السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة في أبوظبي... محطات رئيسية تروي قصة نجاح

السياحة في أبوظبي... محطات رئيسية تروي قصة نجاح
2 يناير 2020 01:29

رشا طبيلة (أبوظبي)

السياحة في أبوظبي، قصة نجاح ترويها محطات رئيسية توجت مسيرتها خلال العقد الماضي، ما رفع اسمها في مقدمة المدن السياحية العالمية، وجعلها تستقطب الملايين من السياح سنوياً.
فمنذ نحو ربع قرن، منذ بدأت الجهود للنهوض بالقطاع السياحي، لم يكن هنالك آنذاك، منذ المشاركة في أول معرض دولي في برلين، إلا ألف سائح، ولم يكن هنالك إلا 8 فنادق 6 منها عالمية، والعام الماضي زارها نحو 10 ملايين سائح، وتضم 168 فندقاً بسعة 33 ألف غرفة فندقية.
النقلة النوعية التي شهدتها أبوظبي، بدأت منذ السنوات الماضية، بعد أن بدأت الافتتاحات المتوالية لمشاريع عالمية نقشت اسم الإمارة على الخريطة العالمية، إلى جانب زيادة الجهود الترويجية الدولية لاستقطاب الأسواق الرئيسية للعاصمة، وزيادة المعروض الفندقي، فضلاً عن الأحداث العالمية التي استقطبتها، كحدث «الفورمولا وان» والأولمبياد الخاص الألعاب العالمية، والمعارض والمؤتمرات الاقتصادية بقطاعات مختلفة، منها الطاقة والعقار والقطاع العسكري، ما أسهم في تحقيق هذا التحول الكبير في القطاع. وشهدت أبوظبي مشاريع ترفيهية في جزيرة ياس، وهي: عالم وارنر براذرز أبوظبي، وياس ووتروورلد أبوظبي، وعالم فيراري أبوظبي، ومشروع «كلايم»، إضافة إلى مشاريع ثقافية مثل متحف اللوفر أبوظبي في جزيرة السعديات، حيث أسهمت تلك المشاريع بشكل كبير في تحقيق نقلة نوعية للسياحة.
وفي هذا السياق، قال ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا للفنادق: «إن أبوظبي استطاعت، خلال السنوات القليلة الماضية، أن تنقش اسمها على الخريطة العالمية وتصبح في أعلى قائمة المدن التي يرغب السياح في زيارتها». وأرجع النويس ذلك إلى الأحداث العالمية التي استقطبتها الإمارة مثل زيارة البابا وكأس آسيا لكرة القدم، والفورمولا وان، وغيرها من المؤتمرات الكبرى التي جعلتها محط أنظار العالم، إضافة إلى الجهود الترويجية من دائرة السياحة وشركائها من فنادق والاتحاد للطيران». وأضاف أن افتتاح مرافق ترفيهية وثقافية عالمية، مثل متحف اللوفر ووارنر براذرز وعالم فيراري، ساهمت بشكل كبير في تحقيق نقلة نوعية في استقطاب سياحة الترفيه والثقافة، بعد أن كانت تتركز في سياحة الأعمال بشكل رئيس.
وبين النويس أن أول فوج وصل أبوظبي في الثمانينيات كان مكوناً من ألف سائح، معظمهم ألمان، واليوم استقطبت أبوظبي 10 ملايين سائح من أسواق مختلفة، مثل الصين والهند وأوروبا وأميركا وروسيا ودول الخليج، ما يؤكد أن الإمارة تسير على الطريق الصحيح نحو العالمية والتطور السياحي المنشود.
وفي السياق نفسه، قال نويل مسعود رئيس شركة «أوغست» للاستشارات الفندقية، إن الجهود الترويجية في المحافل والمعارض الدولية، والاستثمارات السياحية التي حصلت خلال السنوات الماضية، والشراكة بين دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي والقطاع الخاص من فنادق وشركات سياحة في الجهود الترويجية، أسهمت في جذب السياح وتعزيز مكانة أبوظبي في الخريطة العالمية.
وأوضح مسعود «أن افتتاح المشاريع الترفيهية العالمية ومتحف اللوفر بجزيرة السعديات والمنتجعات الجديدة، أسهمت في تحقيق نقلة نوعية في القطاع السياحي، حيث تعد معالم تحمل علامات عالمية، إلى جانب الفعاليات والأحداث العالمية التي استقطبتها أبوظبي الفترة الأخيرة، من الفورمولا وان، وزيارة البابا التاريخية، والأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي، وكأس آسيا وغيرها من الأحداث الاقتصادية، روجت لأبوظبي بشكل كبير، وجعلتها محط أنظار العالم».
وقال سعود الدرمكي: «الجهود الترويجية بمشاركة جميع الجهات في القطاع، لاسيما من خلال المشاركة في المحافل والمعارض الدولية والجولات التعريفية، عامل رئيس في نجاح قصة أبوظبي، إلى جانب أجندة أبوظبي باستقطاب أحداث ومؤتمرات وفعاليات عالمية». وأضاف أن التحول الذكي واستخدام الذكاء الاصطناعي يساهم في تقديم حلول كبيرة للقطاع السياحي وبالتالي تنميته. وأشار الدرمكي إلى أن الاستثمار في مشاريع عالمية ثقافية، مثل متحف اللوفر، وترفيهية مثل عالم وارنر براذرز، أسهم في جعل أبوظبي محط أنظار العالم ووجهة جاذبة للسياح.
وتؤكد بيانات عالمية ومحلية التطور والتفوق الذي تشهده أبوظبي في القطاع، فالإمارة حلت في المرتبة الأولى عالمياً في أسرع المدن نمواً في العالم بعدد الوظائف المباشرة في قطاع السياحة والسفر في السنوات العشر الماضية (2008 - 2018) بواقع 8% سنوياً، بحسب تقرير مجلس السفر والسياحة العالمي عن أداء المدن في العالم الذي صدر مؤخراً والذي يقارن 73 مدينة حول العالم، كما حلت في المرتبة الخامسة في توقعات النمو لمساهمة القطاع بالوظائف المباشرة بين 2017 و2027.
وعلى الصعيد المحلي، أشار استطلاع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي إلى أن 87% من نزلاء فنادق أبوظبي، ممن أقاموا في الإمارة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، أبدوا رغبتهم بالعودة للزيارة مرة أخرى في المستقبل، وأشار الاستطلاع إلى أن 84% من نزلاء فنادق الإمارة خلال 9 أشهر، أبدوا رضاهم عن تجربتهم السياحية بشكل عام في الإمارة، في وقت زار 30% منهم الإمارة للمرة الثانية و70% زاروها للمرة الأولى.
واستقبلت فنادق أبوظبي 3.8 مليون نزيل في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بنمو 2.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي.
وسجلت فنادق أبوظبي، أعلى معدلات إشغال في منطقة الشرق الأوسط، في الشهور العشرة الأولى من العام الجاري، بواقع 77.4%، بحسب تقرير «إيرسنت آند يونج».

التخطيط للمستقبل
تستمر أبوظبي في التخطيط الاستراتيجي السياحي للأعوام المقبلة، من حيث مبادرات تطوير القطاع واستدامته، والاستمرار في الاستثمار في مشاريع جديدة، فدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي خصصت 600 مليون درهم لإثراء فعاليات الأعمال والمهرجانات الكبرى الترفيهية على مستوى الإمارة.
وتعتبر هذه الميزانية الجديدة، إحدى المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الدائرة في إطار برنامج «غداً 21» الذي يهدف إلى تسريع الجهود التنموية في أبوظبي، وتعزيز مكانة الإمارة لتصبح واحدة من أفضل المدن عالمياً من ناحية ممارسة الأعمال والاستثمار والمعيشة والعمل والزيارة، وذلك من خلال التركيز على تطوير الفعاليات الترفيهية والمهرجانات العالمية وقطاع الأعمال.
وضمن برنامج «غداً 21»، رصدت الدائرة أيضاً في شهر مارس الماضي ميزانية بقيمة نصف مليار درهم خلال الأعوام الثلاثة 2019 و2020 و2021، للتسويق والترويج السياحي لإمارة أبوظبي محلياً وإقليمياً ودولياً، وضمت مبادرات البرنامج أيضاً خفض الرسوم السياحية والبلدية على المنشآت الفندقية في إمارة أبوظبي، وإعفاء زوار الإقامة الطويلة في المنشآت الفندقية من رسوم البلدية اليومية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©