فاض الكيل
وماذا بعد، الأمور تزداد سوءاً وخلافات وجهات النظر تجاوزت الحدود!.
أتحدث عن العلاقة المشحونة بين اتحاد كرة القدم والرابطة، ويا ليتها ظلت في النفوس، لكنها اتخذت وتتخذ مواقف علنية فيها الكثير من التحدي والعناد، ناهيك عن التراشق بالكلمات الذي لم يبقِ ولم يذر في مجلس الفريق ضاحي خلفان.
أتابع في الساعات الأخيرة مشكلة أجانب الرديف التي أطلقها اتحاد الكرة بين الأندية المحترفة وأخذ رأيها، وأجمعت على الموافقة على استقدام لاعبين أجنبيين، والأكثر من ذلك كان في طلب اتحاد الكرة للفيفا من أجل تمديد فترة الانتقالات لمدة شهر للوفاء بالقرار الجديد، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الرابطة التي ترى أن سريان ذلك يتطلب دعوة الجمعية العمومية لأخذ رأيها، على أن يكون التطبيق، إما في الانتقالات الشتوية أو اعتباراً من الموسم القادم، حتى يأخذ الجميع حقه في الاختيار الصحيح، وعدم التعجل في التعاقد مع لاعبين أجانب من صغار السن، وهي مسألة ليست سهلة وتحتاج إلى وقت وتدقيق. وهذا الأمر لم يستفز فقط الرابطة بل استفز لجنة أوضاع اللاعبين التابعة للاتحاد نفسه، والتي يترأسها سليم الشامسي الذي قال: نحن آخر من يعلم ! وأكد أن “الفيفا” لن يوافق مطلقاً على تمديد فترة الانتقالات الصيفية بأي حال من الأحوال.
وما يهم هنا هو سؤال أتوجه به للأمانة العامة لاتحاد الكرة، وهي متهمة بهذه الخطوة المتأخرة.. وأقول لماذا؟ وما هي الدوافع للتعجل؟ ولماذا لم تشارك الرابطة في هذا التصعيد! هل حسمنا الجدل الدائر حول ما نختلف عليه في العقد المبرم بين الطرفين، هل حسمنا من صلاحية هذا الإجراء، هل بادرنا بالجلوس معاً لكي نحسم أمورنا ونضع النقاط على الحروف في المسائل محل الاختلاف؟.
الرابطة تلمح من الآن إلى أنها ستناقش مع الجمعية العمومية الخاصة بها مسألة زيادة عدد أندية دوري المحترفين إلى 14 نادياً في الموسم القادم، واتحاد الكرة يقول إن السياسات من اختصاصه، بل يعارض وجود جمعيتين عموميتين من الأساس.
نرى أن الكيل قد فاض، وأن هذا التناحر العلني لن يخدم أحداً على الإطلاق، وبناء عليه نحن في حاجة ماسة إلى مبادرة سريعة ليس من أجل لم الشمل ويبقى ما في النفس في النفس، بل نحن نريد حلولاً موضوعية وشرعية للفصل بين الاختصاصات وعمل اتفاقية جديدة أو توضيح النقاط محل الخلاف في العقد الموجود حالياً بما لا يدع مجالاً لأي شكوك أو أي اجتهادات.
كانت”الاتحاد” قد أشارت منذ أيام إلى أن هناك لجنة دولية سيتم استدعاؤها أول الشهر لمراجعة كافة لوائح الاتحاد ومن بينها الفصل التام بين اختصاصات الرابطة والاتحاد، فهل توافق الرابطة؟، أم أنها من الآن ستشكك في النوايا ولن ترضى. نريد حلاً جذرياً لهذه العلاقة الشائكة التي أصبحت على كل لسان، ولأزمة الثقة التي أصبحت معضلة بين الطرفين.
أما بعد
الجلسات الودية لم يصبح لها جدوى في زمن الصراع.. نريد حلولاً عملية، نريد نصوصاً لا تقبل الاجتهاد، فأزمنة الاجتهادات قد ولت، وارحمونا يرحمكم الله.
mahmoud_alrabiey@admedia.ae