الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنصوري يحمل رسالة عن الإمارات وابن مرهب يصف حال العرب

المنصوري يحمل رسالة عن الإمارات وابن مرهب يصف حال العرب
17 فبراير 2012
مع انطلاق الجولة الثانية من برنامج ومسابقة «شاعر المليون»، والتي ضمت 24 متسابقاً، ارتفعت قامة الشعر ليلة الثلاثاء الماضي في أبوظبي، حين صعد إلى مسرح شاطئ الراحة ستة شعراء قدموا جميل شعرهم وحسن إبداعهم إلى الحضور في المسرح والمشاهدين في المنازل على امتداد العالم العربي، حيث أطل حسين العامري وحصة الفلاسي مرحبين بأعضاء لجنة التحكيم والشعراء الذين تأهلوا إلى مرحلة الـ 24، بعد أن انضم إليهم عن الحلقة الماضية الفائزان بالتصويت فيصل الفارسي الجنيبي من عمان الذي حصل على 59 %، وماجد لفى الديحاني من الكويت الذي حصل على 56 %. (أبوظبي) - أخذ حسين العامري مكانه على خشبة المسرح، شارحاً آلية عمل المسابقة في المرحلة الثانية، مبيناً أن اللجنة ستؤهل في كل حلقة شاعراً فقط، فيما يُترك الخِيار للجمهور كي يصوت لشاعر آخر تظهر نتيجته في الحلقة التالية، بحيث يصل عدد المتأهلين في النهاية إلى 12 شاعراً من أصل 24. رسالة عن الإمارات كانت البداية المبشرة مع الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري الذي قدم نصاً جميلاً عن الوطن والانتماء، قال عنه د. غسان الحسن، إنه موضوع متميز يتناول قضية حية، ولهذا وجب أن تكون القصيدة جيدة، حيث بدأت بالحديث عن المسابقة وعن القصيدة في الأبيات الأولى، ثم انتهت بالحديث عن الوطن، وقد عمد الشاعر في هذا الجزء للكتابة عن الانتماء. في حين أبدى سلطان العميمي إعجابه بنص المنصوري المقرون برسالة عن الإمارات، وبما يحويه من إضاءات شعرية من بينها، بينما قال حمد السعيد إن النص يحمل روحاً وطنية عالية تحتاج إليها الآن دول منطقة الخليج العربي والعالم العربي. «نور الورث» أما الإطلالة الشعرية التالية، فكانت مع الشاعر السعودي عبدالله بن مرهب الذي ألقى قصيدة رائعة بعنوان “نور الورث”، أعجبت لجنة التحكيم ما جعلها تعطيه قرار التأهل مع نهاية الحلقة. وتحدث سلطان العميمي عن القصيدة، مثنياً عليها واعتبرها ناضجة ومكتوبة بوعي وبحرفة وبثقافة، أما مدخلها فجميل ومتميز، وأشار إلى الانتقال السلس للشاعر بين الأبيات التي وصفت حال العرب، واعتبر النص متميزاً ومتماسكاً وواعياً، ويحمل رسالة مهمة، حيث إن الشاعر بعث من خلال نصه الروح في الكثير من العناصر المعنوية التي ليس فيها حياة أصلاً، مثل “الوله، لهفة، النخيل”، كما استخدم صوراً شعرية جميلة، وشخوصاً حية شاركت في بنائه الفني، ووظف عناصر مثل “البحر” في صورة شعرية متميزة. في حين لفت حمد السعيد إلى جمال النص وما يميزه من ترابط. كما مدحه الحسن واعتبره نصاً رمزياً ذهب فيه الشاعر إلى أبعاد تجنَّب الخوض فيها بالطريقة المباشرة، واستخدم رموزاً جزئية، ونبّه إلى أن الشاعر لم يقصّر في تزيين النص بالصور الشعرية الجميلة، فجاء مميزاً بشكل يحسب للمسابقة. الـ «تخميس» ثم تتابع ظهور الشاعر السعودي علي بن مغيب الأكلبي الذي أهّله الجمهور ليكون من ضمن قائمة الشعراء الـ24 وألقى قصيدة لا تقل أهمية عن نصه الذي ألقاه سابقاً، ومن بعده فلاح الذروة الهاجري من الكويت الذي تأهل بالتصويت إلى هذه المرحلة، ثم ختام الأمسية مع الشاعر اليمني محمد التركي الهلالي، ومثلما تميز بموضوع قصيدته السابقة التي انتصرت للمرأة، كذلك تميز بموضوع قصيدته الحالية “فخري المُنتظر” التي انتصرت للطفولة وصفق لها الجمهور طويلاً. واتبع ذلك ما يعرف بالـ “تخميس” والذي جاء على وزن بيتين من قصيدة الشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي “فتاة العرب” طلب د. غسان الحسن من الشعراء الستة التخميس، وتحديداً على البيتين: فلا بد المصايب ما تهون ولو تصبح شرى مويٍ طوامي ولي نفسٍ على البلوى صبور عسى ان الخير يجعل لي ختامي ثم منحت اللجنة الشعراء 10 دقائق لخوض تلك التجربة لأول مرة، وبعد عدّ تخميسهم، قالت اللجنة: إن التخميس كان موفقاً، وكما كانت التجربة جيدة أظهرت تناغم الشعراء بشكل جميل معها، وهم الذين ملأوا الفراغات، وأبدعوا، وتألقوا. ثم ظهرت نتائج لجنة التحكيم التي أهّلت الشاعر عبدالله بن مرهب البقمي بعد منحه 47 درجة، فيما حصل بقية الشعراء على درجات أقل ستجعلهم ينتظرون تصويت الجمهور أسبوعاً كاملاً، وهم: أحمد بن هياي الذي منحته اللجنة 43 درجة، وعلي البوعينين التميمي الذي حصل على 46 درجة، وعلي بن مغيب الأكلبي بدرجاته الـ 45، وفلاح الذروة الهاجري الذي لم تتعدَّ درجاته الـ 38، ومحمد التركي الهلالي الذي حصل على 44 درجة. هدية للشعراء العرب من بين الضيوف الذين تابعوا حلقة أمس الأول من شاعر المليون، قال حمد الغافلي الذي جاء إلى مسرح شاطئ الراحة من منطقة بني ياس ليستمتع بهذا الحضور الكبير للشعراء ورؤيتهم وجهاً لوجه بعيداً عن شاشات التلفزيون أو المنتديات. وتابع: من الطبيعي أن ملاقاة أصحاب المواهب الشعرية عن قرب تجعلنا أكثر التصاقاً بالشعر النبطي الذي يمكن اعتباره فناً خليجياً خالصاً، ويندر أن يتقدم فيه أحد من الشعراء العرب من خارج منطقة الخليج، وهو ما أظهرته نتائج الدورات السابقة من البرنامج، وهذا يجعلنا نعترف بالفضل للمسؤولين عن هذا البرنامج في تركيزه على أصحاب المواهب الشعرية في دولة الإمارات والمنطقة، وتشجيعهم على التعبير عن إمكاناتهم الشعرية، بهذا الشكل الجميل ووسط جمهور غفير يصل عدده إلى آلاف جمعهم حب الشعر وتقدير أصحاب المواهب الشعرية من أبناء الوطن العربي. أما صديقه حسان المنذري من الأردن، فأثنى على جو الإبهار والتنظيم الذي يتسم به، وقال إن شاعر المليون يعتبر هدية من شعب الإمارات إلى المبدعين من الشعراء العرب، ويدفع الكثيرين منهم إلى إبراز أجمل ما لديهم من أجل نيل رضا الجمهور الذي يملأ جنبات المسرح، فضلاً عن الملايين من المتابعين خلف شاشات التلفزيون. وأوضح المنذري أن مثل هذا الاهتمام بالأدب بأشكاله المختلفة، يعكس رؤية أولي الأمر الشاملة التي جعلت من دولتهم مكاناً يسعى الجميع للعيش فيه والاستمتاع بأجوائه الراقية، وسمات الكرم التي تظهر في كل ركن من أركانه. في استديو التحليل في استوديو التحليل تحدثت د. ناديا بوهنّاد للإعلامي عارف عمر عن مستوى أداء الشعراء، وحضورهم المسرحي، فأشارت إلى أنهم وبلا استثناء استفادوا من الملاحظات التي وجهتها إليهم في الحلقات السابقة من المسابقة، حيث سيطروا في حلقة ليلة الأمس على حركاتهم اللاإرادية التي كانت تدل على القلق، وهذا معناه أن الرقيب الذاتي كان حاضراً داخل كل واحد منهم، فبدوا على المسرح واثقين من ذواتهم، وهادئين، ومتأهبين، ومرتاحين، ومتمكنين من أدائهم، كما كانت الحماسة موجودة لديهم، وجاءت حركاتهم متوافقة ومتناسقة مع تعبيراتهم، أما أبرز الشعراء على المسرح فقد كان محمد التركي الهلالي الذي كان حضوره رائعاً وجذاباً، خصوصاً أن أداءه مال إلى الكوميدية من خلال لعبه دور الراوي. الإماراتي يحلم بالبيرق الشاعر الإماراتي أحمد المنصوري والذي ينتظر نتيجة تصويت الجمهور من أجل التأهل للجولة التالية، قال إنه يشعر بالرضا عن القصائد التي قدمها، ولذلك يشعر بالتفاؤل والانتقال إلى جولة الـ “12 شاعراً”، خاصة أن أعضاء لجنة التحكيم أثنوا على قصيدته ولم يعلقوا عليها، كما أن وجوده بين أهله وإخوانه سيكون له دور كبير من حيث إيجاد حافز لبذل المزيد وإبداع قصائد على مستوى المشاركة. وعن الوصول للبيرق والفوز بلقب شاعر المليون، أشار المنصوري، إلى أن جميع من شارك من الشعراء الـ 24 يطمع في تحقيق الفوز ومواصلة المشوار إلى النهائي، وأكد أن كل الشعراء يمتلكون قدرات مميزة أهلتهم للمسابقة، ومن ثم فهو مثل الآخرين يرنو إلى تحقيق حلم جميل يتمثل في نيل البيرق والحصول على لقب شاعر المليون. وعن الاستعداد للمرحلة المقبلة، قال المنصوري إنه الآن في انتظار نتيجة تصويت الجمهور، وعند دخوله مرحلة الـ”12” سيبذل كل ما في وسعه من أجل رفع اسم الإمارات عالياً، وتحقيق نصر جديد للإمارات من خلال فوزه بلقب شاعر المليون. إلى ذلك، أشاد المنصوري بالدعم الذي يلقاه أبناء الإمارات على الصعد كافة وإتاحة فرص الإبداع والتميز في كل المجالات ومنها الثقافي، وهو ما يتجلى في الأحداث الثقافية التي تشهدها أبوظبي طوال العام، وجعلت منها منارة للثقافة والإشعاع في المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©