بعض المسميات له شيء من الغرابة يمكن ذكره، كموقع في الغربية كان يسمى حمار، والآن يطلقون عليه حصان، وهناك في العين ند يسمونه ند الغربان، وفي العين منطقة يسمونها “قصْيدَة” أي المقبرة أو المقصد النهائي، تجاورها منطقة عكسها تماماً يسمونها السلامة.
هناك مسميات علينا أن نعيد النظر فيها، ومسميات نصححها لأنها جاءت من مصدر أجنبي فأخذناها على علاتها، وأثني شاكراً على ما يقوم به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في هذا الصدد، لأنه صحح بعضاً من هذه المسميات، منها على سبيل المثال، لا الحصر، كاسم “محاوي” الذي أخذناه من خرائط الإنجليز “MAHAWI” كما يكتب وهو في الحقيقة “محوي” لأن الناظر للمنطقة من أعلى سيجدها معكوفة تشبه محوي الجمل، واسم آخر غريب يطلق على منطقة جعلها لا تفكر أن تتوسع عمرانياً مستقبلاً، وهو اسم جاء وليد الحاجة، ابتكره الناس لعدم وجود مسمى في الأساس، فأطلقوا عليه جزافاً اسم “بين الجسرين” أو “BETWEEN TWO BRIDGES” وغيرها من المسميات.
والتسميات لا تخص الأمكنة رغم أنها هي الأهم، بل تسميات لبعض الأشياء التي لم تكن معروفة عندهم، فشبهوها على أشياء موجودة في بيئتهم، مثل ما سموا الفستق ضروس الخيل أو الفول السوداني “زق السبال” أو غزل البنات الطويل الأبيض الذي أسموه “لحية الشيبة” أو اخترعوا له اسماً مضحكاً مثل الزبيب الذي سموه “أسحيح السوق” أي التمر الصغير الذي يباع في الأسواق، لأن التمر كان في بيئته وموجود عند كل الناس، وعادة ما كان يباع في الأسواق، ففي الزمان كان الناس من الحضّار من الساحل أو من الناس الذين ليس عندهم نخل “يستطنون” من “الهنجري” الرطب وهو على أمهاته النخيل، وأحياناً يأتون باسم معيب للشيء، مثل البزر الأبيض الملح الذي أطلقوا عليه “حب الفساد” لأنه يحبذ أن لا يتناوله الرجال، لأن منظره خائب ويخص فئة أشباه الرجال، فأطلقوا عليه ذاك الاسم ليجنبوا أولادهم الفساد والمضيعة.
كذلك من عادتهم أن يسموا بعض الشجر وآبار المياه والأفلاج باسم شخص مثل “فلج الداوودي” و”فلج هزاع” و”غافات دهان” و”بدع العَيَمّ” وهو الشخص الذي لا يستطيع الكلام، ولا يخص العجم به أو نعت له مثل “سمرة سناح”، وهناك مسميات ظلت تنتقل من منطقة إلى أخرى كاسم البطين والظاهر، وأسماء توصف بلون تربتها أو لون صخورها، كالحميرا وحمرور، وهو الطين بين اللون الخردلي والمائل للأحمر، أما الـ”حْمَدّه” فهي التربة السوداء الدخانية، وهناك أسماء هي وصف للحال مثل “المطّلاع” وعكسها “المحّدَار” و”النقفة” أعلى الجبل و”الهِيَرّ” الكثبان الرملية المتتابعة، ومدسوس ومديسيس، وهناك مسميات تغيرت لتغير حالها مثل “موافجة” التي أصبحت زاخر، والعوهة التي صارت الفوعة، والبحث في هذا طويل، ويطول!
amood8@yahoo.com