فندق متحرك!
لم أكن أنوي العودة للكتابة في الموضوع نفسه الذي سبق وتناولته في زاوية سابقة، والخاص بأن الاكتشافات الحديثة أصبحت تسهل حياة الناس لدرجة الكسل وتتيح لهم الحصول على احتياجاتهم من دون بذل أي مجهود.
لكن خبراً من الدوحة، دفعني للكتابة عن الموضوع من جديد، حيث يقول الخبر إن مهندساً بريطانياً، صمم فندقاً متنقلاً خاصاً للركاب في مطار الدوحة، سيقوم باستقبال الزبائن مباشرة من على عتبة الطائرة، وذلك من دون الحاجة لبذل مجهود في البحث عن الفندق والوصول إليه، حيث بإمكان هذا الفندق التحرك بسهولة عبر مناطق المطار، من طرف إلى آخر، وبالطبع الفندق متاح مقابل أسعار باهظة.
ويكمل الخبر أن صاحب الفكرة، المهندس المعماري البريطاني مارجو كراسويفيتش، والمعروف بتصاميمه المبتكرة، لديه ميل للأفكار غير العادية، وتكنولوجيا الهندسة المعمارية والأشكال المستقبلية.
ولا أدري ماذا ينتظرنا من أخبار واكتشافات في المستقبل، ربما سيأتي فيه اليوم الذي لا يضطر فيه الإنسان للمشي عند الخروج من بيته حيث سيتواجد هناك من يحمله لغاية ما يوصله إلى السيارة أو إلى وسيلة المواصلات التي يستخدمها.
وفي السيارة قد لا يجد نفسه مضطراً للقيادة، حيث ستتولى السيارة قيادة نفسها بنفسها، وربما حلول هذا اليوم ليس بالبعيد في ظل كثرة الأخبار والتقارير التي تتحدث عن تطور هذه الصناعة واقترابنا من عصر السيارة الذكية التي تعتمد على نفسها من دون وجود سائق، كل ما هو مطلوب منك أن تخبرها عن الوجهة التي تريد الوصول إليها وهي ستتولى الباقي، تماماً كما يفعل التاكسي. وحالياً بدأنا نتلمس ذكاء عالم السيارات، حيث توجد مركبات تستطيع إيقاف نفسها بنفسها في الموقف، وتستعمل الفرامل عند الحاجة من دون تدخل السائق، وتزيد من السرعة وتقللها حسب ظروف الطريق.
وفي آخر مرة استأجرت فيها سيارة في ألمانيا، قبل أشهر انبهرت بتقنية الإضاءة الحديثة الموجودة في السيارة، كل ما عليك أن تضعها على "الأوتو" وهي تتولى الباقي، إلى جانب ميزة إشعال الأضواء وإطفائها كما يعرف الجميع، فإنها تتمتع بميزة ذكية حيث تقوم برفع شدة الإضاءة لوحدها في الأماكن المظلمة وتخففها عندما تلمح سيارة في الاتجاه المقابل، وتوفر عليك عناء استخدام "الفول لايت" وإطفائه.
وفي العمل، قد لا يجد الشخص نفسه مضطراً للعمل، حيث سيتم اختراع من يعمل بالنيابة عنه، وربما هذا الحلم يأتي على هوى الكثيرين، وهذا اليوم قد لا يبدو بعيداً، وأتذكر أني قبل فترة قرأت كتاباً بعنوان "انتهاء عصر الوظيفة" صاحبه جمع إحصاءات ودراسات منذ بداية دخول الآلة في حياتنا، وخلص إلى نتيجة أن البشر لن يحتاجوا إلى العمل عما قريب، لأن الآلة ستحل مكانهم.
salshamsi@alittihad.ae