عزيز قوم ذل!
مونديال كارثي، هزائم مذلة، منتخب جلب لبلاده العار، أسوأ وأفشل منتخب في تاريخ السامبا.
قل عنه ما شئت طالما أنك تتحدث عن منتخب البرازيل الذي استضاف مونديال 2014 وتكلف 30 مليار دولار، أملاً في الفوز بالنجمة السادسة، إذ به يسقط في بئر «الفضائح الكروية» ويسجل مشاركة أسوأ بكثير من مشاركته قبل 64 عاماً في مونديال 1950، والذي يعتبره البرازيليون أسوأ لحظة في تاريخهم المونديالي، حيث هزيمتهم الشهيرة أمام منتخب أوروجواي في ستاد ماراكانا الأسطوري في ختام المونديال.
ولم يكن البرازيليون يعلمون أن القادم أسوأ وأمر، حيث دارت الأيام ونظموا المونديال مجدداً، وبدلاً من إزالة آثار نكبة مونديال 1950، تراجعوا خطوتين وقبعوا في المركز الرابع الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، ولا يمنحهم حتى «الميدالية الخشبية»، ولسان حالهم يقول «لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت».
والأكثر من ذلك أن المنتخب البرازيلي الحالي دخل التاريخ من بابه الخلفي، باعتباره أول منتخب في تاريخ السامبا الذي يخسر على ملعبه بعشرة أهداف في مباراتين، وبدا المشهد في المونديال الحالي بأن المنتخب الذي لا يكسب البرازيل في البطولة الحالية لن يكسبها أبداً.
ولعلها المرة الأولى في التاريخ التي تشعر فيها جماهير الكرة في العالم بالشفقة على منتخب السامبا، وهو يترنح أمام ألمانيا بالسبعة في أسوأ ست دقائق في تاريخ السامبا، قبل أن يسقط أمام هولندا بالثلاثة في أسوأ نهاية لأسوأ مشهد برازيلي في المونديال.
وأنهى المنتخب الهولندي مهمته مرفوع الرأس، ويكفي أنه لم يخسر مباراة واحدة في البطولة، وبدأ مشواره بالفوز على منتخب إسبانيا بطل 2010 بخماسية وأنهاها بالفوز على منتخب البرازيل بطل 2002 بثلاثية مع الرأفة، حيث لم يحتسب الحكم الجزائري جمال حيمودي ركلة جزاء واضحة لصالح روبين في الشوط الثاني.
وشخصياً أرى أن المنتخب الهولندي يستحق لقب «البطل غير المتوج» للمونديال، بعد أن سجل مشاركة رائعة بكل المقاييس، ولولا قسوة ركلات الترجيح لصعد لملاقاة الألمان في النهائي، ولا أستبعد أن تكون للبرتقالة الهولندية كلمة مسموعة في بطولة أمم أوروبا التي تستضيفها فرنسا بعد سنتين، خاصة أن الفريق يُمني النفس بمعانقة اللقب الأوروبي مجدداً بعد 28 عاماً من الانتظار!
فان جال.. صال وجال، وأهلاً به في «مملكة الشياطين»، سكولاري «جعلوني مجرماً، منتخب البرازيل «ارحموا عزيز قوم ذل»!
منتخب هولندا.. يا البرتقالة.
جمهور البرازيل الوفي.. دموعك غالية علىّ بعد أن تحول الحلم إلى كابوس!
الجزائر.. منتخب رائع وحكم دخل التاريخ على خطى طيب الذكر الراحل سعيد بلقولة.
مونديال 2014 .. وداعاً بحلوك ومُرّك وبـ «شهدك ودموعك»، وإلى اللقاء بعد 4 سنوات في مونديال روسيا 2018.
Essameldin_salem@hotmail.com