من أجمل العيون تلك التي تسمى الحور وذلك بشدّةُ بياض العينِ في شدّةِ سوادِها، وكما يقال والضد يظهر حسنه الضد. الحاء والواو والراء في حور ثلاثة أصول: أحدها لون، والآخَر الرُّجوع، والثالث أن يدور الشيء دَوْراً. فأما الأول فالحَوَر: شدّةُ بياض العينِ في شدّةِ سوادِها، فالحَوَر أن تسودَّ العين كُلُّها مثلََُ الظباء والبقر. وليس في بني آدمَ حَوَرٌ، وإنما قيل للنساء حُورُ العُيون، لأنهن شُبِّهن بالظِّباء والبقر وقال الأصمعيّ: ما أدري ما الحَوَر في العين. ويقال حوّرت الثيابَ، أي بيّضْتُها، ويقال لأصحاب عيسى عليه السلامُ الحواريُّون؛ لأنهم كانوا يحوِّرون الثِّياب، أي يبيّضونها، ثم قيل لكلِّ ناصر حَوَاريٌّ. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «الزُّبير ابنُ عمَّتي وحَوارِيَّ من أمّتي». والحَوَاريّات: النِّساء البيض. فقُلْ للحَوَاريّاتِ يبكـــين غيرَنـــا ولا يَبْكِنــــا إلا الكــلابُ النوابحُ والحُوَّارَى من الطَّعام: ما حُوِّر، أي بُيِّض. واحورَّ الشيءُ: ابيضّ، احوراراً. يا وَرْدَُ إنــــي ســـــــأموتُ مـــَرَّهْ فمَنْ حَليــفُ الْجَفْنــَةِ المُحـــوَرَّهْ أي المبيَّضَة بالسَّنَام. قال الله تعالى: «إنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ، بَلَى إن ربه كان به بصيرا» [الانشقاق 14- 15]. والعرب تقول: «الباطلُ في حُورٍ» أيْ رَجْعٍ ونَقْصٍ، وكلُّ نقص ورجوع حُورٌ. قال:والحَوْر: مصدر حار حَوْراً رَجَع. ويقال: « نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر». وهو النُّقصان بعد الزيادة.ويقال: «حارَ بعد ما كارَ». وتقول: كلَّمتُه فما رجَعَ إليّ حَوَاراً وحِوَاراً ومَحُورَةً وحَوِيراً. والأصل الثالث المِحْور: الخشبةُ التي تدور فيها المَحَالة. ويقال حَوّرْتُ الخُبْزَةَ تحويراً، إذا هيّأتها وأدَرْتَها لتضعَها في المَلَّة. ومما شذَّ عن الباب حُِوار الناقة، وهو ولدُها يقول جرير في قصيدة من أجمل قصائد الغزل: يا أم عمـــرو جـزاك الله مغفـــرة ردي علي فــــؤادي كالذي كانــا ألست أملح من يمشي علـى قـدم يا أملح الناس كل الناس إنسانا يلقى غريمكم مــن غير عســرتكم بالبذل بُخلاً وبالإحســان حرمانا قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم ماكنــــــت أول موثـــوق بـــه خانــا لقد كتمت الهــوى حتـى تهيّجني لا أسـتطيع لهذا الحـب كتمانــا كاد الهوى يوم ســلمانين يقتلني وكــــــاد يقتلنــي يوما ببـــيدانا لابارك الله في من كان يحســبكم إلا على العهــد حتـى كانا ماكانا لابارك الله في الدنيا إذا انقطعت أسباب دنياك من أسباب دنيانـا ما أحدث الدهـر مماتعلـمين لكم للحبل صرما ولا للعهــد نســيانا إن العيـــون التي في طرفـها حَـوَرٌ قتلتنـا ثـم لـم يحييــــن قتـــلانا يصرعن ذا اللب حــتى لاحراك به وهن أضعــف خلـــق الله أركانا يا حبذا جبـــــل الريان من جبــل وحـبذا ســاكن الريان مـــن كانا وحبـذا نفحـات مــــن يمانيــــة تأتيك من قـبل الريــــــان أحيانا Esmaiel.Hasan@admedia.ae