تحت عنوان "تجارة العواطف" نشرت "وجهات نظر" يوم السبت الماضي 12-2-2005 مقالاً للدكتور خليفة السويدي، وقد لفت انتباهي العنوان قبل المحتوى حيث إن العواطف أصبحت فعلاً سلعة يتاجر بها البعض. في بداية المقال نوه الكاتب إلى أن معظم الناس يتصورون أنهم يرون بأعينهم دون الحواس الأخرى، مما يؤدي إلى الحكم على الشيء من غير تفكير. وفي نظري أرى أن هذا صحيح لأن الإبصار يمثل 10% من إدراكنا للأشياء، أما الباقي فيقوم به العقل.
أما بالنسبة لـ"عيد الحب" في شريعتنا الإسلامية السمحة، فهو في رأيي دخيل علينا ولا يمتُ إلى ديننا بصلة، فالجميع يعرف أنه يوجد لدينا عيدان فقط وهما عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، وهما عيدان سماويان من رب العالمين. أما عيد العاشقين، فقد نشأ احتفالاً بقسيس يُدعى "فالنتاين" حيث إنه ارتكب الرذيلة مع امرأة مدعياً أنه يحبها، فعوقب بالحرق، وبعدها أحيى الناس ذكرى "فالنتاين" باليوم الذي حُرق فيه تخليداً لمعنى الحب.
في ظني، فإنه خلافاً لما ذُكر في المقال، ليست المرأة الخاسر الوحيد ولكن الرجل هو أيضاً خاسر، فعندما ينساق الرجل وراء هذه الأمور السطحية أي يصبح شخصاً لا يشبع رغباته إلا بالمساحيق الكيميائية ولا يعير جمال الروح اهتماماً، فإنه في هذه الحالة سيكون كما يقول المثل الشعبي "الحلو حلو لوناش من نومه والشين شين لو غسل عيونه".
بعض النسوة يستغلن مناسبة "عيد الحب" لاستنزاف الأموال والهدايا من الرجال بدافع الحب، وقد تنشأ عن ذلك إضاعة للوقت، نتيجة للتسوق والبحث عن الهدايا المناسبة والمرضية.
أخيراً، وليس آخراً، أعارض موضوع التحكم المطلق في العواطف كما ذكر المقال، فالجميع يعرف أن التحكم في لعواطف من أصعب الأمور التي تواجه أي إنسان ذكراً كان أم أنثى. فالعاطفة أمر لا يمكن لأي شخص أن يواجهه بسهولة، ومن منا لا يعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك".
بدر علي الحوسني - أبوظبي