هل كنت نائمة·· أم كنت مابين من يهفو إلى نوم ومن يستغرقه الصحو· فإذا نداء من عمق بينين يوقظك: إذا اتكأت على الحنين ضاعت خطاك في وحشة الصحراء فلا الحنين صلابة والصحراء إلا هشاشة الرمل· فصحوت من غفلة ونهضت تبحثين عن يقين ليرشدك·· لكنك في كل ما تقت إليه لم تعثري إلا على الشك الجليل ليعصمك· كل السنين ترمدت وتبعثرت في خطونا المشبوب بالتوق إلى جمر ليشعلنا· هل ضعنا على طرقات الضلال لغفلتنا، أم أننا تهنا فلم نعثر إلا على وهم ليأسرنا· هل نحن من يرشدنا إلينا أم أنها الطرقات التي رُسمت قبل الخطى، تقودنا من يقظة·· فلا نوم سخي يغط بنا، ولا صحو مضيء يشفنا! ما بين بينين تمضي بنا الأيام، فلا نحن حضور ساطع يشعشعنا، ولا شبح يبين ويختفي، كيما نظن غيابنا· نقول هذا الدرب·· فيسخر الدرب من قولنا ونقول ذاك·· فلا نرى إلا السراب ليخدعنا فبأي زيت نشعل القنديل لكي نرى في العتم ما يبصرنا؟ وأي جمر يعصي على الريح ليدفئ بردنا·· وأي جوهرة أضعناها فلم نعثر إلا على وصايا ترابنا؟ بدائيون في الشغف الطليق·· بدائيون في نسج أحلامنا بدائيون في النقش وفي الحب وفيما تشتهي أرواحنا بدائيون في الخطوات، في العثرات، في الصحو وفي السهو بدائيون كأننا لم نجمع الزمن في سلة العمر ولم نقتطف دراً من شهوة البحر ولم ننتق العصيان فرساً ولا تيهاً أين الطريق لنكون ما شئنا·· و ما شاؤوا ركاماً خلفته مراكبنا أرأيت كيف تذهبين إلى البعيد بلا نقوش تقرأين مسارها ولا دليل ليرشدك أرأيت كيف الظنون تخونك ويخونك الحدس وما ترين! حيرى سنسأل ثم نسأل ثم نسأل، فلا جواب سوى السؤال يجر أذيال السؤال·· ولا جواب على السؤال يشفي ابتداء سوالنا! دمشق/ 21/11/2007 صباحاً