الغَياهِبُ من الكلمات العربية السحرية التي لا تحتاج لتفسير، فحروفها تدل على معناها من غياب أو اختفاء أو قلة في شيء ما، ولا يحتاج سامعها أو قارئها لكثير عناء في معرفة معناها، ولو حاولنا استبدالها بأي مرادف لها لما وجدنا ما يعطي معناها الخاص والدقيق جداً، في قولنا «أمضى فلان حياته في غياهب السجون» من ظلمات وسواد وحلكة، فظلمة السجن لا تعدلها ظلمة ، فهي غيهب وغياب مادي ومعنوي وما أدراك ما الغياب! الغياب الدائم للشمس والنور، والحق والحقيقة والعدل. وكذلك «غَيابة» الجب، الذي ألقي فيه سيدنا يوسف عليه السلام، قال الله تعالى في قصة يُوسُفَ عليه السَّلام: «قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ» (يوسف - 10). نلاحظ في الغين والياء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على تستُّر الشيء عن العُيون. ومن ذلك الغَيْب: ما غَابَ، ممّا لا يعلمه إلا الله. ويقال: غابت الشَّمس تَغِيب غَيْبَةً وغُيُوباً وغَيْباً. وأغابَتِ المرأةُ فهي مُغِيبةٌ، إذا غابَ بعلُها.. وسمِّيت الغابة لأنّه يُغاب فيها. والغِيبة: الوَقيعة في النّاس من هذا، لأنَّها لا تقال إلاّ في غَيْبَة. في «غهب» في»مقاييس اللغة»لابن فارس الغين والهاء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على ظَلامٍ وقِلّة ضياء، ثم يُستعار. فالغَيْهَب: الظُّلمة. الغَيْهَبُ شِدَّةُ سَوادِ الليل والجَملِ ونحوه؛ يقال جَمَلٌ غَيْهَبٌ: مُظْلِم السَّواد؛ قال امرؤُ القيس: تَلافَيْتُها، والبُومُ يَدْعُو بها الصَّدَى وقد أُلْبِسَتْ أَقْراطُها ثِنْيَ غَيْهَبِ وقد اغْتَهَبَ الرجلُ: سار في الظُّلمة؛ وهي تَغْتَهِبُ أَي تُباعِدُ في الظُّلَم، وتَذْهَبُ. اللحياني: أَسْوَدُ غَيْهَبٌ وغَيْهَمٌ. شَمر: الغَيْهَبُ من الرجال الأَسْوَدُ، شُبِّه بغَيْهب الليل. وأَسودُ غَيْهَبٌ: شديدُ السواد. وليلٌ غَيْهَبٌ: مُظْلِم. وفرسٌ أَدْهَمُ غَيْهَبٌ إِذا اشْتَدَّ سواده. والأُنثى: غَيْهَبةٌ، والجمع: غَياهِبُ. وغَهِبَ عن الشيءِ غَهَباً وأَغْهَبَ عنه: غَفَل عنه، ونَسِـيَه. والغَهَبُ، بالتحريك: الغَفْلَة. وقد غَهِبَ، بالكسر. وفي الحديث: سُئِلَ عَطاءٌ عن رجل أَصابَ صَيْداً غَهَباً، وهو محرم، فقال: عليه الجَزاءُ. الغَهَبُ، بالتحريك: أَن يُصِـيبَ الشيءَ غَفْلَةً من غير تَعَمُّدٍ. وكساءٌ غَيْهَبٌ: كثير الصُّوف. والغَيْهَبُ الثَّقِـيلُ الوَخِمُ؛ وقيل: هو البليد؛ وقيل: الغَيْهَب الذي فيه غَفْلة، أَو هَبْتَةٌ؛ وأَنشد: حَلَلْتُ بـهِ وِتْـــــري وأَدْرَكْتُ ثُؤرَتي ِذا ما تَناسَى ذَحْلَـهُ كلُّ غَيْهَــبِ وقال كَعْبُ بن جُعَيْلٍ يَصِفُ الظَّليمَ: غَيْهَـــــبٌ هَوْهــــــــاءة مُخْتَلِـــطٌ مُســــــْتَعارٌ حِلْمُـــــه غَيْرُ دَئِــلْ والغَيْهَبُ: الضعيفُ من الرجال. والغَيْهَبانُ البَطْنُ. يقول لسان الدين الخطيب: زارَتْ وقَدْ صَرَفَ العِنـانَ الغَيْهـــَبُ والصُّبْحُ يُنشر منه بَنْــدٌ مُذْهَـبُ والزَّهْرُ في نَهـْر المجــرَّة ِ بعضهـــــا يطْفو بِصِفْحَتِها وبعضٌ يَرْســُبُ وكأنما الفَلَكُ المُكَوْكَــــبُ غـــادة زُفَّت وحَلَّ لها الحُـــلِيّ المَغْــرِبُ والدَّوْحُ صلَّـى بالتَّحيـــــات التـــي ألْقَى بمَسْمَعِهِ النَّســــيمُ الطَّيب والطَّيرُ قد نَفَـضَ الجنــــاحَ مُؤذّنا والوُرْقُ تَتْلُــو والبلابــِلُ تَخْطُب بِكْرٌ من الحـــيّ الحــــلال ببابــــل تُنْمَــــى إلى هارُوتِــــهِ إذْ تُنْــسَ محْجوبَــــة ٌ في خَدْرِ طِرْسٍ دُونهــا للحُسْنِ من غُرِّ المعانـي مَرْكَــبُ ممْنوعَة ُ الأبياتِ بالبيضِ الظّبا ........... فالنّجْمُ للطُّرَّاقِ منها أقْرَب ألباب ربّاتُ الحِجالِ بلِ الحِجا ........... كيف اهْتَدَيْتَ وما اسْتبانَ المذْهبُ قد كُنْتُ أقْنَعُ منك في سِنة ِالكَرى ........ بالطَّيفِ فضلا عن مزارِ يَقْرُب ويئسْتُ إذ عاقَتْكَ أحراسُ العِدا ......... عن زَوْرتي وتألَّفوا وتألَّبوا تالله لو أرسلتَ طيفَكَ لانْثَنى ........... خَوْفَ القواطِعِ خائفا يترقَّبُ