الجمعيات العمومية
هذا الشهر والذي سبقه دب نشاط محموم في جمعيات النفع العام، فهي في حركة وعمل من أجل اختيار مجالس إدارة جديدة لها أو في حوارات ومناقشات للمجالس التي لا تزال تقود هذه الجمعيات.
عام مضى على عمل هذه المجالس وفي هذا الوقت جاء دور مراجعة أعمالها.
في هذه الجمعيات تظل مجالسها متحفزة لمناقشة التقارير الختامية وما أنجز من عمل وما تم تأجيله وعادة يمر الحضور أو أكثرهم مرور الكرام على التقارير، بل إن الغيابات تكون كبيرة وبالكاد يمكن اكتمال النصاب، خاصة اذا كانت الدورة لاتزال مستمرة لمجالس الإدارات.
لم تعد الجمعيات هذه مثل زمان، ولم يعد ذلك الحضور الكبير الذي صاحب إشهار تلك الجمعيات وبدء عملها، كان الأوائل من الأعضاء الأشد تفاعلاً ونشاطاً وعملاً، كان الأمل والهدف أكثر وضوحاً من قيام هذه الجمعيات، مجالس الإدارات تحسب للجمعية العمومية ألف حساب، حيث تدقق على أوراقها وإحصائياتها وتراجع الميزانيات كثيراً وتهتم بالبرامج وما تم إنجازه وأيضاً جداول الأعمال دقيقة ومخطط لها بشكل أفضل بحيث يُعِد المجلس كل عناصره للرد على أي عمل من أعمال اللجان والبرامج.
كافة العناصر التي تحضر الجمعيات العمومية في الماضي تقوم بدراسة الخطط والبرامج والأعمال وتحاسب المجلس حساباً عسيراً، حيث إن الهدف واضح لدى هؤلاء القدامى من قيام هذه الجمعية وما يجب أن تطرحه على الناس والمجتمع وعلى الخصوص اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وجمعية الاجتماعيين وجمعية المعلمين وجمعية الحقوقيين، بالإضافة إلى الجمعيات الأخرى.
هذه الجمعيات كانت شعلة من النشاط والحيوية وقوة جمعياتها العمومية، كان الحوار والنقاش والجدل والاختلاف والاتفاق كبيراً، لم يغير شيئاً التقاطع بين الأعضاء أو حتى الخصام المؤقت، فالجميع لا يختلف أو يجادل إلا لمصلحة المجتمع، يخرج النقاش إلى خارج قاعة الاجتماعات في الساحات والمقاهي، ووحدها مصلحة المؤسسة الثقافية أو الجمعية هي التي تدفع المخلصين والمتحمسين للخدمة والعمل على التقاطع مع الزملاء. ففي اتحاد كتاب وأدباء الإمارات اختلف الأخوة كثيراً عند بدء أي جمعية عمومية، صعدت الأصوات وتقاطع الأخوة والأصدقاء ولكن كل ذلك من أجل مصلحة هذا الاتحاد.
كان هذا في الماضي أما اليوم فإن الجمعيات العمومية مسالمة جداً، بل غير معنية إذا أنجزت الجمعية المعنية أو لم تنجز أعمالها، تمت مناقشة جدول الأعمال نقطة نقطة أم لا، حتى مجالس الإدارات أصبحت ضامنة استمرارها حتى عشر سنوات، فقط مجرد نظرة إلى مجالس الجمعيات الأهلية وسوف تجدون أن بعضها أصبح مثل “النو” أي الطحالب التي تعلق في ظهر السفينة أو صخور البحر. ووضعهم هذا لا يلامون عليه بل يجب أن يشكروا على جهودهم، وذلك بسبب موت الجمعيات العمومية الحية المؤمنة بعمل هذه المؤسسات.
Ibrahim_Mubarak@hotmail.com