19 ابريل 2009 02:08
دمعت أعيننا عند رؤية الطفلة نوف على سرير المستشفى وجسمها تغطيه الحروق والكدمات، ثم أثلجت صدورنا زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكريمته الشيخة شما بنت محمد بن زايد، لهذه الطفلة البريئة، وهما ينظران إليها في حنان ويشعرانها بالتعاطف والرعاية الكاملة• وهذا الحادث يجعلنا نفكر في حالات أخرى مشابهة، فهناك أطفال يذوقون العذاب على يد زوجة الأب• لا ننكر وجود زوجات أب قمن برعاية أطفال الزوج على أحسن حال، لكننا نريد حماية الحالات المشابهة لنوف من قسوة البعض• ومنذ نشأة دولتنا كانت المحاكم الشرعية تنظر قضايا الحضانة بعد انفصال الزوجين حسب المذهب المالكي للدولة، بحيث يبقى الأطفال مع الأم، البنت إلى أن تتزوج والولد إلى سن البلوغ، لكن مؤخراً بعد صدور قانون الأحوال الشخصية الجديد تغير سن الحضانة، رغم أن الأم هي أحن إنسان على الطفل ولن يجد مثل رعايتها عند زوجة الأب• وقد كانت الأمهات قبل صدور هذا القانون يضحين بشبابهن لأجل تربية الأبناء، وكثيرات لا يتزوجن للاحتفاظ بحضانتهم، لذا نرجو أن تتم دراسة القوانين وتعديلها لمصلحة الطفل بالدرجة الأولى، وبما أننا اقتبسنا من تجارب الدول الأخرى ما يناسبنا من التشريعات الوضعية، فما المانع أن تبقى الحضانة مع الأم حتى إن تزوجت مرة أخرى بعد طلاقها؟ فالأم هي التي تقوم بالتربية والتعامل مع الطفل ولن يحتمله أي شخص غيرها• أقترح أيضاً فرض عقوبات على جرائم الأهل في حق أبنائهم، سواء في حالات التعمد أو الإهمال، حيث يعتقد البعض أن الأطفال ملكية خاصة يحق لهم أن يفعلوا بهم ما يشاؤون• تتجسد حالات التعمد عند ضرب الطفل وإهانته دون قانون يعاقب على ذلك، وتنتشر حالات الإهمال عندما يفاجأ سائق بطفل وحده في الشارع فيدهسه، أو سقوط من الشرفات وغرق وغيرها من حوادث سببها عدم محاسبة الأهل على إهمالهم، لكن مجتمعنا يسميها قضاء وقدراً، مغفلين دور الأهل في رعاية أبنائهم• وقد نشرت ''الاتحاد'' دراسة أجراها أحد ضباط الشرطة في أبوظبي توضح أن نسبة وفيات الأطفال بسبب حوادث الإهمال بين المواطنين والعرب مرتفعة، بينما تنخفض تلك النسبة بين أطفال الأجانب، فهل القدر يصيب أطفالنا وحدهم أم أنه إهمالنا في بعض الأحيان؟
شما محمد عبد الله