إجازة سعيدة
في البداية كل عام والجميع بخير، وكما هو معلوم فإن عيد هذه السنة يصادف بداية الإجازة الحقيقية لمعظم الأفراد، بعد أن كان رمضان يقسم الإجازة في السنوات الماضية، فإن تغير موعده هذه السنة سمح بوجود فترة كافية من الوقت من بعد العيد ولغاية العودة للمدارس.
حسب أرقام المطارات وشركات الطيران وآخرها أرقام طيران الإمارات فإن 30% فقط من المسافرين في الإجازات قد غادروا بالفعل قبل رمضان، فيما سيغادر 70% خلال إجازة العيد، ويصل عدد المغادرين يوميا في ساعات الذروة إلى 135 ألف مسافر.
وتذكروا أننا نتحدث عن شركة واحدة هي طيران الإمارات، والرقم بالطبع أكبر من ذلك بكثير إذا وضعنا في الاعتبار حركة المسافرين على بقية الخطوط وفي بقية المطارات، من دون أدنى شك ستكون لدينا أرقام مليونية لو تم حساب الجميع بمن فيهم المغادرون عبر البر وهم بالآلاف أيضا.
القصد مما تقدم أننا نتحدث عن أرقام ضخمة، إن دلت على شيء فإنما تدل علي أن السفر أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، ومعظمنا لا يستغني عنه، ولعل السبب ليس خافياً على أحد، يكفي إلقاء نظرة على درجة الحرارة لمعرفة المقصود.
أعود لأرقام طيران الإمارات، والتي رافقها تحذير أطلقته الشركة للمسافرين من أنها لن تتهاون مع المسافرين المتأخرين عن موعد رحلاتهم، ومن سيتأخر عن المواعيد المقررة سيتم إلغاء سفره وإرجاع حقائبه على الفور.
قد يرى البعض في التحذير السابق أسلوباً جافاً في التعامل لا يليق باسم شركة مثل طيران الإمارات بنت سمعتها ورصيدها لدى المسافرين من خلال تعاملها المميز معهم، كما أن إلغاء سفر شخص أو أسرة ليس بالأمر السهل في هذه الفترة والتي يصعب فيها إيجاد حجز بديل، علاوة على أن معظم المسافرين مرتبطين بحجوزات سكن يصعب تعويضها.
لكن من جهة أخرى فإن طيران الإمارات وغيرها من الشركات محقة في اتخاذها مثل هذه التدابير، وكم مر علينا هذا المشهد في الطائرات، في أن نكون جالسين في مقاعدنا ننتظر لحظة الإقلاع التي فات ميعادها، وبعد فترة نكتشف السبب في أن شخصاً أخّر إقلاع الطائرة بسبب جولة تسوق كان يجريها في السوق الحرة غير آبه بنداءات الإقلاع والتحذير من إغلاق البوابات.
أعتقد أن هذا النوع من المسافرين يجب عدم مراعاتهم وإلغاء سفرهم على الفور، ولا أعتقد أنهم سيتأثرون بذلك لأن درجة الإحساس عندهم منخفضة!
في المقابل، لابد من مراعاة الحالات الأخرى والتي يقف وراء تأخرها أسباب منطقية تكون في العادة خارجة عن الإرادة، هذه الفئة لا تستحق التشدد السابق وتستحق المساعدة، وختاماً إجازة سعيدة للجميع.
salshamsi@alittihad.ae