الإثنين 16 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دبابيس

20 يونيو 2007 02:47
أثارت انتقادات معالي مريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية لرجال المال والأعمال على دورهم السلبي في كارثة إعصار ''جونو'' الذي ضرب الساحل الشرقي للدولة، زوبعة في أوساط ''هوامير'' القطاع الخاص، حيث انبرى البعض منهم للدفاع عن نفسه، وسارع آخرون إلى إيجاد تبريرات لسلبية رجال الأعمال، وفي المقابل الهجوم على الوزيرة! وقبل أيام قلت إن الوزيرة تحلت بقدر كبير من الجرأة والشجاعة حين وجهت اللوم إلى البعض من رجال المال والأعمال لسلبيتهم في المساعدة لإغاثة ضحايا الإعصار، والحقيقة أن كلامها فتح الجروح والآلام، وجعلنا نقوم باستطلاع بين القراء لمعرفة آرائهم حول ما أدلت به مريم الرومي من تصريحات·· واكتشفنا أن التصريحات تحولت عند الناس إلى ما يشبه الإعصار، فأطلقنا عليها ''إعصار الرومي''·· ولا يخفى عليكم أننا حين نقول ''البعض'' من رجال المال والأعمال، فإن القصد هو الإشارة إلى جزء كبير منهم·· ولكن وللحق نقول إن منهم من أبدى استعداده للمساهمة في أعمال الخير والبر وفي مساعدة أي فرد محتاج أو متضرر بسبب الكوارث الطبيعية·· ففي اليوم الذي نشرت فيه ''الاتحاد'' انتقادات الوزيرة، اتصلت بها شخصيا لأوجه لها التحية على كلامها، وأعرف منها طبيعة ردود الفعل على التصريحات·· الوزيرة كانت في قمة السعادة وهي تشير إلى أن العديد من رجال المال والأعمال ومن أصحاب رؤوس الأموال وكبار الشخصيات في القطاع الخاص، اتصلوا بها، وأبدوا كامل الاستعداد للمساهمة في إنشاء صندوق الدعم المالي للطوارئ والكوارث الطبيعية الذي اقترحت الوزيرة إنشاءه لمواجهة الأزمات مثل أزمة الإعصار ''جونو''·· ولا شك أن هذا دليل على الإحساس بالمسؤولية لدى شريحة كبيرة من أصحاب رؤوس الأموال من أبناء الدولة، وشعورهم بأهمية العمل الاجتماعي وفعل الخير، ما دامت الفائدة تصب في نهاية المطاف للمصلحة العامة· ولم تكن الاتصالات التي أجراها هؤلاء الأغنياء بالوزيرة وإبداؤهم الاستعداد للمساعدة على إنشاء الصندوق، إلا دليلا على صدق وأهمية ما دعت إليه الوزيرة مريم الرومي أولا، وعلى استعداد شريحة كبيرة من رجال المال والأعمال في الدولة للمساعدة في إزالة آثار أية كوارث طبيعية التي قد تشهدها البلاد مستقبلا لا سمح الله·· ويبقى أن نقول لأي متقاعس عن المساهمة في مثل هذه الأعمال الخيرية، أو لمن يظن أن مواجهة الأزمات هي مسؤولية الدولة والحكومة فقط، إن أميركا التي ضربها إعصار ''كاترينا'' عام ،2005 وقف فيها رجال المال والأعمال وأصحاب رؤوس الأموال وقفة شجاعة للمساعدة على إعادة إعمار المناطق المنكوبة، في حملة قامت بها الإعلامية المشهورة ''أوبرا وينفري'' بمشاركة من بعض أقطاب ''هوليود، ولم يقل أحد إن التعامل مع نتائج الإعصار هو مسؤولية الحكومة فقط·· ويبقى أن نتعلم من هؤلاء الدرس ونكون عند حسن ظن الناس بنا··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©