منطقة المصفح بأبوظبي رئتها الصناعية وبها أكبر تجمع للعمال والورش ولا غنى لأي فرد بالمجتمع عن المنطقة التي احتضنت مؤخراً كل الورش، ومحال بيع معدات البناء والحدادة والنجارة، والسباكة، وورش تصليح السيارات، ومحال الإطارات، ومغاسل السيارات، وكل المهن الحرفية التي انتقلت إلى المنطقة التي تضم أكبر تجمع عمالي في الإمارات، ناهيك عن المنطقة الصناعية، التي حوّلت المصفح بالفعل إلى منطقة صناعية وحرفية وتجمع عمالي كبير، ناهيك عن المباني التجارية السكنية التي يقطنها الكثير من الأسر، لتتحول المنطقة إلى واحدة، إن لم تكن أكثر مناطق العاصمة حيوية وحركة ونشاطاً ومقصداً لكل من يقطن العاصمة وضواحيها، ومع هذا التطور المهول والتحول الكبير للمنطقة لا تزال البنى التحتية وطرق المنطقة الداخلية والمؤدية لها لا تواكب تطورها، ولا تعكس الطفرة الكبرى التي حدثت بالمنطقة، فمع أقل مشكلة تنكشف المنطقة وتطفو على السطح السلبيات.
ومن أكبر مشاكل وغرائب المنطقة الحيوية التي يقطن بها أكثر من نصف سكان الإمارة، مشكلة الطرق والمداخل والمخارج للمنطقة، فرغم الأهمية والكثافة السكانية الكبيرة وتزايد الحركة التجارية والزحام الشديد، وتكدس السيارات ونقل المحال الحرفية إليها لا يزال هناك مدخل وحيد للمنطقة لكل من يقصدها من العاصمة، مما يجعل قاصد المنطقة وهو في أشد الحاجة إليها يعاني الأمرّين في الطريق إلى منطقة المصفح، بل ويرى رحلته من أصعب الرحلات وأكرهها إلى نفسه.
فعلى سبيل المثال في كل مرة يحدث فيها حادث عند مدخل المنطقة الوحيد للمقبل من أبوظبي، تغلق المنطقة بالكامل، ويمتد الزحام وتكدس السيارات إلى كيلومترات عديدة، في مشهد خانق بكل معنى الكلمة، عندما ترى أرتال السيارات متوقفة من مدخل المنطقة إلى ما بعد جسر المصفح، ولا مخرج ولا ملجأ ولا حلول إلا الانتظار، وحتى وإن كنت بحاجة ماسة وطارئة عليك الانتظار أيضاً، لأنه الخيار الوحيد، فلا حلول يمكن أن تقدمها الشرطة ولا أي جهة أخرى في تلك اللحظة، ومع تطفل المتطفلين وحبهم للمشاهدة وإشباع فضولهم تتفاقم المشكلة ومعها يزداد الموقف صعوبة، ويستحيل التحرك، وهنا نتساءل: ماذا لو كانت بين أرتال السيارات المتوقفة سيارة إسعاف تحمل مريضاً في حالة حرجة بالمنطقة، ناهيك عن تعطل وعرقلة سيارات الإسعاف للوصول إلى موقع الحادث لإنقاذ المصابين وإسعافهم، فالتكدس وشل الحركة لا يميز ولا يفرق بين سيارة أجرة وسيارة إسعاف ولا غيرها، فالتكدس يشل الحركة.
هذه المشكلة تطرح على الجهات المعنية والمسؤولة بالعاصمة ضرورة البحث وإيجاد وتأمين مداخل ومخارج إضافية لمنطقة المصفح التي باتت شرياناً حيوياً ومقصداً لا غنى عنه لأي من سكان العاصمة وضواحيها، للتخفيف من تلك المعاناة ضمان سلاسة حركة المرور من وإلى المناطق الحيوية بالعاصمة، خاصة منطقة المصفح التي تعول عليها الحكومة الكثير في المرحلة المقبلة.


m.eisa@alittihad.ae