلقاء أنفسهم في وقت الضرورة، لافتاً إلى ما قام به التجار ورجال الأعمال خلال الأيام الماضية من الإعلان عن تبرعات وتوفير خدمات لتجاوز تداعيات فيروس «كورونا» الصحية والاقتصادية والمجتمعية. من جهته، عبر عابدين طاهر العوضي، مدير عام جمعية بيت الخير عن فخره واعتزازه بأداء الحكومة الرشيدة، التي تفوقت في حرصها وحكمتها وإجراءاتها الاستباقية كثيراً على حكومات العالم. وقال: «لقد تابعنا منذ الأيام الأولى قرارات الحكومة الرشيدة لتجنب مضاعفات وباء الكورونا المستجد، ولمسنا عمق حرص قيادتنا الأمينة على المواطنين والمقيمين على حد سواء، وساعدتنا في تطبيق هذه الإجراءات البنية الإلكترونية الذكية والوعي المجتمعي وغيرها من التوجيهات، التي عملت القيادة على ترسيخها في المجتمع في وقت مبكر».
وأضاف: «نحن في «بيت الخير» التزمنا منذ 2015 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالتحول نحو الأنظمة الذكية، فنجحنا في تأسيس بنية إلكترونية تفاعلية ذكية، وجدناها جاهزة في الأزمة الصحية الراهنة، كاستقبال طلبات المساعدة عبر الموقع الإلكتروني، واستلام التبرعات عبر التطبيقات الذكية، والعمل عن بعد، وغيرها».

عطاء وتراحم
وأكد العوضي، أنه في هذه المحنة برزت قوة الإمارات الناعمة، وقدراتها المبدعة، وتقدمها الإداري والحضاري والمجتمعي، وتألقت فيها روح العطاء والتراحم، التي تجلت في مبادرات قادتها، كمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإصدار قانون إنشاء هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، كمنصة تفاعلية شاملة تتولى مسؤولية المشاركة والمساهمة الاجتماعية وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات ذات النفع العام، إضافة إلى المستثمرين ورجال الأعمال. ونوه العوضي، بدور مؤسسة «معاً» في إطلاقها المبادرة الحالية لتشجيع مبدأ المسؤولية المجتمعية وتوفير الدعم للأطفال والنساء والفئات الضعيفة التي تحتاج إلى دعم في المجتمع. مشيراً إلى تزامن مبادرة «معاً» مع مبادرة الدعم النفسي والمعنوي لأعضاء الطاقم الطبي المرابطين على الخطوط الأمامية في حربنا مع كورونا الجديد، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، موجهاً الشكر والعرفان لهؤلاء، مثمناً سهرهم، وتضحياتهم وبذلهم من أجل الوطن، داعياً الجميع لتوجيه الشكر لهم، والثناء والتقدير لجهودهم المتواصلة ليل نهار، أطباء وممرضين ومسعفين وإداريين في قطاعنا الطبي في الدولة.

تنسيق وتعاون
إلى ذلك، أكد أحمد مسمار، أمين سر جمعية دبي الخيرية، أن قيادتنا الرشيدة ورجال الأعمال، قاموا بمبادرات سديدة وكبيرة للحفاظ على المواطنين والمقيمين، واصفاً إجراءات الحكومة في التعامل مع تداعيات مرض «كورونا» المستجد، بانها «مثال وأنموذج» في توفير الدعم لكل الشرائح وفي كافة المجالات. وأشار، إلى أن جمعية دبي الخيرية شاركت في دعم صندوق الطوارئ التابع لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، حيث يوجد تنسيق وتعاون مع الدائرة لتقييم الدعم اللازم الذي تحدده الدائرة في أي وقت، مؤكداً أن جمعية دبي الخيرية مستعدة وجاهزة لأي مبادرة توجه بها قيادتنا الرشيدة، مشيراً إلى أن المؤسسات الخيرية عليها دور حيوي في مثل هذه الظروف، وهي مستعدة للقيام به حتى نتمكن جميعاً من الحد من تداعيات فيروس «كورونا» الذي يعم العالم كله.

روح التطوع
أكد سعيد مبارك المزروعي، نائب مدير عام «بيت الخير» أهمية الالتفاف حول القيادة الرشيدة في مواجهة هذا الوباء الداهم، وقال: «لقد كانت مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإصدار قانون إنشاء هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، إحياء لروح التطوع الفزعة والتكافل التي تعد ذروة القيم التي نشأ عليها مجتمع الإمارات».
وأضاف: لقد جاءت هذه المبادرة في وقتها، في هذه الأزمة الصحية الراهنة، لتزيد من استشعار مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات ذات النفع العام، بواجبها ومسؤوليتها المجتمعية، وبثت الحماس في مواطنينا من القادرين والمستثمرين ورجال الأعمال، لتوفير الدعم لكل ضعيف في هذا الوطن، وبالذات الأطفال والنساء والأيتام وأصحاب الهمم وكبار المجتمع.
وأكد المزروعي، أن مبادرة هيئة الهلال الأحمر بإنشاء صندوق «وطن الإنسانية»، ومبادرة «معاً» سيكون لهما أثر كبير في تفعيل ومضاعفة الجهود الخيرية والإنسانية المتكاتفة والمتكاملة لدعم الوئام والتكافل والتلاحم المجتمعي.
وذكر أن هذا امتداد لنهج وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن نفس المنطلق كانت أيضاً مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم أعضاء الطاقم الطبي المرابطين على الخطوط الأمامية في حرب الإمارات ضد وباء كورونا الجديد.
ونوه المزروعي، بدور الطواقم الطبية هؤلاء الجنود المجهولين، الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم، ونزلوا إلى الميدان للتعامل مع حاملي الفيروس، ومعالجتهم، مما يهدد حياتهم، لكنهم ارتضوا أن يكونوا في الخط الأمامي للدفاع عن حياة المواطنين والمقيمين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©