مصباح علاء الدين
دائما أردنا أن نمتلك المصباح السحري ونحقق جميع أمنياتنا حتى لو تتجاوز الثلاث أمنيات، هذا ما كان يراودنا منذ الطفولة ومشاهدة علاء الدين ومصباحه السحري كل ما كان يقوم به هو أن يمسح بكفيه على جانبي المصباح ويخرج له المارد قائلا “شبيك لبيك”، فيطلب علاء الدين ما يرغب به. بغض النظر عن أمنيات علاء الدين فكل له أمنياته الخاصة، أمنيات يعيشها وأخرى يعيش لأجلها.
ربما فكرة المصباح جميلة ولكنها تفتقد إلى لذة العمل للوصول إلى الهدف أو تحقيق أمنية ما، كما أنها ملك صاحبها ليس علاء الدين بالطبع، ولكن من ألف قصة علاء الدين ومصباحه. الأمنيات لا تنتهي ولن تنتهي ما دام هناك سحر الخيال يسكن في داخلنا ورغبة في اكتمال الصورة المرسومة في خيالنا، نعم أمنياتنا ليست خيالا ولكنها تعيش في مخيلتنا وتكبر بمرور الأيام، يبدأ الرسام لوحته بخطوط من نسيج خياله، ويصوغها بألوان الواقع وربما العكس.
الخيال يقودنا إلى إمكانية تحقيق الحلم ويساعدنا على وضع الخطط المعقولة لوضعها والعمل على تطبيقها. الخيال يتغذى على العقل الباطن هناك خط يربط بينهم، فأنت بحجم خيالك تبني أحلامك.
في الإطار نفسه، يقول الدكتور جوزيف ميرفي في كتاب “قوة العقل الباطن” إن هذا العقل الباطن هو القوة التي يمكن أن تحقق المستحيل وتجيب عن كل الأسئلة “الكنز الذي بداخلك، ابحث في باطنك عن استجابة لرغبة قلبك”. كما يتحدث الكاتب عن الصلة بين العقل الباطن والعقل الواعي، فاختيارك ينعكس على حياتك، والكاتب يقوم بتسليط الضوء على أهمية أن تكون متفائلاً في قراراتك والابتعاد كلياً عن التشاؤم والسلبية من أي عمل تقوم به كما ينصح بالابتعاد عن الألفاظ المحبطة مثل “لا أستطيع ولا أقدر” تلك التي تحمل الكثير من الإحباط لأنها وإن لم تكن سليمة، فإنها تقع أوتنعكس على الواقع.
وهي فكرة مقاربة من فكرة كتاب “السر” “ذا سيكريت” دعوة للتفاؤل والأمل، ولكن الاختلاف هنا يكمن في اكتشاف العقل الباطن ومحاولة استخدامه بطريقة أكثر فعالية وواقعية بالإضافة إلى إظهار هذا العقل والتعامل معه بوعي كامل.
الخيال هو مزيج من كل هذا الخيال سحر يأخذك إلى عوالم مختلفة وأنت في مكانك، فبالخيال أبدع الإنسان لأنه تمنى وحلم وتفاؤل، وبتحريض من العقل الباطن عمل ليصل لأن الإرادة وبحسب ميرفي تكمن في هذا العقل.
قد تكون معادلة خيالية ولكنها مليئة بسحر الأمل والتفاؤل، مثل مؤلف أسطورة علاء الدين والمصباح السحري.
ameena.awadh@admedia.ae