المرطة .. ذاكرة الغناء الخليجي
للأغاني في منطقة الخليج العربي ذاكرة جميلة مازالت الأجيال الجديدة تذكرها وترددها وتحن لسماعها من وقت إلى آخر .. ومازال الجيل الجديد من الفنانين يعيد تسجيلها لتتواكب مع مفردات الموسيقى الجديدة.
من بين الفنانين والفنانات الذين آثروا الساحة الغنائية في بداية ومنتصف القرن الماضي الفنانة الكويتية «عائشة المرطه» التي ساهمت وبشكل كبير في انتشار الغناء الشعبي وتقديمه بشكل رائع في العالم العربي مثل السامري والدوسري والحوطي والنجازي.
«عائشة المرطه» من مواليد دولة الكويت في عام 1931 وتوفيت عام 1978 فقدت بصرها في سن السابعة بسبب مرض الجدري الذي أصاب المنطقة في تلك السنوات، وتعتبر من الأصوات النسائية الأولى في الخليج حيث عاشت حياتها الأولى في بيت خالها بعد وفاة والدها، ولأنها كانت تمتلك موهبة فذة وصوتا جميلا تمكنت في سنوات قليلة بعد التحاقها سرا في فرقة عودة المهنا في سن الرابعة عشرة، أن تصبح الفنانة الرئيسية في الفرقة ، وأن يتسابق كبار الملحنين والفنانين في إعطائها ألحانا خاصة شكلت فيما بعد ذاكرة جميلة للفن الكويتي
.. من أجمل أغانيها «منسية» والتي تقول فيها :
منسية .. منسية
ياعونة الله ولا لي عندكم طاري
ولي الله هو عالم وداري
أنا كله يتراولي
كني بدنيتي بروحي
ولا لي خل ولا والي
يشارك بالهوى روحي
تمكنت « المرطة « في سنوات قليلة أن تفرض نفسها كفنانة يشار إليها بالبنان حيث انتشرت أغانيها على مستوى الخليج العربي ومن ثم العالم العربي، وكانت عاشقة لكبار الفنانين في الوطن العربي وفي إحدى زيارتها إلى جمهورية مصر العربية التقت بالفنانة الكبيرة أم كلثوم التي أشادت بجمال وبحة صوتها، كما تعتبر «المرطة» رائدة الغناء النسائي في منطقة الخليج العربي وهي حطمت بصوتها كل القيود والأسوار التي أحاطت بالمرأة في زمن كان فيه الغناء مستحيل للمرأة.
واليوم تزخر المكتبة الموسيقية في تلفزيون الكويت بروائع أغاني المرطه التي باتت ذاكرة جميلة تؤرخ وتؤصل للكافة أنواع الفنون الشعبية مثل السامري والنجازي وغيرها من الفنون التي برعت فيها المرطة وسمعناها عبر الشاشة الفضية في سبعينيات القرن الماضي. رحم الله المرطه كانت صادقة في فنها وحسها فكانت كما أرادت أن تكون، ملكة لفن السامري.