الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أول ترجمة عربية لكتاب «لن أموت» عن حكايات ماركيز

أول ترجمة عربية لكتاب «لن أموت» عن حكايات ماركيز
12 مارس 2020 01:24

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

كل ما نعرفه عن الكولومبي «جابرييل جارسيا ماركيز – 1927 – 2014» الكاتب الذي جذب الكثيرين إليه، هو أنه رائد الواقعية السحرية، وأنه كتب قصصًا من واقعه ومجتمعه لم ينجح كثيرون في الوصول إلى مستواها الأدبي الرفيع، ومع هذا، فكثيرون لا يعرفون أنه قال في مقابلة صحفية ذات يوم مع النيويورك تايمز: «إن ما يكتبه واقعيًا، ولا يمكن أن يكون واقعيًا سحريًا، فهو يعيش هذا الواقع».
مثل هذه الحكايات والمقولات هي الأساس التي تكون كتاب «لن أموت، حكايات من حياة جابرييل جارثيا ماركيز» لأستاذ الأدب الكولومبي «كونرادو زولواجا»، الذي يصدر قريبا في أول ترجمة عربية عن منشورات «دار العربي للنشر والتوزيع» المصرية، وذلك تزامناً مع الذكرى الـ 93 لميلاد صاحب رواية «الحب في زمن الكوليرا» التي صدرت بالإسبانية عام 1985، وأحدثت لحظة صدورها نقلة نوعية في النظر إلى العلاقات العاطفية داخل الأعمال الأدبية من كونها سلعة أدبية رخيصة الهدف منها إثارة مشاعر القراء، إلى قيمة أدبية فنية لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة.
هذا الكتاب الذي يمثل طريقة مبتكرة لاكتشاف شخصية الكاتب المخفية وراء الروائع التي قام بتأليفها ويقوم بترجمته إلى العربية سمير محفوظ بشير، عن اللغة الإنجليزية، لا يحكي قصة حياة «النوبلي – 1982» ماركيز كما فعلت كتب كثيرة أخرى، ولكنه يبحث ويغوص في الحكايات التي رافقت رحلته لنشر كل رواية، وقصة قصيرة، أو حتى مقال من كتاباته. لذا، يمكن اعتباره حلقات من حياة ماركيز، سيطلع عليها القارئ بشغف وسيشعر بعدها بالرضا التام، لأنه يكون بذلك قد قرأ حكايات كهذه من حياة الكاتب المفضل لدى الملايين في جميع أنحاء العالم.
يشرح زولواغا في كتابه للقارئ كيف استلهم ماركيز كل رواية كان يكتبها، إنه كتاب ممتع ويزخر بالتفاصيل الشخصية التي ترويها مرسيدس بارشا، زوجة ماركيز، ذات الأصول المصرية، كذلك يناقش الكتاب علاقة الصداقة القوية، التي جمعت بينه وبين شخصيات أدبية أخرى، مثل خوليو كورتاثر من الأرجنتين، وكارلوس فوينتس من المكسيك، وعلاقته المثيرة للجدل بفيديل كاسترو، الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو، كما يعرف القارئ من الكتاب الذي يقع في 368 صفحة، أنه لا يوجد شيء سهل في الكتابة الإبداعية فقد استغرق ماركيز عشرين عاماً على الأقل في كتابة أعظم رواياته «مائة عام من العزلة»، وهي أفضل رواية بعد «دون كيخوته» لميغيل دي ثربانتس.
قال كونرادو المتخصص في أدب ماركيز عبر تصريحات صحفية عن كتابه: هو في الواقع صورة أدبية مستوحاة من مسار ماركيز المهني بصفته كاتباً لامعاً، ومع ذلك لا يمكن الفصل بين مساره المهني كاتبا وبين حياته الشخصية، لذا يمكن القول إن هذا المنجز هو سيرة أدبية من نوع مختلف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©