الحال من بعضه
عندما بدأت مباراة دبي والنصر في دوري المحترفين أمس الأول بحثنا عن مدرب دبي أيمن الرمادي فلم نجده مع لاعبيه في الملعب، واندهشنا فلا النادي استغنى عن خدماته، ولم يتلق عقوبة تأديبيه تحرمه من التواجد مع لاعبيه في المكان المخصص لتأدية عمله، ثم كانت المصادفة الغريبة عندما توجهت أعيننا تجاه مقاعد لاعبي النصر، فلم نجد المدرب البرازيلي أنجوس أيضاً! ولم نفهم ما يحدث، هل اتفق المدربان مثلاً على عدم الحضور أم ماذا؟!، ثم فوجئنا بكاميرا التلفزيون تأتي بهما في المدرجات، و لما ازدادت حيرتنا فهمنا أخيراً أن المدربين نسيا بطاقة التعريف الخاصة بكل منهما، وحسب اللوائح فقد منعتهما الرابطة من مصاحبة فريفيهما في الملعب.
ولا شك أن حدوث الأمر نفسه للمدربين جعل شخصاً مثلي يفكر في ماهية هذه المصادفة.. وفي رأيي أن المدرب الذي ينسى بطاقة دخوله الملعب يكون ذهنه قد انشغل إلى حد الدوامة! ولو نظرت إلى وضعية الفريقين قبل المباراة، وكم كانت هي قاسية، ربما التمست العذر لهما!.
عموماً يبقى هذا الأمر انعكاساً لما يعانيه المدربون عندما تسوء حال فرقهم إلى الدرجة التي تهدد استمرارهم.
وإذا كانت الظروف قد عاندت الرمادي مدرب دبي لبقاء فريقه بلا رصيد بعد ثلاث جولات، فإنها ابتسمت لأنجوس الذي فاز فريقه أخيراً بصرف النظر عما إذا كان هذا الفوز مقنعاً أم لا، ومعه الحق.. فقد كان الفوز وحسب هو المطلب وهو الحل لكي يستعيد النصر جزءاً من توازنه المفقود، ثم يكون بعد ذلك لكل حادث حديث.
إننا في الوقت الذي نشفق فيه على فريق دبي من صعوبة المنافسة في دوري المحترفين نهنئ النصر على الفوز الأول، بشرط أن يكون فاتحة لمزيد من الانسجام في الملعب والتلاحم خارجه من كل أبناء النصر في الداخل والخارج.. وشخصياً أرفض مصطلح “المعارضة” الذي تردد أخيراً بكثرة على هؤلاء الغيورون على مصلحة فريقهم.. فالنصر فريق كبير وله أنصاره ومكانته منذ أن عرفت البلاد كرة القدم، ويجب أن يتفهم من في الداخل مشاعر وأحاسيس من في الخارج .
وعندما نذهب إلى “ديربي” العاصمة الذي انتهى بلا أهداف بين الجزيرة والوحدة فعلينا الاعتراف أن النتيجة تعد طبيعية جداً في ظل ظروف المباراة وما سبقها.. وقناعتي أنها نتيجة إيجابية للطرفين معاً، فهي لا تعيب الجزيرة كمنافس.. فالذي تعادل معه فريق كبير كان يبحث عن العودة ولو من ثقب إبرة ونجح في ذلك.. والطريق لا يزال طويلاً .
وفي كلباء لم يفقد الأهلي نقطة.. بل هي أيضاً نتيجة مرضية لمنافس كان يبحث عن وجوده في دوري المحترفين في أول مباراة تقام على أرضه وبين جماهيره، ولا تنسى أن اللاعبين الأجنبيين جريجوري وسيمون قد أرهقا دفاع الأهلي بصورة ملفتة، ولا يجب أن تقاس الأمور بمنظور الخسارة من جانب الأهلاوية لمجرد أن الفريق كان متقدماً بهدف، نقطة الأهلي ربما لا يستطيع غيره أن يحصل عليها بعد ذلك في كلباء!
أما بعد
مالنا نبالغ في الفرحة لمجرد أن لجنة التفتيش الآسيوية أشادت بملاعبنا.. منذ متى كانت لدينا مشكلة ملاعب! المشكلة الحقيقة في الناس التي هجرت الملاعب!!
mahmoud_alrabiey@admedia.ae