ليس مثل وطني شيء، وليس مثله أحد، فهو الوحيد المكتنز بالأماكن الرائعة وبالرائحة الزكية.. وطن هو الواصف لحقيقة المذاقات التي كانت وستكون، وهو قصة حياة نعيشها كل يوم وندرك كل تفاصيلها. فمن مثله يسمع الشكوى، ويواسي الدمع ويعد ويفي بوعده. هذا العام، الاحتفال باليوم الوطني مختلف. فلأول مرة في تاريخ الدولة نزف في أيام العشرات من الشهداء، لأول مرة نتعلم كيف يكون الوداع مأساوياً وصعباً، لكم من أجل الوطن يمكن بأي حال تحمله، أو التعود على حزنه. الشهداء الأبرار أبناء وأخوة وآباء.. فقدنا بهم أرواحاً معطاءة، وكسبنا بهم حياة حقيقية، تعرف معنى التضحية لهذا الوطن الكبير. حب الوطن يظهر جلياً في هذه الظروف التي حولت كل المشاعر إلى واقع يستدعي أن نصمت إجلالاً وتقديراً لهذه الأرواح التي تدافع عن البلاد وتصون المكتسبات، وتضرب أروع الأمثلة في التضحية والعطاء. هؤلاء الشهداء الأبرار، لا يمكن أن نحتفي بالوطن دون أن نذكرهم ونترحم عليهم ونرجو من الله عز وجل أن يجعلهم في الفردوس الأعلى، فقد أعطوا بلا مقابل، ولم يشكوا للحظة أنهم ذهبوا فداء للوطن، وأي وطن، إنه وطن غال على نفوس أبنائه جدير بإخلاصهم وتفانيهم من أجله. إنه وطن عزيز علّمنا العزة والكرامة..وطن علّمنا أن الجباه لا تنحني إلا لخالقها. وطن صار أيقونةً يحتذي بها الجميع، ويتحدث عنها الجميع.. وطن مضياف حنون يُعطي الجميع بلا منّة، ولا سؤال بالمقابل. وأرى في اليوم الوطني الرابع والأربعين أننا أمام أربعة وأربعين شمعة وقصيدة ورواية وبطولات وإنجارات واحتفالات كلها للدولة، ولشعب علم الشعوب ماذا يعني النجاح. وأقول لوطني في غمرة الاحتفال ببهائه وازدهاره: عامك سعيد يا وطن..عامك ملئ بالحب والنجاحات والأحلام، التي تحولت إلى واقع.. نريدك دوماً أعلى وأفضل وأهم، نريدك دائماً فكرة عظيمة وحلماً قريباً، وحباً لا يشبه أي حب على وجه الأرض. وطني الغالي..كل سنة وأنت متألق مُتيم بنا وبناسك الطيبين الذين يشبهون ملح بحرك ورمل بحرك وصبر صحرائك وجذوع نخيلك. لا يشبهك يا وطني إلا نحن ناسك المؤمنين بك وبكل خيرك ونمائك، لتكون أنت دوماً بلد العطاء والازدهار، ولتبقى أنت منارة للفخر والاعتزاز. عيدك سعيد يا بلادي، فأيامك كانت لنا دائماً عيد. لا مثيل يشبهك، ولاأحد يعرف معنى وطن مثلما نفعل نحن. أربعة وأربعون عاماً من الإنجارات. وهذه بلادي ترتقي من إنجاز إلى إنجاز، ذاهبون ومصرون على أن نكون أبداً الأفضل. كل عام وبلادي بخير وعزة وحب، وفي القمة دائماً وأبداً.